وقالت تشانغ هاي يي، مديرة معهد أبحاث التقنيات والمعايير بالأكاديمية الصينية لتقنيات المعلومات والاتصالات “تلعب شبكات الغيغابت دورا بارزا جدا في تمكين الاقتصاد الرقمي من خلال إنشاء مجموعة متنوعة من سيناريوهات التطبيق الجديدة التي تغطي 40 فئة رئيسية من أصل 97 فئة من فئات الاقتصاد الوطني. وسيعمل على ترقية الصناعة الرقمية بأكملها ووضع الأساس لازدهار التحول الرقمي للصناعات التقليدية”.
منذ السنوات العشر الماضية، أطلقت الحكومات المركزية والمحلية سلسلة من السياسات والخطط وحققت تنمية سريعة في بناء البنى التحتية الرقمية الجديدة مثل شبكات النطاق العريض والجيل الخامس للاتصالات والألياف الضوئية والإنترنت الصناعية ومراكز البيانات.
وقامت الصين ببناء البنية التحتية للشبكات الأكثر شمولا في العالم باستخدام التقنيات المتقدمة. وبحلول نهاية العام الماضي، تجاوز عدد محطات القاعدة للجيل الخامس للاتصالات في البلاد 2.31 مليون، ويتقدم بناء مراكز الحوسبة الوطنية الثمانية بوتيرة سريعة.
وفي العام الماضي، قامت الصين بتوسيع حجم مراكز البيانات بأكثر من 25% واحتلت المرتبة الثانية في العالم من حيث قوة الحوسبة، حيث وصل حجم صناعاتها الحاسوبية الأساسية إلى 1.8 تريليون يوان (251 مليار دولار أمريكي).
وستعمل الصين على تسريع تنمية الاقتصاد الرقمي، ودمجه بشكل أكبر مع الاقتصاد الحقيقي، وبناء تجمعات صناعية رقمية ذات قدرة تنافسية دولية. وباعتبار تكامل الاقتصاد الرقمي مع الاقتصاد الحقيقي المهمة الرئيسية، ستعمل الصين على تسريع بناء البنية التحتية الرقمية.
وقال وانغ جيان وي، نائب مدير إدارة تنمية تقنيات المعلومات بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية “نعمل باستمرار على تحسين عمق تغطية شبكات الغيغابت وعرضها. وقررنا تصميم بنية تحتية خضراء لتوجيه مراكز البيانات المحلية نحو التنمية فائقة التقنية والكفاءة ومنخفضة الانبعاثات. وبينما نواصل بناء نظام وطني متكامل لمراكز البيانات الكبرى، نقوم ببناء العديد من المحاور الوطنية والتجمعات الإقليمية لمراكز البيانات الكبرى لتعزيز التنمية عالية الجودة للاقتصاد الرقمي للصين بقوة”.
منذ مطلع العام الجاري، كثفت الحكومات المحلية في جميع أنحاء الصين الترتيبات لبناء البنية التحتية الرقمية. وفي مدينة شنتشن بجنوبي الصين، بدأت الحكومة المحلية مرحلة جديدة من مشروع مركز الحوسبة الذكية ومركز الحوسبة الفائقة.
ويجري حاليا اختبار مركز جديد للحوسبة الذكية، وسيتم تشغيله بحلول نهاية العام الجاري لتقديم الخدمات لأكثر من 400 شركة أساسية في مجالات الشبكات الجديدة والذكاء الاصطناعي في منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى.
وقال وانغ شياو قوه، مسؤول في مختبر بنغتشنغ بالمدينة “يمكن لمركز الحوسبة الذكية تقليل تكاليف الحوسبة لهذه الشركات بنسبة 20%. وبعد تشغيله، سيتم أيضا ربط المركز بشبكة الحوسبة الوطنية المتكاملة ومشاركة الطاقة الحاسوبية والبيانات مع مناطق أخرى للدولة للمساهمة بشكل مشترك في الإستراتيجية الوطنية لتنمية الاقتصاد الرقمي وتوجيه موارد الحوسبة للبلاد من الشرق إلى الغرب”.
مع التدفق السلس للبيانات وشرايين المعلومات التي أنشأتها البنية التحتية الرقمية، يعزز الاقتصاد الرقمي المزدهر إصلاحات الجودة والكفاءة والزخم في الاقتصادات المحلية. وقدم مركز تمكين رقمنة التصنيع في دلتا نهر اليانغتسي في مدينة هانغتشو بشرقي الصين، خدمات لأكثر من 1300 مصنع منذ إطلاقه في العام الماضي.
وزار وانغ شنغ، خبير بالمركز، أكثر من 60 شركة في الشهرين الأولين للعام الجاري.
وقال وانغ “من خلال تحولنا الرقمي، تمكنت هذه الشركات من زيادة إنتاجية عملها بمعدل 16% وتقصير وقت تسليم الطلب بنسبة 13%، مما أدى إلى زيادة كفاءتها الاقتصادية بشكل كبير”.
ستواصل الصين أيضا تعزيز ابتكار الصناعات الرقمية وتنميتها، وتنفيذ التطبيقات المبتكرة للجيل الخامس للاتصالات ومشاريع تنمية البيئة الصناعية وبناء تجمعات صناعية رقمية ذات مستوى عالمي. وستعمل البلاد على تعميق التحول الرقمي لقطاع التصنيع وتنمية أسواق البيانات لصياغة مزايا تنافسية وطنية جديدة.