شبكة طريق الحرير الاخبارية/
مبادرة الحزام والطريق تمثل السعي المشترك للبشرية نحو التطور للجميع
بقلم فيحاء وانغ شين
صحفية صينية
أفتتحت الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي اليوم الأربعاء ( 18 أكتوبر ) ببكين في الذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة الحزام والطريق. وحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ مراسم الافتتاح وألقى كلمة رئيسية خلالها.
قال الرئيس شي إن الصين ستعمل مع جميع الأطراف المعنية لدفع التعاون في بناء “الحزام والطريق” نحو مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة، وستبذل جهودا حثيثة لتحقيق التحديث لجميع الدول. إنه يتعين السعي نحو التحديث العالمي لتعزيز التنمية السلمية والتعاون متبادل النفع وتحقيق الرخاء للجميع.
لقد أدرجت المملكة العربية السعودية مؤخرا تدريس اللغة الصينية في جميع المدارس الثانوية، الحكومية والخاصة، وهي خطوة سباقة للدولة العربية الرائدة في الشرق الأوسط.
ويكمن وراء هذه الطفرة التعليمية للغة الصينية اهتمام المملكة العربية السعودية المتزايد بإقامة روابط اقتصادية مع الصين، حيث يواصل البلدان تضافر إستراتيجياتهما التنموية في إطار مبادرة الحزام والطريق، التي تحل الذكرى السنوية العاشرة لإطلاقها هذا العام.
وتعتبر المملكة أكبر متلق لاستثمارات مبادرة الحزام والطريق خلال النصف الأول من عام 2022. وفي وقت سابق من هذا العام، أطلق الشريكان مشروعا مشتركا لبناء المجمع المتكامل للتكرير والبتروكيماويات في مجال صناعة الكيماويات الدقيقة والمواد الخام في إطار مبادرة تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الدولارات. وبالإضافة إلى الطاقة الخضراء، فإنهما يقومان باستكشاف إمكانات اقتصاد الكربون الدائري والبنية التحتية الرقمية.
بالنسبة للسعودية والعديد من الدول الأخرى المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، تعد الصين شريكا حقيقيا لدعم مشاريع بناء الأمة والبنية التحتية الحيوية الخاصة بها.
وتسعى مبادرة الحزام والطريق إلى تحويل الاقتصادات غير الساحلية (الحبيسة) إلى اقتصادات مرتبطة برا. مع إيصال 19 مليون مسافر و24 مليون طن من البضائع حتى الآن، وعمله على نقل البضائع عبر الحدود الممتد على أكثر من 10 دول ومناطق، فإن خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس البالغ طوله 1035 كيلومترا يعد مغيرا لقواعد اللعبة بالنسبة لشعب لاوس، إذ يسهل التجارة ويجذب الاستثمارات وينعش السياحة.
وفي المناطق الريفية في كينيا، يعمل خط سكة حديد مومباسا-نيروبي المعياري، وهو مشروع رائد آخر لمبادرة الحزام والطريق في أفريقيا، على تزويد الشباب بمجموعات مهارات ذات جوانب متعددة.
وأشارت صحيفة ((ليبراسيون نيوز)) أن تمويل التنمية الصيني موجّه بحسب احتياجات الجهات المتلقّية، حيث أن “مشاريع البنية التحتية تحددها الدولة المتلقية وليس الصين، بناء على مصالحها الاقتصادية والسياسية الخاصة”.
وقالت أنيتا مونتوت، المديرة بالإنابة لمعهد العلاقات الدولية في جامعة جزر الهند الغربية في ترينيداد وتوباغو، “كذلك، مبادرة الحزام والطريق ليست لديها مجموعة من الشروط الأيديولوجية الواسعة التي يجب على الدول الالتزام بها من أجل المشاركة. من الناحية الفنية، هذا يعني أن هذا النموذج يسمح للبلدان بإقامة مشاريع مع الصين محددة باحتياجاتها”.
وهذا هو السبب في أن هذه المبادرة هي نعمة للعديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لا سيما تلك الموجودة في جنوب الكرة الأرضية. وكثيرا ما تصفها الدول الغنية بأنها عالية المخاطر ومنخفضة العوائد وتفرض عليها شروطا مرهقة، مما يؤخر تنفيذ المشاريع ويزيد من التكاليف.
وقال الخبير الاقتصادي السريلانكي كاسون كارياواسام إن “القروض الصينية أكثر مرونة ولا تتضمن أي شروط غير إقراضية”، وعادة ما تتدفق الأموال إلى “أصول حقيقية تزيد من قيمة الاقتصاد الحقيقي”.
وأشارت غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن مبادرة الحزام والطريق، بتركيزها على الربط البيني والحد من الفقر وخلق فرص العمل، تساهم في عدد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وقالت “لقد نجحت المنظمة في خلق فرص عمل في عدد من البلدان، وهي تسهم في الحد من الفقر”.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أنه بحلول عام 2030، يمكن أن تنتشل مبادرة الحزام والطريق 7.6 مليون شخص من براثن الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل.
واستنادا إلى الخبرة، تقوم الصين بإعادة معايرة مشاريعها الضخمة في الخارج، وتعمل بشكل وثيق على نحو متزايد مع البلدان المتلقية على تصميمها وجدواها واختيارها وتكلفتها ومناقصاتها وإدارتها لزيادة الربحية وضمان التشغيل السلس.
وما يدعم هذا التعاون هو الآليات واللوائح القانونية المتناسبة التي تتحسن باستمرار لتقديم بنية تحتية عالية الجودة ومستدامة ومقاومة للمخاطر وبأسعار معقولة وشاملة.
ومن خلال تحديد عوائق النمو والاستفادة من نقاط القوة النسبية، قامت مبادرة الحزام والطريق ببناء شبكة لسد الانقسامات وإطلاق العنان لإمكانات التنمية، عبر روح العصر المتمثلة في تعزيز مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك.
عشر سنوات وما زال العد مستمرا، ومن خلال التعاون والتفاهم المتبادل، فإن السماء هي الحد الأقصى لمثل هذا النموذج الديناميكي للتعاون الدولي.