شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم: باي يوي إعلامي صيني
في 9 ديسمبر من العام الماضي، عقدت القمة الصينية العربية الأولى في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية. وقد وضع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورؤساء الدول العربية خططًا مهمة لتنمية العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد. وعلى مدار العام الماضي، نفذت جميع الأطراف بإهتمام كبير النتائج الصادرة عن القمة الصينية العربية الأولى. لقد شهدت العلاقات الصينية العربية تحسنا وترقية مستمرة في العصر الجديد، وظلت تنبثق منها حيوية أكثر.
الحكمة الصينية والحلول الصينية المعترف بها على نطاق واسع:
وتتمسك الصين دائما بدعوة الدول العربية بحل خلافاتها من خلال الحوار والتشاور، والعمل معا لحل القضايا الإقليمية، والعمل معا للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين. وفي مارس من هذا العام، وبوساطة الصين، استأنفت المملكة العربية السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية وواصلتا تحسين علاقاتهما، مما يعزز “تيار المصالحة” في الشرق الأوسط. وفي الآونة الأخيرة، تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأصبح الوضع الإقليمي متوترا. وللعام الحادي عشر على التوالي، بعث الرئيس شي جين بينغ بتهانيه لاجتماع الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو ما أشاد به المجتمع الدولي بشدة. وقد نفذت الصين إجراءات واسعة النطاق لتعزيز السلام والمحادثات، وأصدرت “ورقة موقف الصين من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”. وأجرى وزير الخارجية وانغ الصيني يي اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية العديد من الدول، وترأس اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودعا إلى وقف إطلاق النار. وقد قام المبعوث الخاص للحكومة الصينية إلى الشرق الأوسط، بزيارة العديد من الدول العربية وبذل جهودًا نشطة لتهدئة الوضع وتجنب حدوث أزمة إنسانية. لقد أصبح “الاقتراح الصيني” معترفا به كحل ممكن للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي أغسطس من هذا العام، قامت منظمة البريكس بتوسيع عضويتها لأول مرة، وأصبحت ست دول، بما فيها المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى، الأعضاء في آلية تعاون البريكس. وهذا يعكس تماما توقعات الدول العربية بأن تلعب الصين دورا أكثر نشاطا، ويشكل علامة بارزة هامة في اتجاه التعددية في السياسة الدولية.
تسارع عملية تطوير التحديث الصيني العربي:
ويصادف هذا العام الذكرى العاشرة لبناء مبادرة “الحزام وطريق”. وقد حققت كل من الصين والدول العربية نقلة نوعية في عملية التحديث والتنمية. وعلى مدى العقد الماضي، توسعت العلاقات الثنائية بين الصين والدول العربية إلى أبعد من الطاقة والتجارة لتشمل التمويل والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والثقافة، وأصبحت أكثر شمولاً. وفي أكتوبر من هذا العام، أرسلت ما يقرب من 20 دولة عربية، بما في ذلك مصر والإمارات والسعودية وفلسطين، ممثلين رفيعي المستوى لحضور منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي. وفي الوقت الحالي، تغطي اتفاقية التعاون الصيني العربي بشأن البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” جميع الدول العربية الـ 22 وجامعة الدول العربية.
بعد القمة الصينية العربية الأولى، بدأ ينتشر اتجاه “الاستثمار في الصين” في الدول العربية. وقد صنفت صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط، ممثلة بهيئة أبوظبي للاستثمار والهيئة العامة للاستثمار الكويتية، ضمن أكبر عشرة مساهمين للأسهم القابلة للتداول في أكثر من 40 شركة صينية في البورصة الصينية. واستثمرت أرامكو السعودية وصندوق الثروة السيادية الإماراتي في مجالات الطاقة الجديدة والإنترنت والطب الحيوي والمعدات المتطورة وغيرها من الصناعات في الصين بدرجات متفاوتة. بالإضافة إلى ذلك، شاركت الدول العربية في الدورة السادسة لمعرض الصين الدولي للاستيراد والمعرض الصيني العربي السادس. وقد أنتج المعرض الصيني العربي السادس 403 إنجازات تعاونية بقيمة أكثر من 170 مليار يوان.
التقديروالاستفادة المتبادلة للحضارتين الصينية والعربية:
وفي مارس من هذا العام، اقترحت الصين مبادرة الحضارة العالمية، وهي منفعة عامة مهمة أخرى تقدمها الصين للمجتمع الدولي بعد مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي. ومن رد الرئيس شي جين بينغ على رسالة الفنانين العرب المشاركين في أنشطة “ملتقي الفنانين على طول الحزام والطريق”، إلى مشاركة الرياضيين العرب في الألعاب الجامعية والألعاب الآسيوية، فقد ضربت حضارتا الصين والدول العربية نموذجا لأنظمة من حضارات مختلفة تلتقي في منتصف الطريق وتحقق التبادل الناجح.
وفي أكتوبر من هذا العام، انعقدت بنجاح فعاليات الدورة العاشرة من ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية العربية في أبوظبي. وحضر الندوة ما يقرب من 80 ممثلاً من الصين و18 دولة عربية. وتدرك جميع البلدان تماما الدور الإيجابي للحوار بين الحضارات في حل الصراعات والعنف والقضاء على التطرف، وتقدر تقديرا عاليا أهمية مبادرة الحضارة العالمية في قيادة تقدم الحضارة الإنسانية.
وفي المستقبل، ومن أجل تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى بشكل أفضل وبناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك في العصر الجديد، ستواصل الصين والدول العربية تعميق التوافق السياسي وتعزيز التعاون الاستراتيجي. وتعميق الترابط بين استراتيجيات التنمية وتحقيق حلم نهضة الأمة في الصين والدول العربية بشكل مشترك.