شبكة طريق الحرير الاخبارية/

تعزيز التعاون المالي الصيني العربي لتسهيل تداول الأموال لمبادرة “الحزام والطريق”

بقلم باي يوي إعلامي صيني

يعد تداول الأموال جزءًا مهمًا من البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”. وخلال السنوات الماضية أطلقت الصين والعديد من الدول العربية عددا من التدابير الجديدة لتعزيز التعاون المالي، وتقديم دعم جديد لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري الصيني العربي وتحقيق التنمية المشتركة بين الصين والدول العربية.

بناء الآلية يكتب فصلا جديدا

اعتبارا من الأول من يناير من هذا العام، أصبحت المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا أعضاء رسميين في مجموعة البريكس ليرتقع عدد الدول الأعضاء في البريكس من 5 إلى 10. ووفقا للتقارير، قال عبد الله وزير الاقتصاد بدولة الإمارات، إن بلاده ستزيد من رأسمال البنك لمساعدته على دعم تنمية وبناء دول الأسواق الناشئة والدول النامية بشكل أفضل.

خلال الفترة الماضية، عززت الصين والبنوك المركزية لدول عربية التعاون بنشاط، ونفذت عمليات تبادل العملات المحلية الثنائية والتعاون في المقاصة بالرنمينبي، وعززت التبادل المباشر وتسوية العملات المحلية، ما لعب دورا إيجابيا في تسهيل التجارة الثنائية والاستثمار والحفاظ على استقرار النظام المالي.

في 28 نوفمبر عام 2023 ، وقع بنك الشعب الصيني ومصرف الإمارات المركزي، اتفاقية لتجديد مقايضة العملات بين البلدين، بقيمة 18 مليار درهم (بما يعادل 35 مليار يوان صيني)، لمدة خمس سنوات، وفي نفس السياق، وقعت الصين والإمارات مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الفني والتقني في مجال العملة الرقمية للبنك المركزي لكلا البلدين.

كما حقق التعاون المالي بين الصين والسعودية تقدما جديدا. في نوفمبر عام 2023، وقع بنك الشعب الصيني و البنك المركزي السعودي (ساما)، اتفاقية لمقايضة العملات المحلية بـ50 مليار يوان أو 26 مليار ريال سعودي، وسيكون الاتفاق سارياً لثلاث سنوات قابلة للتمديد. وبالإضافة إلى ذلك، في أكتوبر عام 2023، وقع بنك أفريقيا (المغرب) مذكرة تعاون مع بنك الصين للتصدير والاستيراد (EXIM BANK CHINA). وتأتي هذه الشراكة كنتيجة للرغبة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الصين والمغرب. وتم الاتفاق أيضًا على استكشاف البلدين فرص تعزيز استخدام الرنمينبي في المعاملات المالية والتجارية.

تمويل البنية التحتية يصل إلى مستوى جديد

وتشجع الصين وتدعم بنشاط الشركات والمؤسسات المالية لتعميق التعاون مع الدول العربية في مجالات البنية التحتية مثل السكك الحديدية والموانئ والطيران والكهرباء، وتساعد على تحسين مستوى البنية التحتية في الدول العربية.

أقيم حفل توزيع جوائز التجارة البحرية الدولية لعام 2023 في شانغهاي، وفازت محطة كوسكو أبوظبي للحاويات بـ “جائزة ابتكار الموانئ والمحطات”. وافتتحت محطة كوسكو أبوظبي للحاويات عام 2018، لتكون محطة الحاويات الثانية في ميناء خليفة عام 2018، بموجب اتفاقية الامتياز التي أبرمتها مجموعة موانئ أبوظبي مع شركة كوسكو الملاحية للموانئ المحدودة. وتعتبر هذه المحطة أول محطة دولية لشركة كوسكو، وأكبر محطة لفرز الحاويات في المنطقة، لتمثل مركزاً استراتيجياً على امتداد مبادرة الحزام والطريق.

في 30 أكتوبر عام 2023، أكمل بنك التنمية الصيني الصرف الكامل لإتفاقية قرض بقيمة 7 مليارات يوان مع البنك المركزي المصري. ووفقا للإحصاءات، أصدر بنك التنمية الصيني قروضا في مصر بقيمة إجمالية تزيد عن 6.48 مليار دولار أمريكي، مع التركيز على دعم منحة ائتمانية بقيمة مليار دولار أمريكي من البنك المركزي المصري، وتمويل مشروعات صغيرة ومتوسطة إفريقية، ومشروع خط نقل كهرباء مصري بجهد 500 كيلوفولت، ومنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري تيدا السويس بين الصين ومصر وغيرها من المشروعات.

توسيع مساحة جديدة للتعاون

تعمل الدول العربية بقوة على تعزيز تحول الطاقة وتعزيز تطوير التصنيع والتكنولوجيا و”الإنترنت +” وغيرها من المجالات. وتواصل الصين والدول العربية استكشاف التعاون المالي في المجالات المبتكرة مثل الطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي.

في السنة الماضية، أدرجت ناسداك دبي سندات خضراء بقيمة إجمالية بلغت 2.03 مليار دولار من قبل البنك الصناعي والتجاري الصيني المحدود (ICBC). ويشمل هذا الإدراج الجديد أربعة إصدارات من فروع البنك في دبي (مركز دبي المالي العالمي)  وهونغ كونغ وسنغافورة ولوكسمبورغ. وهذه السندات ستدعم التحسين المتزامن في المجالات الرئيسية للصناعات الخضراء مثل الطاقة النظيفة، وتحديثات البنية التحتية الخضراء، وحماية البيئة.

في نوفمبر عام 2023، أعلنت بورصة شانغهاي للأوراق المالية وسوق دبي المالي توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون والتبادلات بينهما. وتنص مذكرة التفاهم على أن بورصة شانغهاي وسوق دبي المالي سيسكتشفان بشكل مشترك تطوير منتجات مرتبطة بالبيئة والمجتمع والحوكمة والاستدامة والتركيز على منتجات ذات صلة بكلا السوقين.

يعد تعميق التعاون المالي بين الصين والدول العربية نتيجة مهمة للتعاون الشامل بين الجانبين، وهو يعكس الثقة العالية لدى الجانبين والرغبة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، ويوفر قوة دفع مستدامة للعلاقات الثنائية، ويعزز البناء المشترك عالي الجودة لـ “الحزام والطريق” بشكل مطرد وبعيد المدى.