Friday 22nd November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

جمعة القدس وذكرى يوم الطفل الفلسطينى

منذ 7 أشهر في 12/أبريل/2024

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

جمعة القدس وذكرى يوم الطفل الفلسطينى

بقلم: دكتورة كريمة الحفناوى

 

عبَّر مجلس الأمن فى بيان صدر يوم الخميس الموافق الحادى عشر من إبريل 2024، عن “القلق العميق من خطر تفشى مجاعة وشيكة بين السكان فى قطاع غزة”، وفى نفس اليوم أبلغت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، أعضاء مجلسى النواب والشيوخ فى الكونجرس بأن المجاعة بدأت فعلا فى شمال غزة.

وسط هذه الظروف التى يتصاعد فيها العدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى منذ السابع من أكتوبر 2023، فى محاولة للقضاء على المقاومة الفلسطينية، بجانب الاستمرار فى الإبادة الجماعية والتهجير القسرى للشعب الفلسطينى لتصفية القضية وإقامة “الدولة اليهودية”، أحيا العالم فى يوم الخامس من إبريل 2024، مناسبتين، المناسبة الأولى “يوم القدس العالمى”، والثانية “يوم الطفل الفلسطينى”.

احتفل العالم يوم الجمعة الخامس من إبريل 2024، ب “يوم القدس العالمى”، وهو حدث سنوى يخرج فيه الملايين فى تظاهرات حاشدة مناهضة للصهيونية، فى الدول العربية والإسلامية ودول العالم، ويوافق هذا اليوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ويطلق عليها “الجمعة اليتيمة” أو “جمعة الوداع”.

ويرجع الاحتفال بهذا اليوم إلى اقتراح آية الله الخمينى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران عام 1979، حيث قال فى خطبة له فى شهر أغسطس 1979، “إننى أدعو المسلمين فى جميع أنحاء العالم، لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، ليكون “يوم القدس”، وإعلان التضامن الدولى فى دعم القضية الفلسطينية، ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

ومن المعروف أن يوم القدس لم تقتصر الفاعليات فيه على البلدان الإسلامية فقط، ولكن انتشر فى العديد من البلدان، ويشارك فى هذا اليوم المسيحيين وأيضا اليهود المعادون للصهيونية، وفى هذا اليوم يخرج الآلاف من الشعب الإيرانى فى تظاهرة كبيرة شعارها ” الموت لإسرائيل.
يجىء يوم القدس العالمى هذا العام والعالم يسوده المزيد من الصراعات والحروب، وفى مقدمتها العدوان الصهيونى الوحشى على الشعب الفلسطينى، منذ الثامن من أكتوبر 2023 وحتى الآن، حيث دخل العدوان فى شهره السابع، وألة الحرب الجهنمية الدموية الصهيونية، تحصد أرواح أكثر من 33 ألف شهيد وشهيدة، معظمهم من الأطفال والنساء، و77 ألفا من الجرحى والمصابين، و20 ألفا من المفقودين تحت الأنقاض.

ولقد احتفل رئيس مكتب رعاية المصالح بالجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة، السيد السفير محمد حسين سلطانى فرد، بهذا اليوم وسط حشد من السفراء والسياسيين، وممثلى القوى السياسية المصرية، وممثلين عن التجمع العالمى لدعم خيار المقاومة (فرع القاهرة) برئاسة الدكتور جمال زهران، وأيضا ممثلين عن المؤتمر القومى العربى وأمينه العام الأستاذ حمدين صباحى.

وعقب حفل الإفطار تم عرض فيلم قصير، عما يدور فى أراضى قطاع غزة، عن ارتكاب الكيان الصهيونى لجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، ضد الشعب الفلسطينى. بعدها تم القاء عدد من الكلمات، التى تحولت على لسان السيد السفير، وعدد من السادة الحضور، إلى تظاهرة لدعم الشعب الفلسطينى ضد العدوان الصهيونى الغاشم على المقاومة الفلسطينية، وعلى الشعب الفلسطينى البطل، الذى يواجه العدوان بكل شجاعة وصمود وإصرار على البقاء فى أرضه وتحريرها.

وأجمع المتحدثون فى كلماتهم على المطالبة بوقف العدوان فورا، ووقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، والتهجير القسرى، كما طالبوا بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، بالإضافة إلى تقديم مجرمى الحرب الصهاينة ومن شاركوهم فى جرائم الإبادة الجماعية، والقتل والتدمير والتجويع، إلى المحاكم الدولية، كما طالبوا بوقف التطبيع فورا مع الكيان الصهيونى وإغلاق سفاراته،ومكاتبه فى الدول العربية.

كما طالبوا باستمرار مقاطعة الشعوب العربية وشعوب العالم الحر للعدو الصهيونى والدول الإستعمارية الكبرى التى تدعمة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، مقاطعاتهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفنيا ورياضيا.
وفى نهاية اللقاء وجه جميع الحاضرين التحية للمقاومة الفلسطينية الجسورة وللشعب الفلسطينى الصامد البطل.
لقد تصادف الاحتفال بيوم القدس العالمى فى الخامس من إبريل هذا العام، مع “يوم الطفل الفلسطينى” والذى يتم الاحتفال به فى يوم الخامس من إبريل من كل عام، والذى يجىء هذا العام وسط واقع كارثى، وانتهاكات جسيمة، تمس الأطفال الفلسطينيين فى قطاع غزة. ولقد اعتمد الرئيس الراحل ياسر عرفات هذا اليوم عام 1995، خلال مؤتمر الطفل الفلسطينى الأول، والذى أعلن فيه التزام السلطة الفلسطينية ب “اتفاقية حقوق الطفل”.

يوفر القانون الدولى الإنسانى حماية عامة للأطفال، كونهم أشخاصا غير مشاركين فى الأعمال العدائية، ويوفر لهم حماية خاصة، كونهم يعدون ضمن فئة الأشخاص الأكثر ضعفا فى الحروب والنزاعات المسلحة.

ويتمتع الأطفال بالحماية وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة، كما يتمتع الأطفال بالحماية بموجب القانون الدولى لحقوق الإنسان، وباتفاقية حقوق الطفل عام 1989، وبروتوكولها الصادر عام 2000، بشأن إشراك الأطفال فى النزاعات المسلحة، وتنص الاتفاقية فى البند الرابع من المادة (38) “على الدول حماية الأطفال من آثار النزاعات المسلحة”، وينص البندين (أ ، ب) من المادة (37) على “عدم تعريض أى طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة اللا إنسانية أو المهينة أو القاسية، وعدم حرمان أى طفل من حريته بصورة قانونية أو تعسفية.

وهذه الاتفاقية ملزمة للدول التى اعترفت بها بما فيها “إسرائيل” التى صدقت عليها عام 1991،
ووفقا لإحصائية صادرة عن اليونيسيف، هناك نحو أكثر من20 ألف طفل، ولدوا فى ظل العدوان الصهيونى منذ اندلاعه فى الثامن من أكتوبر 2023 ، مع غياب المستلزمات الطبية والتطعيمات الخاصة بالأطفال، مما سيؤدى إلى انتشارالإصابة بالحصبة وشلل الأطفال، بالإضافة إلى تعرض الأطفال “الخدج” حديثوا الولادة لجرائم الاحتلال، نتيجة لاستهداف المستشفيات بالعدوان والتدمير، وعدم وصول الوقود والمستلزمات الطبية والأدوية، من قِبل الكيان الصهيونى.

وأشار المكتب الإعلامى الحكومى الفلسطينى إلى أن 60 ألف امرأة حامل فى قطاع غزة يعانون من سوء التغذية والجفاف.
يرتكب العدو الصهيونى جميع الجرائم الوحشية بحق أطفال فلسطين، من قتل وتشويه واعتقال وإخفاء قسرى، والحرمان من حقهم فى الحياة والصحة والتعليم، بتدمير المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
ويُشكِّل أطفال غزة 27% من إجمالى السكان فى القطاع وفقا للجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى.

وإذا انتقلنا لحالة الأطفال المصابين، نجد أن المئات منهم، أصبحوا فاقدين لبعض أوجميع الأطراف، إثر إصابتهم بالصواريخ، وأيضا مئات منهم أصيبوا بحروق شديدة فى مختلف أنحاء الجسم، ومن نجوا من القصف، يعيشون مشردين فى خيام، تفتقد لأبسط مظاهر الحياة، ويموتون من الجوع والعطش، نتيجة لمنع العدو إدخال المساعدات الإنسانية إليهم.

ولقد أعلن المكتب الإعلامى الحكومى الفلسطينى أن 30 طفلا استشهدوانتيجة المجاعة وسوء التغذية والجفاف، كما أعلنت منظمة اليونيسيف فى فبراير الماضى، أن هناك ارتفاع فى معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال فى شمال غزة، فى الأطفال دون سن الثانية، بجانب تعرضهم للأوبئة والأمراض السارية، الناتجة عن عدم توفر مياة صالحة للشرب.

وعلى المستوى النفسى يجد الأطفال أنفسهم، ضحايا العدوان، والتعرض المباشر لمشاهد الموت والقتل، والنزوح من ديارهم، مما يصيبهم بصدمات نفسية، ستترك آثاراً نفسية صعبة لتستمر معهم. هذا بجانب الحرمان من التعليم، نتيجة لاستهداف المدارس من قبل العدو وتدميرها بجانب استخدام مدارس أخرى كمراكز للإيواء.

بالإضافة إلى قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأنروا)، من عدد من الدول إثر اتهام الكيان الصهيونى (زوراً وكذبا) للوكالة بأن فيها أفراد شاركوا فى العمليات الإرهابية، مما أدى إلى حرمان (620) ألف طالب وطالبة فى قطاع غزة من وفقا لوزارة التعليم الفلسطينية.

لم يكتف الكيان الصهيونى المجرم، بارتكاب جرائمه، من قتل وتجويع وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى، ولكنه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بالمخالفة للاتفاقيات الدولية ولمواثيق حقوق الأطفال أثناء النزاعات والحروب، وذلك باعتقال الأطفال دون سن الثامنة عشر. فوفقا لتقارير هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادى الأسير الفلسطينى، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، بلغ عدد الأسرى من الأطفال الفلسطينيين رهن الاعتقال فى عام 2023، (1085) طفلا أغلبهم من القدس (696). وبلغ عدد الأطفال المعتقلين (355) طفلا منذ السابع من أكتوبر.
ولقد بلغ العدد فى نهاية عام 2023، فى سجون الاحتلال (260) طفلا وطفلة، فى سجون مجدو، وعوفر، والدامون، ومن هم أعمارهم أقل من (14) عاما، يحتجزهم العدو فى مراكز اجتماعية.

ويتعرض الأسرى الأطفال لمحاكمات ظالمة، وللتعذيب والمعاملة غير الإنسانية، التى تهدد مستقبلهم بالضياع.
وبالرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم، ولفرصهم فى النمو والتطور، وقيدت هذه المعاهدات سلب حريتهم، وجعلت منه ” الملاذ الأخيرولأقصر فترة ممكنة”، إلا أن سلطات الاحتلال الصهيونى، جعلت من قتل الأطفال الفلسطينيين واعتقالهم الملاذ الأول، وأذاقتهم المعاملة القاسية والمهينة، من ضرب وشبح وحرمان من النوم والطعام، وتهديد وتحرش جنسى، وحرمان من الزيارة، كما استخدمت أقذر وأبشع الوسائل النفسية، والبدنية لانتزاع الاعترافات، والضغط عليهم لتجنيدهم للعمل لصالح “المخابرات الإسرائيلية”.

إن صمت حكام معظم دول العالم، وعجز المجتمع الدولى، عن اتخاذ خطوات جدية وملزمة، لوقف الجرائم بحق الشعب الفلسطينى، شجع الكيان العنصرى المجرم، على مواصلة جرائمه، بما فيها الإبادة الجماعية، بل والمضى فى التهجير القسرى، والتطهير العرقى للفلسطينيين، من أجل إقامة “الدولة اليهودية”، وبالتالى القضاء على المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية.

إننا وكل الشعوب العربية، والشعوب الحرة الأبية، التى خرجت بالملايين فى كل أنحاء العالم، لمساندة الحق الفلسطينى ولمواجهة الإبادة الجماعية، نطالب فى “يوم الطفل الفلسطينى” بالوقف الفورى للعدوان الصهيونى ووقف الجرائم بحق الأطفال الفلسطينيين ومحاكمة الكيان الصهيونى العنصرى المتوحش على جرائمه ضد الإنسانية وجرائم الحرب التى ارتكبها بحق الشعب الفلسطينى، مع إدخال المساعدات الإنسانية فورا، ودون قيد أو شرط، للشعب الفلسطينى الذى يعانى من نقص الغذاء، والوقود، والدواء، ويتعرض للإبادة الجماعية بالقتل برصاص العدو أو بالتجويع.

المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال والخزى والعار لجميع المتواطئين والمشاركين فى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *