Sunday 24th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

أولئك الذين لديهم طموحات مشتركة يتشاركون السراء والضراء—- احتفالا حارا بالذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائر

منذ 11 شهر في 20/ديسمبر/2023

شبكة طريق الحرير الاخبارية/

 

أولئك الذين لديهم طموحات مشتركة يتشاركون السراء والضراء—- احتفالا حارا بالذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائر

 

بقلم السيد لي جيان- سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر

يضرب التواصل الودي بين الصين والجزائر بجذوره في أعماق التاريخ، حيث ربط مصيري البلدين بشكل وثيق عبر طريق الحرير القديم الدي كان حافلاً بالتجار والسفن التجارية. وإن الخزف الأزرق والأبيض من عهد أسرة يوان ومبخرة النحاس من عهد أسرة مينغ وغيرها من الآثار الثقافية الصينية التي تعرض في المتحف الوطني الجزائري للفنون الجميلة، تظل شاهدةً على التاريخ الطويل للعلاقات بين الصين والجزائر.

 في العصر الحديث، شهدت الصين والجزائر بشكل مشترك معاناة الغزو والاستعمار من قبل القوى الأجنبية لأكثر من قرن من الزمان. وقد جعلت التجارب التاريخية المتشابهة البلدين يتشاركان السراء والضراء. 

 

على مدار 65 عاما، عملت الأمتان جنبًا إلى جنب على تحقيق الاستقلال والتنمية والنهضة، وأنشأتا بشكل مشترك أربعة أسس روحية فريدة للعلاقات الصينية الجزائرية:

 

أولا، روح الوحدة وتقوية الذات للتمسك بالاستقلال والاعتماد على الذات.

لقد مرت كل من الصين والجزائر بثماني سنوات من حرب التحرير الوطني، ودعمت الصين الجديدة بثبات العملية التاريخية للجزائر في النضال من أجل الاستقلال الوطني. على الصعيد السياسي،  في عام 1958 ، أصبحت الصين أول دولة كبرى غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة. وفي عام 1960، استقبلت الصين زيارة قام بها رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة عباس فرحات، مما أرسى أساساً متيناً للعلاقات الصينية الجزائرية. وعلى الصعيد الاقتصادي، قدمت الصين قدراً كبيراً من المساعدات المالية والغذائية والملابس وغيرها من الضروريات للثورة التحريرية الجزائرية رغم ظروفها المحدودة، حيث قال بعض المجاهدين الجزائريين القدامى إن أول قلم رصاص استخدمه في المدرسة جاء من الصين. وعلى الصعيد العسكري، قدمت الصين الأسلحة والمعدات للجزائر، وقامت بتدريب الدفعة الأولى من الطيارين المقاتلين وفنيي القوات الجوية وغيرهم من الأفراد العسكريين. 

تتمسك وتُثَمن الصين والجزائر بإنجازات الاستقلال الوطني التي تحققت بشق الأنفس، وتدافعان بحزم عن السيادة الوطنية والاستقلال وسلامة أراضيهما. وفي عام 1971، قدمت الجزائر، باعتبارها أحد البلدان التي بادرت وأيدت القرار رقم 2758، مساهمة تاريخية ذات أهمية خاصة في استعادة المقعد الشرعي للصين الجديدة في الأمم المتحدة.

 

ثانيا، روح تعاون المنفعة المتبادلة لتحقيق النهضة الوطنية.  

في عام 1964، وقعت الصين والجزائر عددًا كبيرًا من اتفاقيات التعاون في مجالات التجارة والعلوم والتكنولوجيا وما إلى ذلك، حيث بدأ التعاون العملي بين البلدين. وحتى خلال “العقد الأسود”، واصلت الصين التعاون الصيني الجزائري بثبات وبنت عددًا من المشاريع الهامة مثل منتجع شيراطون نادي الصنوبر. وفي السنوات الأخيرة، حقق التعاون بين البلدين نتائج جيدة ومتنوعة، فقد تم إنجاز جامع الجزائر  ثالث أكبر مسجد في العالم، ومركز المؤتمرات الدولي، والطريق السيار شرق-غرب الذي يحمل أكثر من 80٪ من حجم النقل البري في الجزائر، وخط الأنابيب الصحراوي الذي يقدم 100 ألف متر مكعب ماء يوميا لولاية تامنراست، الأمر الذي لم يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر فحسب، بل جعل الجزائر واحدة من أكبر أسواق المقاولات الهندسية الخارجية للشركات الصينية. ومنذ عام 2013، ظلت الصين أكبر مصدر لواردات الجزائر، وتتوسع استثماراتها في مختلف المجالات باستمرار. كما حقق الجانبان نتائج تعاون مثمرة في مجالات الطيران وصناعة السيارات والتكنولوجيا الرقمية والخ.

 

ثالثا، روح التضامن والتآزر لتعميق الصداقة بين الشعبين.

قبل ستين عاما، تغلبت الصين على الصعوبات وأرسلت الدفعة الأولى من الفرق الطبية إلى الجزائر التي كانت تعاني من نقص في العلاج الطبي والدواء، كما أصبح هذا أول فريق طبي أجنبي ترسله الصين إلى أفريقيا. وعلى مدى السنوات الستين الماضية، واصلت 27 دفعة من الفرق الطبية الصينية العمل الجاد، حيث عالجوا ما يقرب من 30 مليون مريض في الجزائر وقاموا بتوليد أكثر من مليوني مولود. وقد أسسوا الأهداف السامية والرئيسية للصداقة التقليدية الصينية الجزائرية بمشاعر الحب الحقيقي والإخلاص والتفاني في العمل.

 في عام 2003، وقع زلزال قوي في ولاية بومرداس، وسرعان ما أرسلت الصين فريق إنقاذ، وقد كانت المرة الأولى التي ترسل الصين فريق إنقاذ إلى الخارج. في عام 2008، وقع زلزال مدمر في مقاطعة سيتشوان بالصين، ومن أجل تجسيد الدعم للصين، أحضر فنان تشكيلي جزائري لوحات زيتية تم إنجازها خصيصاً للأشخاص في منطقة الكارثة وذهب إلى سيتشوان على الرغم من خطر الهزات الارتدادية. كما أصبح تضامن الصين والجزائر في مكافحة الجائحة نموذجا عالميا، فكانت الجزائر من أوائل الدول التي قدمت المساعدات الطبية الطارئة للصين، وكانت الصين أول من وفرت اللقاحات للجزائر وأول دولة تعاونت مع الجزائر في إنتاج اللقاحات.

 

رابعا، روح النضال المشترك لإصلاح النظام الدولي. 

تعمل الصين والجزائر سويا على رفض عقلية الحرب الباردة وعقلية الهيمنة، وتعملان على حماية مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بقوة، ودعم العدالة في القضايا الدولية والإقليمية الكبرى مثل الأزمة الأوكرانية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين. ويعمل البلدان سويا على الابتعاد عن الاتجاه المناهض للعولمة والتفكير السلبي مثل “بناء الجدران والحواجز” و”فك الارتباط وقطع العلاقات”، وتسعيان من أجل خلق بيئة دولية مواتية للرخاء والتنمية والتشجيع من أجل تعزيز إقامة شراكة إنمائية عالمية. كما تعمل الصين والجزائر سويا على إصلاح النظام الدولي القديم الذي يتجاهل ويضر بالحقوق والمصالح والمطالب المشروعة للدول النامية، ودعم بناء نظام دولي جديد أكثر عدالة ومعقولية. وتعملان سويا مع الأطراف المعنية على مواجهة المخاطر والتحديات العالمية، والعمل على بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.

 

إن 65 عامًا ليست مجرد نصب تذكاري، بل هي نقطة انطلاق . استوعبت الصين والجزائر القوة الروحية بشكل مشترك وكتبت فصلا جديدا معا. في يوليو هذا العام، قام الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة دولة للصين تلبية لدعوة الرئيس شي جينبينغ، حيث تم أول لقاء خارج الإنترنت بين الرئيس شي والرئيس تبون والزيارة الأولى للرئيس تبون للصين منذ توليه منصب رئيس الجمهورية، وإن لهده الزيارة أهمية تاريخية بالغة. وتوصل خلالها رئيسا الدولتين إلى توافقات هامة وشهدا التوقيع على 19 اتفاقية تعاون، الأمر الذي قدم توجيهات أساسية ورسم مخططا عظيما لتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين. وفي الوقت نفسه، يصادف هذا العام أيضًا الذكرى الستين لإرسال أول فريق طبي صيني إلى الجزائر، والذكرى الستين لأول زيارة لرئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي إلى الجزائر، والذكرى الأربعين للتعاون في مجال صناعة الدفاع بين الصين والجزائر. كما قامت الوفود الصينية الجزائرية من مختلف المجالات بالزيارات المتبادلة المتكررة لتعميق التبادل وتعزيز التعاون، مما أضفى طاقة قوية للعلاقات بين الدولتين. 

في المستقبل، نأمل أن تقوم العلاقات الصينية الجزائرية على أساس العلاقات الثنائية، مع وضع العالم في الاعتبار، وتحقيق الأعمال المشتركة الأربعة:

 

أولا، العمل المشترك على تمجيد تقاليد الاستقلال والاعتماد على الذات.  

يتعين على الصين والجزائر مواصلة دعم بعضهما البعض في حماية سيادة وسلامة أراضي كل منهما والمبادئ الأخرى للقانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية، ودعم جهود كل منهما لحماية الأمن والاستقرار الوطنيين، ومعارضة أي شكل من أشكال التدخل الخارجي، ومعارضة محاولات تسييس قضايا حقوق الإنسان أو استخدامها كأداة ضغط في العلاقات الدولية. وسيدعو الجانبان بشكل مشترك إلى قيام الدول النامية باستكشاف مسارات التنمية التي تناسب ظروفها الوطنية من خلال عملية تحقيق التحديث، واتخاذ مصير البلاد والأمة بأيديها بشكل حقيقي.

 

ثانيا، العمل المشترك على تعميق تعاون المنفعة المتبادل وفق معادلة رابح-رابح. 

في الوقت الحالي، يعمل الحزب الشيوعي الصيني على اتحاد الشعب الصيني وقيادته نحو هدف بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وتبذل الجزائر أيضًا كل جهد لبناء الجزائر الجديدة. وسيغتنم الجانبان الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر العام المقبل كفرصة مهمة، والتركيز على البناء المشترك عالي الجودة لـ “الحزام والطريق”، وتعزيز الالتحام بشكل شامل بين استراتيجيات التنمية، وإفساح المجال كاملا للمزايا التكميلية، وتعميق التعاون العملي. 

لقد أصبح الاقتصاد الرقمي، والتصنيع المتطور، وصناعة السيارات الكهربائية، والطاقة الخضراء نقاط نمو جديدة. وفي الوقت نفسه، سيعمل الجانبان على تعميق التعاون في مجالات الحد من الفقر والأمن الغذائي والطب والصحة وتمويل التنمية وتغير المناخ وما إلى ذلك، وتسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، والمساهمة في بناء مجتمع تنمية عالمية.

 

ثالثا، العمل المشترك على تعزيز تعارف وتقارب الشعبين. 

في عام 2023، يتجلى تطور تبادلات الأفراد بين الصين والجزائر بشكل واضح بطريقة “غير عادية”، مع تدفق متواصل للوفود من جميع المجالات والمواقع والمستويات.

وتدفق مستمر من المؤتمرات والمعارض والمنتديات كضيف الشرف لكلا البلدين. حاليا، تؤدي الدفعة الثامنة والعشرون من الفرق الطبية الصينية مهمتها في الجزائر بنشاط لمواصلة الصداقة التقليدية بين الصين والجزائر. وسيواصل الجانبان تعزيز التبادل والتعاون في مجالات تدريس اللغة وتبادل الطلاب والتكوين والسياحة والسينما والخ، من أجل تعزيز التفاهم والتعارف المتبادلين.

 وفي الوقت نفسه، يتعين على الصين والجزائر تفعيل الدور القيادي لتقارب الشعبين والتكامل الثقافي بين البلدين، والدعوة المشتركة إلى احترام تنوع الحضارات، والالتزام بالمساواة والاستفادة المتبادلة والتحاور والتسامح بين الحضارات، والدعوة إلى تعزيز التواصل والتعاون الدولي في المجال الثقافي والشعبي، ومعارضة فرض قيمهم وأنماطهم على الآخرين، وعدم الانخراط في المواجهة الأيديولوجية، والعمل المشترك على تعزيز تنمية وتقدم حضارة البشرية.

 

رابعا، العمل المشترك على تعزيز إصلاح النظام الدولي.  

ستتولى الجزائر واجباتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة قريبا، وستعمل الصين والجزائر على تعزيز التعاون والتشاور حول القضايا ذات الصلة في مجلس الأمن، وتلعبان دوراً بناءً أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، وستعملان بحزم كرفاق المسار المشترك على الدفاع عن السلام العالمي وحماية حقوق ومصالح الدول النامية.

 يعارض الجانبان بشكل لا لبس فيه جميع أشكال الهيمنة وسياسات القوة، ويعارضان أي شكل من أشكال الأحادية والحمائية والبلطجة وازدواجية المعايير، ويوحدان جميع القوى التي يمكن توحيدها، ويحميان حقوق ومصالح الدول النامية، ويعملان بنشاط على بناء نظام دولي جديد أكثر عادلا وإنصافا.

لقد قطعنا أشواطا بعيدة في مسيرتنا العظيمة، ونحن مقبلون على آفاق واعدة على الطريق أمامنا. إن الصين على استعدادها للعمل مع الجزائر يدا بيد على وراثة الماضي وفتح المستقبل لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الأوثق، وتقديم مساهمات جديدة بشكل مشترك لبناء المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك ومجتمع المصير المشترك للبشرية.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *