شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم: باسم فضل الشعبي
*صحفي وكاتب يمني
إن أقدار الله الجميلة والخيرة للناس، لن تتحقق وتكتمل الا اذا انتهى الشر في الارض، ومادام هناك حروب مستمرة وسفك دماء لناس واطفال ابرياء، فانه من الصعوبة التاكد ان الامور تسير على خير ما يرام.
اسرائيل عازمة على الاستمرار في الحرب للقضاء على حماس كما تقول، باعتبارها شرا مستطيرا على مستقبل الدولة اليهودية، لكن وبعد مرور عدة اشهر من هذه الحرب لم يعرف الناس ما اذا كانت اسرائيل حققت نتائج حاسمة لصالح هذا الهدف. فالمعروف ان الذي تحقق هو ابادة الشعب الفلسطيني في غزة، وتدمير كل مقدراته وممتلكاته وبنيته التحتية، بطريقة همجية ووحشية غير مسبوقة.
ماذا تفعل اسرائيل في غزة اذن، ان كانت غير قادرة على تدمير حماس؟ هناك بالتاكيد امر مخفي بانتظار ان تكشفه السماء، والافضل لا سرائيل ان توقف هذه الحرب فورا، وتنخرط في عملية مفاوضات للانسحاب من قطاع غزة، ثم يتم الاتفاق بين الفلسطينين على سلطة تدير القطاع بمشاركة جميع فصائل المقاومة بما فيها حركة فتح.
حماس المنتمية للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين، اعتقد انها لن تكون بحاجة للاستمرار في الارتباط بهذا التنظيم، الذي او صلته سياساته الغبية والخاطئة في كثير من الدول الى حالة انسداد معرفي وسياسي وتحلل قيمي، انتج صداما مع سنن الله واقداره في الارض، من منطلق اعتقاد لدى الجماعة انها تمثل الله في الارض، ومتحدثا باسمه، وباسم الاسلام، وهذا خطأ كبير وخطير، اذا ما قارنا ذلك بالافعال التي تصدر عن الجماعة والحركات والاحزاب التابعة لها، التي تولت او شاركت في السلطة في دول عديدة، ناهيك عن الانغلاق الكبير لدى التنظيم واتباعه،وعدم التعاطي والقبول بالاخر، والذي لا يؤهله ليكون حاكما على منطقة او دولة فيها شعب متنوع ومتعدد.
من الافضل لحماس ان تتخلى عن رب تنظيم الاخوان، وتعود الى رب الارباب الحق، وسيكون امامها المجال مفتوحا للاحتفاظ بقدراتها كحركة مقاومة فلسطينية وطنية، وشريكة في اية سلطة مشتركة في غزة او فلسطين.
طوفان الاقصى، سيبقى ذلك اليوم الاغر في تاريخ فلسطين والأمة، وهو بكل تاكيد ذلك الحدث الذي اعاد للأمة انبعاثها الجديد والمهم في مسار التحولات الكبيرة التي تنتظرها المنطقة والعالم.
ليس من مصلحة امريكا ان تستمر الحرب في غزة، لان ذلك سوف يغرقها بحرب شاملة في المنطقة، ستهوي بها من القمة الى القاع، قد تكون الحرب اختبارا لامريكا ليتم تمحيصها جيدا من الذنوب، لكنها بكل تاكيد لن تعيدها لموقعها في صدارة العالم، اذ ان النظام العالمي الجديد الذي يتشكل منذ فترة ويستكمل تكويناته في ظل الاحداث الجارية، سيكون مختلفا تماما، ومغائرا، والهيمنة فيه لقوى الخير والسلام.
توقفوا عن الحروب ياقوم، فان الباطل والشر في زوال، واحذروا ان تزولوا معهما.
b.shabi10@gmail.com