شبكة طريق الحرير الاخبارية/

حفل الصداقة بين السفارة الصينية ومراكز الفكر الصينية والمصرية

بقلم: دكتورة كريمة الحفناوي

بدعوة كريمة من سفارة جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة شاركت فى حفل الصداقة بين السفارة الصينية ووسائل الإعلام ومراكز الفكر الصينية والمصرية وذلك فى يوم الإثنين 20 نوفمبر 2023.
ودار الحديث فى جو ودى بين الحضور، وألقى السيد سفير الصين لياو ليتشيانج كلمة رحب فيها بالحضور، وأشاد بالصداقة والتواصل بين وسائل الإعلام والمراكز الفكرية الصينية المصرية القائمة منذ فترة طويلة.

تناول السيد السفير فى كلمته عدة موضوعات منها الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق، والعلاقات المصرية الصينية، وزيارة الرئيس الصينى شى جين بينج ،للولايات التحدة الأمريكية، لمقابلة الرئيس الأمريكى جو بايدن، كما القى الضوء على لقاء وفد وزارى مشترك لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، بوزير حارجية الصين السيد وانج يى، والذى تم فى نفس اليوم 20 نوفمبر 2023 فى مدينة بكين.

وفى السطور التالية سوف ألقى الضوء على كل الموضوعات التى تناولها السيد السفير.

انطلقت القمة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق على مدى يومين فى السابع عشر من أكتوبر 2023 فى بكين تحت عنوان “التعاون العالى الجودة للحزام والطريق معا من أجل التنمية والازدهار المشتركين”.
أطلق الرئيس الصينى شى جين بينج مبادرة “حزام واحد طريق واحد” عام 2013، وتهدف لإنشاء طرق تجارية، وممرات اقتصادية تربط بين أكثر من 60 بلدا وتعمل على توثيق الروابط التجارية والاقتصادية بين أوروبا وأسيا وأفريقيا،وتتضمن تشييد شبكات من السكك الحديدية وأنابيب نفط وغاز، وخطوط طاقة كهربائية وإنترنت وبنى تحتية بحرية، مما يعزز اتصال الصين بالقارتين الأوروبية والأفريقية،ويشير “الحزام الواحد” إلى مكان يعرف تاريخيا بطريق الحرير القديم، وهو عبارة عن شبكة طرق.

وعلى مدى العشر سنوات الماضية تطورت المبادرة من مستوى الخطة إلى مستوى التنفيذ، ووقعت الصين وثائق تعاون واتفاقات مع أكثر من 150 دولة وأكثرمن 30 منظمة دولية. ولقد حقق هذا التعاون على مدى العقد المنصرم نتائج مثمرة شملت إرساء أسس 3000 مشروع تعاون وتحفيز استثمارات تصل قيمتها إلى تريليون دولار.

وتقول الصين أنها أخذت فى الاعتبار حماية البيئة وتحسين البيئة الإيكولوجية، والحفاظ على التنوع البيولوجى أثناء تنفيذ المشروعات.

وأشار الرئيس الصينى شى جين بينج فى كلمته الافتتاحية للمنتدى إلى أن البشرية عليها أن تتعاون معا، من أجل المنفعة المشتركة ورفاهية شعوبها، والعمل سويا على بناء المستقبل المشترك للبشرية، والدفع بتحقيق التحديث فى كافة دول العالم. وأضاف الرئيس الصينى “لا تنجز أعمال نافعة وعظيمة إلا من خلال التعاون والكسب المشترك، وأن روح طريق الحرير المتمثلة فى التعاون، والسلام، والانفتاح وتبادل التعلم، والاستفادة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، تمثل أهم مصدر للقوة فى التعاون فى بناء الحزام والطريق”.

وأعلن شى جين بينج عن الأعمال الثمانية التى ستقوم بها الصين لدعم بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية وهى أولا، بناء شبكة الحزام والطريق الشاملة الأبعاد للتواصل والترابط. ثانيا، دعم بناء الاقتصاد العالمى المنفتح. ثالثا، إجراء التعاون العملى. رابعا، تدعيم التنمية الخضراء. خامسا، الدفع بالابتكار التكنولوجى. سادسا، دعم التواصل الشعبى. سابعا، بناء طريق النزاهة. ثامنا، استكمال آليات التعاون الدولى بشأن الحزام والطريق.

وبهذه المناسبة دعونى أؤكد من وجهة نظرى على أهمية أن تنظر دول العالم للمتغيرات التى تحدث فى السنوات الأخيرة وبوتيرة متصاعدة وعلى رأسها صعود أقطاب عالمية على المستوى الاقتصادى والعسكرى والسياسى. وأنه من مصلحة دول الجنوب النامية أن تتعاون مع الأقطاب الصاعدة، الصين وروسيا، على أساس المصلحة المشتركة، والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة لصالح الشعوب، بدلا من التبعية للقطب الواحد الأمريكى الذى يفرض الهيمنة والنهب المنظم لثروات الشعوب، ويفرض السياسات الرأسمالية الجديدة، التى ينتج عنها مزيد من معاناة الشعوب من الفقر والبطالة وغلاء الأسعار وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات المعيشية الضرورية.

ويجدر الإشارة إلى أن التعاون بين مصر والصين ممتد من عشرات السنوات ويوجد العديد من الاستثمارات الصينية فى العديد من المجالات الاقتصادية فى البنى التحتية، والطاقة والنقل والتكنولوجيا، ومنها على سبيل المثال حين بدأت الحكومة المصرية عام 2015 فى تخطيط عاصمة جديدة ، تم فى يناير 2016 (وبحضور الرئيس الصينى شى جين بينج والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى) توقيع اتفاقية إطارية بين شركة CSCEC ووزارة الإسكان المصرية لبناء العاصمة الإدارية الجديدة، وتم توقيع عقد إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة بين الجانبين.
ولقد أشار المبعوث الخاص الصينى تشانج جيون فى كلمته بالمنتدى الثالث للحزام والطريق إلى أن الجانب الصينى يتابع باهتمام تطورات الصراع الفلسطينى بهدف بذل جهود مشتركة مع الأطراف المعنية فى المجتمع الدولى، لتهدئة الأوضاع المتوترة وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية ومتابعة الأفق لحل القضية الفلسطينية.

وأضاف جيون “يرى الجانب الصينى وقف إطلاق النار، وإنهاء القتال فى أسرع وقت ممكن، ومن الضرورى الامتثال للقانون الدولى الإنسانى لحماية سلامة المدنيين، ولابد من فتح ممر للإغاثة الإنسانية، ويجب على إسرائيل أن تستأنف الإمدادات المادية مثل المياة والكهرباء والوقود لقطاع غزة، ووقف العقاب الجماعى على سكان القطاع”.

وفى نفس الموضوع قال الرئيس الصينى شى جين بينج “المخرج الأساسى لكسر دوامة الصراع بين فلسطين وإسرائيل هو تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة”. وأضاف أن الصين ستواصل جهودها فى سبيل إطفاء نيران القتال فى قطاع غزة فى أسرع وقت ممكن، ودعم الشعب الفلسطينى لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام الدائم فى الشرق الأوسط.
وبالنسبة لمقابلة الرئيس الرئيس الصينى شى جين بينج، مع الرئيس الأمريكى جو بايدن فى سان فرانسيسكو، فى الخامس عشر من نوفمبر 2023، أوضح السيد لياو ليتشانج أن الرئيس شى جين بينج قال أنه فى مواجهة التغيرات غير المسبوقة منذ مائة عام فى العالم هناك خياران أمام الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

الخيار الأول: تعزيز التضامن والتعاون وتضافر الجهود لمواجهة التحديات الكونية ، وتدعيم الأمن والازدهار فى العالم. والخيار الثانى: التشبث بعقلية اللعبة الصفرية وإثارة المجابهة بين المعسكرات وجر العالم إلى الاضطرابات والانقسام. وأكد الرئيس الصينى على أن هذين الخيارين يمثلان اتجاهين سيقرران مستقبل البشرية ومستقبل كوكب الأرض حيث أن الكوكب يتسع لكل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار شى جين بينج إلى أنه ينبغى أن تتوصل الصين وأمريكا إلى أفق جديد وأن تعملا سويا على بناء الركائز الخمس للعلاقات الصينية الأمريكية وهى:
أولا العمل سويا على تكوين الفهم الصحيح للعلاقة بينهما وهو أن يكونا البلدان شريكين يتبادلان الاحترام والتعايش بشكل سلمى.

ثانيا العمل سويا على تدعيم التعاون المتبادل المنفعة لتحقيق المصالح المشتركة فى مجالات كثيرة تشمل الاقتصاد والزراعة والمناخ والذكاء الاصطناعى.
ثالثا العمل سويا على إدارة الخلافات والسيطرة عليها بشكل فعال.
رابعا العمل سويا على تحمل المسؤولية كدول كبرى حيث يجب على البلدين أن يكونا قدوة فى التعاون فى القضايا الدولية والإقليمية وتوحيد الجهود وخدمة العالم.
خامسا العمل سويا على تعزيز التواصل الإنسانى والثقافى وتعزيز التعاون فى التعليم والثقافة والتعاون السياحى.

أضاف الرئيس شى جين بنج أنه بالنسبة لتايوان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تترجم تصريحاتها الإيجابية بعدم دعم “استقلال تايوان” إلى خطوات ملموسة، وعليها أن تتوقف عن تسليح تايوان، وتدعم إعادة التسليح السلمى للصين، كما على أمريكا اتخاذ خطوات لرفع العقوبات الأحادية الجانب مما يوفر بيئة عادلة ومنصفة وغير تمييزية للمؤسسات الصينية.
ورد الرئيس الأمريكى جو بايدن قائلا “لاتسعى أمريكا إلى الحرب الباردة، ولاتسعى إلى تغيير النظام الصينى، ولا تسعى إلى معارضة الصين عبر تقوية التحالفات، ولا تدعم استقلال تايوان، ولا تنوى الصراع مع الصين، ولا تسعى إلى فك الارتباط مع الصين، ونلتزم بسياسة الصين الموحدة”.

واختتم السيد السفير كلمته بالحديث عن اللقاء المنعقد فى بكين بين وزير خارجية الصين والوفد الوزارى العربى والإسلامى والذى أكد فيه السيد وانج يى على أنه ينبغى على مجلس الأمن الدولى أن يصغى إلى نداءات الدول العربية والإسلامية ويتخذ خطوات مسؤوله للدفع بتهدئة الأوضاع، واتخاذ خطوات مجدية بشأن الأوضاع فى غزة. كما أكد على أن أى ترتيب يتعلق بمستقبل ومصير فلسطين لابد أن يحصل على موافقة الشعب الفلسطينى.
وأضاف إن الصين ترفض التهجير القسرى للفلسطينيين وترفض العقاب الجماعى ضد سكان قطاع غزة، وأنه لابد من الوقف الفورى لإطلاق النار بجانب فتح ممرات إنسانية فى أسرع وقت ممكن تجنبا لوقوع كارثة إنسانية على نطاق واسع.

إننا نقدر دور الصين الداعم للحق الفلسطينى، ونطالب (من منطلق التعاون والصداقة القائمة بين الشعبين الصينى والمصرى، والعلاقة المتميزة بين الدولتين، ومن منطلق مكانتها العالمية)، بأن تقوم الصين بدور أكبر لوقف العدوان الإسرائيلى فورا، باعتبارها رئيسا دوريا لمجلس الأمن الدولى فى الشهر الحالى.
دكتورة كريمة الحفناوى.