في الصين (الشعب أولا)
الزعيم الصينيِّ شي قائد أتي من الشعب ومن أجل الشعب
المصدر: موقع الصين بعيون عربية – بقلم: أسامة مختار:
دائما مايَضعُ الزعيمُ الصيني شي جين بينغ الشعب وحياته في المقام الأول، لأنه قائد أتى من الشعب فقد أعطى معاش وصحة الناس وسلامتهم أقصى اهتمامه ، وهو صاحب المقولة:
” إنَّ الهدف الرئيسي للحزب في التوحد وقيادة الشعب للتنمية والإصلاح هو ضمان حياة أفضل” لذا لا يعيش الصينيون حياة أطول فقط ، ولكنهم يعيشون أيضا حياة أفضل ذات ثروة مادية أكبر وخيارات أوسع للسعي وراء أحلامهم كأفراد، فكان شعار (الناس أولا والحياة أولا) هذا هو مبدأه التوجيهي وفلسفته الحاكمة.
وخلال إقامتي في هذه البلاد لسنوات طويلة إن “أكثر ما أدهشني هو الاهتمام الأكبر بالشعب فيما يتعلق بحاجاته وطموحاته، وكذلك شعرتُ بالاحترام المتبادل بين الشعب وحكومته والأهمية التي يريد الزعيم الصيني أن يقدمها له بكل فئاته، القرويون والمحاربون القدامى والعمال والعلماء ،ويتضح أن رسالته واضحة للغاية وهي أنه ” لن يُترك أحدٌ على قارعة الطريق”.
غالبًا ما يُخبِر شي المسؤولين الذين يعملون معه أن “حل المشكلات المتعلقة بمعيشة الشعب هو مهمتُهم الأساسية ، مؤكدا ضرورة تحقيق مصالح الشعب بجدية والمزايا المهمة للنظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، والتمسك بمبدأ “الشعب أولا” في التنمية.
وكثيرا مايُردد الرئيس شي جين بينغ في المناسبات المختلفة وخطاباته التي يُلقيها في بداية كل عام ميلادي كلمة (الشعب) حيث احتلت رفاهية الشعب الصيني وسعادته مكانا مركزيا في هذه الخطابات ، مثلا إذا استعرضنا بعض خطاباته للأعوام الماضية جاء في خطابه بعد عام من توليه لمنصب الرئاسة في مطلع عام 2014 قوله : ” إن الهدف الأساسي من إصلاحنا هو جعل البلاد أكثر ازدهارا وقوة، والمجتمع أكثر إنصافا وعدلا، وحياة الشعب أفضل،لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لجعل أبناء الشعب يعيشون حياة أكثر سعادة. ”
وفي بداية عام 2015: قال “سنقدم المساعدة لجميع المحتاجين، بمن في ذلك المزارعون الفقراء وسكان المدن الذين يعيشون حياة صعبة، لضمان ظروف معيشتهم الأساسية حتى يشعروا بدفء الرعاية في مجتمعنا.”
وفي خطاب العام الجديد 2016: قال شي “إنّ إخراج عشرات الملايين من سكان الريف من الفقرومساعدتهم على عيش حياة كريمة يظلان التزامًا أخلاقيًا وعاطفيًا بالنسبة لي.”
ونتتبع اهتمام الرئيس شي جين بينغ بالشعب فجاء في خطابه لعام 2017م : “بمناسبة حلول العام الجديد، إنَّ أكثر ما يهُمني هو الناس الذين ما زالوا يعيشون في ضائقة. أنا قلق للغاية بشأن إمداداتهم الغذائية وإقامتهم، وكيف يحتفلون بالعام الجديد وعيد الربيع.”
وقال في خطاب العام الجديد لعام 2018: “أعلم جيدًا أن أكبر اهتمامات الناس هي التعليم والتوظيف والدخل والضمان الاجتماعي والرعاية الصحية ورعاية المسنين والإسكان والبيئة.”
في بداية عام 2019م قال” إنَّ الشعب الصيني الذي يمتاز بالاعتماد على النفس والعمل الجاد والجرأة قد خلق معجزة صينية أشاد بها العالم، واتعهد بالاعتماد على الشعب ودفع القضية خُطوة بخُطوة”
في عام 2020م قال شي” خلال العام، زرت أماكن عديدة، وشاهدت تطور بناء منطقة شيونغآن وازدهار ميناء تيانجين، وحيوية منطقة المركز الثانوي لبلدية بكين، وجمال مروج منغوليا الداخلية، وتجديدات ممر خشي العريق، وعظمة النهر الأصفر وضخامته، والموارد الغنية والحياة السعيدة للشعب على ضفتي نهر هوانغبو ومناظره الرائعة، وسعدت بالمشاهد المفعمة بالنشاط والحيوية في كل أنحاء البلاد”.
أما في خطاب العام الجديد لعام 2021 م قال الرئيس شي وهو يقود معركة القضاء على الوباء “في مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) المفاجئ، ترجمنا الحب الإنساني الكبير بوضع الشعب في أعلى مكان واعتبار حياته أهم شيء”.
وفي خطاب العام الجديد لعام 2022: قال في خطابه “أتذكر ما يقلق الشعب، وأفعل ما يتطلع إليه الشعب. أنا جئتُ من الريف، ولديّ تجربة شخصية حول الفقر. بفضل الجهود المتواصلة المبذولة من قبل الأجيال المتعاقبة، يتمكن الناس الذين كانوا يعانون من الفقر في الماضي من تأمين الأكل واللباس والتعليم والسكن والتأمين الصحي. إن النجاح في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتخليص الشعب الصيني من الفقر يعد وفاء حزبنا بتعهده تجاه الشعب الصيني ومساهمتنا للعالم. من أجل توفير حياة أفضل لشعبنا، لا نكتفي بالإنجازات الحاصلة وما زال أمامنا طريق طويل”
في عام 2023م قال الرئيس شي ونحن نرصد ونتتبع إيراده لكلمة الشعب في خطاباته
” إنَّ بلادنا التي هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يشهد اقتصادها تطوراً مستقراً وسليماً، ومن المتوقع أن يتجاوز إجمالي الناتج المحلي لبلادنا في السنة الجارية 120 تريليون يوان صيني. في وجه أزمة الغذاء العالمية، حققت بلادنا الحصاد الوافر لإنتاج الحبوب للسنوات الـ19 المتتالية، مما قدم ضماناً أقوى لأبناء الشعب الصيني في مجال أمن الغذاء. وعملنا على ترسيخ نتائج محققة في مكافحة الفقر، ودفعنا النهوض بالأرياف على نحو شامل، واتخذنا حزمة من الخطوات بما فيها تخفيض الضرائب والرسوم لتذليل الصعوبات للشركات، مع بذل قصارى الجهد لحل المشاكل الملحة والمستعصية التي تواجه جماهير الشعب”وأضاف ” بعد ظهور الجائحة، نتمسك دوماً بمبدأ الشعب أولاً والحياة أولاً، ونتمسك بالوقاية من الجائحة والسيطرة عليها بشكل علمي ودقيق، ونقوم بتحسين وتعديل إجراءات الوقاية والسيطرة حسب الظروف، ما يصون السلامة والصحة لأبناء الشعب بأكبر قدر ممكن”.
تمسك الرئيس الصيني و الحزب الشيوعي الصيني بمبدأ “الشعب أولا فنجحت الصين في انتشال أكثر من 700 ألف شخص من الفقر منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1978م ،فالصين أصبحت اقتصادا قائما على السوق بشكل أكثر وفتحت أبوابا للاقتصاد العالمي من خلال مبادرات متنوعة مثل” مبادرة الحزام والطريق” و”معرض الصين الدولي للواردات” و”منطقة التجارة الحرة التجريبية في مقاطعة هاينان الصينية” وغيرها من المنابر الأخرى، وظهرت صين جديدة تُذهِل العالم بمستوى انجازاتها وذلك بفضل تميز قياداتها وحزبها وفي القلب منه شي جين بينغ.
كسب القائد شي جين بينغ منذ شبابه ثقة الشعب خلال عقود من العمل في مناطق مختلفة قبل وبعد توليه منصبى الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس جمهورية الصين الشعبية وكرس وقته وجهده وعمل بإخلاص لخدمة شعبه ومازال ، وحمل هموم وتطلعات شعبه ساعيا للرســالة التــي يحملهــا ويؤمــن بهــا.
تابع شي أوضـاع النـاس وظروفهـم وأحوالهـم وتفاصيـل حياتهـم اليوميـة، فكان الشعب أولا نهجه لذا نال حبهم وثقتهم فهنئيا للشعب برئيسه وهنئيا للرئيس بشعبه وهم يتبادلون حبا بحب وعطاء بعطاء واحتراما باحترام
وتبقي التجربة الصينية مصدر إلهام وسرعبقرية مهمة في التنمية والاهتمام بشعبها الذي يقارب عددهم المليار ونصف مليار نسمة،ورغم هذا العدد المهول من السكان إلا أن الصين تربعت على مقعد ثاني أكبر اقتصاد عالمي فهي تجربة تستحق دراسات معمقة لاستخلاص الخبرات والدروس التى يمكن لدول العالم خاصة النامية منها وبالأخص العربية والأفريقية للاستفادة منها .