الصين والدول العربية، الرفاق لتنفيذ مبادرة الحضارة العالمية
منذ 8 أشهر في 01/أبريل/2024
شبكة طريق الحرير الإخبارية/ CGTN/
يصادف يوم 15 مارس عام 2024 الذكرى السنوية الأولى لطرح مبادرة الحضارة العالمية. قبل عام، طرح الأمين العام شي جينبينغ هذه المبادرة أمام العالم في الحوار رفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية، داعيا إلى تجاوز الفوارق والصراعات بين الحضارات والتفوق الحضاري عبر التواصل والتنافع والتسامح بين الحضارات، الأمر الذي يساهم بالحكمة الصينية والقوة المعنوية لدفع الحضارة البشرية إلى الأمام ومواجهة التحديات المشتركة للعالم، ولقى إقبالا كبيرا وتأييدا واسع النطاق لدى الدول العربية، وغيرها من أعضاء المجتمع الدولي.
حضر الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جينبينغ الحوار رفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية في بيجينغ، حيث طرح مبادرة الحضارة العالمية للمرة الأولى.
كما يصادف يوم 15 مارس عام 2024 الذكرى الثانية لتحديد الأمم المتحدة هذا اليوم كـ”اليوم الدولي لمكافحة رهاب الإسلام”. في يوم 15 مارس قبل عامين، دعمت الصين الجمعية العامة لتحديد يوم 15 مارس لكل عام كـ”اليوم الدولي لمكافحة رهاب الإسلام”، بصفة الدولة الراعية المشتركة. في يوم 15 مارس بعد عامين، دعمت الصين الجمعية العامة لتبني مشروع القرار بشأن إجراءات مكافحة رهاب الإسلام، بصفة الدولة الراعية المشتركة مرة أخرى، وهذا يدل على وقوف الصين إلى جانب الدول العربية بخطوات ملموسة، ورفضها لرهاب الإسلام ورفض ربط الإرهاب بحضارة بعينها. وذلك يعتبر ممارسة مهمة للتعاون الصيني العربي في تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية والدعوة إلى الاحترام المتبادل والاحتضان بين مختلف الحضارات، ورفض ما يسمى “بنظرية التفوق الحضاري” و”نظرية صراع الحضارات”.
تختلف الحضارات عن بعضها البعض، لكن لا حضارة تتفوق على حضارات أخرى. اليوم، يترابط مستقبل ومصير الدول بشكل وثيق، فإن التسامح والتعايش والتواصل والتعلم المتبادل بين مختلف الحضارات أمر يلعب دورا لا بديل له في دفع عملية التحديث للمجتمع البشري وتنويع حديقة الحضارات العالمية.
يعد كل من الحضارة الصينية والحضارة العربية كنزا للحضارة العالمية، ويشكل نموذج التعايش المتناغم للحضارة البشرية منذ آلاف السنين. في هذا السياق، انعقدت القمة الصينية العربية الأولى في ديسمبر عام 2022، ونصت وثيقتها الختامية “إعلان الرياض” بوضوح على ضرورة “تكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والعدالة والإنصاف والديمقراطية والحرية”. كما أصبحت جامعة الدول العربية أول منظمة إقليمية في العالم تصدر وثيقة بشأن تطبيق مبادرة الحضارة العالمية مع الصين، خلال الدورة الأولى لمنتدى ليانغتشو المنعقدة في ديسمبر عام 2023. في هذا العالم المضطرب والمتغير، أبدت الصين والدول العربية فلسفتهما الحضارية بشكل لا لبس فيه، سعيا لتطبيق مبادرة الحضارة العالمية بخطوات على الأرض.
قد أصبح تبادل الخبرات بشأن الحكم والإدارة علامة بارزة للتعلم المتبادل بين الصين والدول العربية، حيث يعزز الجانبان المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، ويدعمان الجانب الآخر بثبات لاستكشاف الطريق التنموي بالإرادة المستقلة. في السنوات الماضية، أقامت الصين 4 دورات من المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية و16 دورة دراسية للدول العربية، ودعت مئات المسؤولين والباحثين والإعلاميين العرب للدراسة والتواصل في الصين.
قد أصبح التوريث والابتكار الميزة العصرية للحوار بين الحضارتين الصينية العربية. على شاطئ البحر الأحمر، تقوم الصين والسعودية بالتنقيب المشترك عن الآثار في ميناء السرين الأثري، لإحياء الآثار التاريخية في طريق الحرير البحري. وفي عمق الصحراء، تمكّن الفريق الصيني المصري المشترك للتنقيب عن الآثار من عرض معبد مونتو بالأقصر وآثاره المكتشفة أمام العالم. وعلى شاطئ بحر الصين الجنوبي، شهد منتدى تنمية الشباب الصيني العربي تبادل الأفكار، مما يظهر الحيوية الشبابية للحوار بين الحضارتين الصينية العربية.
قد أصبح التنوع الميزة الأساسية للتواصل الشعبي الصيني العربي. في هذا السياق، قد أقامت الصين والدول العربية 10 دورات من ندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، وتم إنشاء آليات التواصل الشعبي في مجالات كثيرة في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، مثل الإعلام والمدن والمرأة والإذاعة والتلفزيون والمكتبات والصداقة الشعبية. في إبريل عام 2023، رد الرئيس شي جينبينغ على الرسالة من كبار الفنانين العرب المشاركين في فعالية الإبداع الميداني بعنوان “طريق الحرير: ملتقى الفنانين”، وشجعهم على إبداع المزيد من الأعمال الفنية التي تجسد الصداقة الصينية العربية، بما يقدم مساهمة جديدة في تعزيز الصداقة بين الشعبين الصيني والعربي.
إن الحضارة مثل مياه الأمطار، التي ترطب المخلوقات بهدوء. وإذا أردنا جعل العالم أجمل وجعل حياة الشعب أفضل، لا بد من دفع التواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات وتعزيز التعارف والصداقة بين شعوب العالم وبلورة التوافق لدى المجتمع الدولي. ستواصل الصين العمل مع الدول العربية على تطبيق مبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز التواصل بين الحضارات، وإثراء مقومات الحضارة العالمية، بما يقدم مساهمة عصرية جديدة في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.