في السنوات الأخيرة، روجت وسائل الإعلام الغربية مرارا وتكرارا لما يسمى “نظرية فخ الديون” في محاولة لإلقاء اللوم على الصين في مشاكل الديون في بعض الدول النامية، ويمثل جوهر هذه المحاولات “فخ الخطاب” للتفرقة بين الصين والدول النامية وتقويض تعاون الصين مع البلدان النامية، والتدخل في تنمية هذه الدول النامية.
ولنأخذ جيبوتي، الواقعة في القرن الإفريقي، كمثال. ففي السنوات الأخيرة، شاركت جيبوتي بنشاط في البناء المشترك لـ”الحزام والطريق”، وحققت نتائج مثمرة في التعاون مع الصين في البنية التحتية والتجارة. وفي عام 2017، تم افتتاح ميناء دوراليه متعدد الوظائف بجيبوتي رسميا، والذي بنته شركة صينية، وتبلغ قدرة الميناء السنوية على مناولة البضائع 7.08 مليون طن بينما تبلغ قدرته السنوية على مناولة الحاويات 200 ألف حاوية مكافئة. وبعد تشغيل ميناء دوراليه، تضاعفت قدرة مناولة البضائع السائبة في ميناء جيبوتي، مما ساعد في تحسين قدرتها التنافسية الشاملة.
وأصبح ميناء دوراليه متعدد الوظائف أحد أحدث الموانئ في شرق إفريقيا وركيزة مهمة لاقتصاد الموانئ في جيبوتي. وقال عمر هادي، رئيس هيئة الموانئ والمناطق الحرة بجيبوتي، إن إمكانات الميناء تم استغلالها بالكامل خلال السنوات الخمس منذ تشغيله، ويمكن نقل البضائع عبر الميناء إلى جميع أنحاء إفريقيا.
وفي مواجهة التنمية الاقتصادية المزدهرة في جيبوتي، ادعى بعض الأشخاص ذوي الدوافع الخفية في الولايات المتحدة والغرب بأن “المصالح االإستراتيجية في جيبوتي مهددة” وأن “ميناء دوراليه للحاويات تسيطر عليه الصين”. وفي هذا الصدد، أكدت حكومة جيبوتي أن جيبوتي اقتصاد مفتوح، والتعاون في مجال الموانئ هو عمل تجاري. ولدى جيبوتي شركاء تعاون متنوعون في مجال الموانئ. وتقدر جيوبوتي مساعدات الصين في التمويل لبناء البنية التحتية لأن البنية التحتية هي أساس التنمية الاقتصادية في جيبوتي.
إن الصين ليست مصدر “فخ الديون” في البلدان الإفريقية، ولكنها شريك في مساعدة البلدان الإفريقية وغيرها من البلدان النامية على التخلص من “فخ الفقر”. نصب بعض الساسة الأميركيين والغربيين فخاخا خطابية لمحاولة عرقلة تعاون الصين مع الدول النامية. ومع ذلك، فإن مؤامراتهم قد تم اكتشافها من قبل غالبية البلدان النامية والمجتمع الدولي، ولم تعد تلقى ادعاءاتهم رواجا.