شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم: دكتورة كريمة الحفناوى
انطلقت فى الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر المجيدة، ملحمة طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية فى 7 أكتوبر 2023، ردا على جرائم العدو الصهيونى المحتل ضد الشعب الفلسطينى بقتل الشباب والنساء والأطفال، وتدمير المنازل، بجانب الاستفزازات اليومية من قبل المستوطنين من اعتداء على الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم وحرق قراهم/ واستباحة باحات المسجد الأقصى، وذلك فى حماية جيش الاحتلال، وتشجيع الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، التى أعلنت منذ مجيئها فى أوائل هذا العام أنها ستقوم بطرد الفلسطينيين أى بالتطهير العرقى لهم من أجل إقامة الدولة اليهودية وفقا للقانون الصادر من الكنيست “الإسرائيلى” عام 2018 قانون “القومية اليهودية”.
ومع استمرار المقاومة الفلسطينية لكتائب عز الدين القسام وتكبيدها للعدو الصهيونى خسائر كبرى وصلت فى اليوم السادس أثناء كتابة هذاالمقال إلى أكثر من 1300 قتيل منهم 169 جندي و3000 مصاب و180 أسير.
ومثلما استطاعت حرب اكتوبر 1973 أن تدمر أسطورة العدو الذى لايقهر، استطاع مئات من أبطال كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرى لحركة حماس، أن يدخلو إلى الأراضى المحتلة فى “غلاف غزة” من خلال اقتحام الجدار الفاصل على حدود القطاع والوصول لمستوطنات العدو، وقتل عدد كبير من جنوده، وأسر عدد آخر، وتدمير عدد من المعدات الحربية، فى رسالة واضحة تبرهن على فشل الكيان الصهيونى استخباراتيا وعسكريا وإعلاميا.
استشاط العدو غضبا وقرر الانتقام من المقاومة الفلسطينية بالعدوان على غزة كما حشد أكثر من 200 ألف جندى على حدود القطاع ومئات الدبابات، معلنا اجتياح غزة برياً.
ولليوم السادس على التوالى، يشهد قطاع غزة أحداثا دامية وعدوانا صهيونيا، بغرض الإبادة الجماعية لأهالى القطاع، وذلك بمنع الغذاء والدواء والماء بجانب قطع الكهرباء مع عدم السماح بممرات إنسانية آمنة لتقديم المساعدات الغذائية والطبية حفاظا على أبسط حقوق الإنسان وهو حق الحياة.
ويستمر الكيان العنصرى المتوحش فى ارتكاب مجازر ضد الفلسطينيين وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وذلك بدك المدن والقرى وهدم المنازل على عائلات دُفِنت بكاملها تحت الأنقاض، بل قصف أحياء بكاملها وقصف المستشفيات والبنية التحتية، وقصف 18 منشأة للأونروا (وكالة تعليم وغوث اللاجئين) منهم 16 مدرسة.
كل هذه المجازر تتم وسط صمت الدول الكبرى وغياب ضمير العالم مع رفع شعار (لا أرى لا أسمع لا أتكلم) بل وبتشجيع من الدول الاستعمارية الكبرى للجانب الصهيونى باعتباره يدافع عن نفسه!!!، وعلى رأس هذه الدول إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. وقررت الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تكتفى بدعم الكيان ماديا وعسكريا واستخباراتيا بل أرسلت الجنود الأمريكان المدربين، وأرسلت السفن الحربية وحاملات الطائرات إلى البحر المتوسط أمام شواطىء قطاع غزة.
لقد وصل عدد الشهداء الفلسطينيين جراء هذا العدوان الغاشم إلى 1500 شهيدا وشهيدة، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء والمسنين، و7000 من الجرحى المصابين، وذلك بجانب نزوح أكثر من 250 ألف عن منازلهم.
ولقد أقامت لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع باتحاد المحامين العرب يوم الثامن من أكتوبر ندوة للاحتفال بمرور خمسين عاما على حرب اكتوبر المجيدة، وذلك بحضور الأمين العام للاتحاد النقيب المكاوى بنعيسى، وحضور سفير دولة فلسطسن بجمهورية مصر العربية السيد دياب اللوح، والسفير أشرف عقل، والمفكر والكاتب الدكتور أحمد يوسف أحمد، حشد من أعضاء لجنة فلسطين من مصر والدول العربية.
وجه السادة المتحدثون التحية للجيش المصرى الذى هزم غطرسة وعنصرية المحتل الصهيونى، وحطم أسطورة خط بارليف، وأقوى جيوش المنطقة وفقا لأقوال العدو كما، وجهوا التحية للمقاومة الفلسطينية وبواسل طوفان الأقصى، الذين أثبتوا أن الكيان الصهيونى أوهى من بيت العنكبوت، وأثبتوا فشل العدو استخباراتيا وعسكريا وإعلاميا.
وقال السيد دياب اللوح سفير دولة فلسطين فى جمهورية مصر العربية “لقد حذرنا من جرائم العدو اليومية من إحراق بلدات بأكملها فى ظل صمت المجتمع الدولى، ونُحمِّل حكومة الكيان الصهيونى، التى تمارس الإرهاب المنظم ضد الشعب الفلسطينى، وترعى إرهاب المستوطنين، نُحمِّلها المسئولية عن تهديد الأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم”.
وأكد الدكتور أحمد يوسف أحمد على أن يوم السابع من أكتوبر 2023 من أسعد الأيام فى حياتنا وحياة الشعوب العربية، واستمرار المقاومة سيثبت للعدو أن عائد الاحتلال أقل بكثير من تكلفته، لأن المقاومه تُكبِّد المحتل خسائر كبيرة. وأضاف دكتور أحمد “للمرة الأولى يحدث توازن بين الكيان المحتل الغاصب والشعب الفلسطينى” بل ولصالح الفلسطينيين حيث عدد الأسرى الإسرائيليين (ومنهم ضباط كبار) فى عملية طوفان الأقصى كبير وسيكون له دور فى إدارة الصراع وسيتم تبادل هؤلاء الأسرى بآلاف من الأسرى الفلسطيننين فى سجون الاحتلال وأيضا تبادل جثامين القتلى من الجانب الصهيونى بجثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزين فى مخالفة لكل الأعراف والشرائع والاتفاقيات الدولية عند العدو الصهيونى.
وأكد جميع الحاضرين على أن معركة طوفان الأقصى سبقتها معارك كثيرة فى السنة الأخيرة، ردا على غطرسة وعنصرية وفاشية الحكومة اليمينية المتطرفة، التى ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، منذ بداية هذا العام، من اعتداء على القرى الفلسطينية وحرقها وقتل الفلسطينيين بهدم المنازل على العائلات، واستباحة آلاف المستوطنين باحات المسجد الأقصى بحماية جنود العدو، والعمل على تطهير عرقى بطرد الفلسطينيين من قراهم، لإقامة “الدولة اليهودية”، وتعذيب الأسرى فى السجون واعتقال النساء والأطفال
وفى الحادى عشر من أكتوبر عقدت الحركة المدنية الديمقراطية (والتى تتكون من 12 حزبا من كافة التيارات السياسية) مؤتمرا تحت عنوان ” دعم شعبنا الفلسطينى ومقاومته المشروعة” لمساندة الشعب الفلسطينى ومقاومته الباسلة فى مواجهة العدو الصهيونى. وأكد المتحدثون على أن مايقوم به الشعب الفلسطينى البطل، هو حق قانونى وشرعى فى مقاومة الاحتلال، وأن مصر طرف فى الصراع العربى الصهيونى وشركاء فى مقاومة الكيان الصهيونى.
كما أعلنت الحركة عن حملة شعبية لجمع الغذاء والدواء وتوصيل المساعدات للفلسطينيين عبر معبر رفح من خلال قوافل شعبية.
وقبا أن أنهى مقالى أؤكد على مطالب القوى الوطنية المصرية
. وحدة فلسطينية ذات استراتيجية نضالية موحدة لخوض المقاومة معا بكافة الوسائل.
توثيق كل جرائم الكيان الصهيونى وتقديمها للمحافل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
وقف فورى لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى.
توفير الحماية للشعب الفلسطينى، وعدم الكيل بمكيالين
فك الحصار عن قطاع غزة وتوفير الغذاء والدواء والمياه والوقود وفرص العمل والكهرباء من أجل الحياة.
مساندة الشعوب العربية ودعمها للمقاومة الفلسطينية.
المقاطعة الشعبية (سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا وفنيا) للعدو الصهيونى وللدول التى تسانده وتدعمه وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
إغلاق سفارات العدو الصهيونى فى البلدان العربية وطرد سفراء العدو.
فتح ممرات إنسانية لحماية ومساعدة المدنيين المحاصرين فى غزة، وذلك استنادا لاتفاقية جنيف عام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين فى وقت الحرب، والتى تلزم الدول التى تحتل الغير، بالسماح للمنظمات الدولية وغيرها، بفتح ممرات إنسانية وفقا لما ورد بالباب الثالث المتعلق بالأراضى المحتلة.
إن عملية طوفان الأقصى سبقتها عدة عمليات للمقاومة الفلسطينية منها عاصفة شباب عرين الأسود وزلزال كتيبة مخيم جنين. ولقد سببت المقاومة الفلسطينية الباسلة فى السابع من أكتوبر كسر الهيبة الإسرائيلية، وبرهنت على الإفلاس التام لنهج الحكومة اليمينية المتطرفة مما سيساعد على إسقاطها، كما أوضحت أن لاحدود لأشكال وآفاق المقاومة، وكشفت إفلاس مشروع التطبيع مع العدو الصهيونى.
المجد والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى والمصابين، والحرية للأسرى فى سجون الاحتلال، والنصر للمقاومة، والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال، والخزى والعار للمطبعين مع الكيان العنصرى المحتل.
*دكتورة كريمة الحفناوي، عضو الاتحاد الدولى للصحفيين والإعلاميين والكتاب أصدقاء وحلفاء الصين.