شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم إعلامية صينية: فرحانة لي
طرحت الصين مبادرة “الحزام والطريق” عام 2013، التي تهدف إلى إنشاء طريق عالي المستوى ومستدام للسلام والازدهار والانفتاح والابتكار بما يخدم معيشة الشعب. وفي عام 2017، أطلقت دولة الإمارات “مئوية الإمارات 2071″، التي ترسم آفاق الإمارات المستقبلية. تدعم الإمارات بقوة البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” باعتبارها محطة عند تقاطع طريقي الحرير البري والبحري، لأن هذه المبادرة الصينية تتناسق مع الاستراتيجية التنموية الإماراتية. في عام 2018، وقعت الإمارات مذكرة تفاهم حكومية بشأن البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” مع الصين. وفي ظل التوجيه الاستراتيجي لقادة البلدين، تم التكامل بين مبادرة “الحزام والطريق” و”مئوية الإمارات 2071″ على نحو عميق.
في السنوات الأخيرة، تعاونت الصين والإمارات في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وأصبحت الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر سوق للتصدير وأكبر وجهة للاستثمار للصين في العالم العربي، حيث تجتذب أكثر من 6000 من الشركات الصينية لتنفيذ الأعمال في مجالات البناء والبنية التحتية والطاقة والمالية والتكنولوجيا، مما يدفع عجلة التشارك في بناء “الحزام والطريق” بخطوات ثابتة وتحققت ثمار يانعة ووافرة.
من أجل تحقيق التنمية المستدامة، تعمل الإمارات بنشاط على التحول إلى اقتصاد محايد للكربون، أي تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050، كما سيعقد COP28 في دبي في نوفمبر المقبل. يعد مشروع محطة الطاقة الكهروضوئية PV2 في الظفرة الذي تنفذه شركة سينوماك الصينية، أكبر مشروع منفرد لمحطة الطاقة الشمسية في العالم حتى الآن. وبعد التشغيل، يمكنه خفض أكثر من 3.6 مليون طن من انبعاثات الكربون كل عام، وهو ما يعادل خفض انبعاثات 720 ألف سيارة. بالإضافة إلى ذلك، أول برنامج لطاقة الرياح في الإمارات والذي بنته شركة باور تشاينا في أبوظبي، ومشروع مجمع حصيان للطاقة بتقنية الفحم النظيف في دبي الذي بنته شركة هاربين إليكتريك الصينية، ومشروع المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي نفذته شركة شانغهاي إلكتريك الصينية، وما إلى ذلك، كلها تساهم لتحقيق التنمية المستدامة لاقتصاد الطاقة الوطني في الإمارات.
في فترة الوباء، أطلقت الإمارات والصين مشروعا مشتركا لتصنيع لقاح شركة سينوفارم الصينية المضادّ لكورونا في الإمارات. وهذه هي المرة الأولى التي تم فيها تشغيل خط إنتاج لقاح كوفيد-19 الصيني في الخارج، ونقلا عن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قوله إن الإمارات والصين “تدشّنان اليوم فصلا جديدا في تاريخ علاقتهما التاريخية والاستثنائية.” هذا يدل على ثقة الإمارات الوطيدة بالصين والشراكة القوية بين البلدين.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، شاركت شركة الصين المحدودة لإنشاءات السكك الحديدية في بناء المرحلة الثانية من مشروع الاتحاد للسكك الحديدية، وتقوم شركة كوسكو الصينية بتشغيل محطة الحاويات رقم 2 في ميناء خليفة، ما يوضح سرعة الصين وجودتها. الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) تساهم في التطور عالي الجودة لمدن الإمارات من خلال بناء مشاريع عالية الجودة، منها مشروع محطة “إكسبو” لخط المترو الخاص بعام 2020 في دبي ومطار أبو ظبي الدولي وغيرهما. تقوم هذه الشركات بالاضطلاع بالمسؤوليات الاجتماعية، وتشهد أيضا التطور السريع والإنجازات الرائعة للإمارات.
ووفقاً لـ”مئوية الإمارات 2071″، تسعى الإمارات إلى تحول شامل في نموذجها الاقتصادي. وفي العام الماضي، بلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين الصين والإمارات 77.3 مليار دولار. تشير بيانات النصف الأول من العام الجاري 2023 إلى أن قيمة تجارة الإمارات غير النفطية مع الدول المشاركة في بناء “الحزام والطريق” بلغت 305 مليارات دولار والتي تساهم بنسبة 90% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال تلك الفترة.
في العام المقبل، ستحتفل الصين والإمارات العربية المتحدة بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية. وانطلاقا من نقطة تاريخية جديدة، سيكون التشارك في بناء “الحزام والطريق” أكثر ابتكارا وديناميكية، بما يفتح نوافذ جديدة من الفرص للصين والإمارات.