شبكة طريق الحرير الاخبارية

الذكرى المئوية لميلاد القائد العظيم حيدر علييف في جمهورية اذربيجان

(الجزء الاول)

بقلم   سعادة السيد / تورال رضاييف

سفير جمهورية اذربيجان لدى الجزائر 

يحتفل شعب أذربيجان هذا العام بالذكرى المئوية لميلاد القائد العظيم حيدر علييف. تم إعلان عام 2023 “عام حيدر علييف” في أذربيجان. تقام خلال هذه السنة  العديد من الفعاليات في أذربيجان وفي بلدان مختلفة، بما في ذلك الجزائر. 

يولي شعب أذربيجان احتراما كبيرا لذكرى قائده الأكبر.وكانت أعظم أمنيات القائد العظيم حيدر علييف هي أن يرى مدينة شوشا و منطقتي كاراباغ وزنجازور حرة. لقد حقق جيشنا حلمه وحلم جميع شعب أذربيجان وجميع الأذربيجانيين في العالم.
لقد خدم حيدر علييف شعبه بإخلاص في جميع الأوقات. خلال فترة أذربيجان السوفياتية – 1969-1982، قاد اقتصاد أذربيجان من الأماكن الأكثر تخلفا إلى الأماكن الأكثر تقدما. وقد تشكلت الإمكانات الصناعية والاقتصادية لأذربيجان المستقلة في تلك السنوات حيث تم تدريب الموظفين في أذربيجان المستقلة ويعملون اليوم على ضمان تطورنا العام.
كان حيدر علييف عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي في الفترة 1982-1987، وباعتباره النائب الأول لرئيس الحكومة السوفياتية، كان دائما يهتم بأذربيجان. ونتيجة لهذه الرعاية والاهتمام، تطورت أذربيجان بنجاح في تلك السنوات. بدأت مآسي الشعب الأذربيجاني بعد خروج زعيمه الحكيم حيدر علييف من السلطة السياسية. وبعد استقالته عام 1987، أثار القوميون الأرمن ورعاتهم في الحكومة السوفياتية مسألة إزالة مقاطعة ناغورنو كاراباغ سابقا المتمتعة بالحكم الذاتي القائمة آنذاك من أذربيجان ونقلها إلى أرمينيا، وبدأت مآسي الشعب الأذربيجاني منذ ذلك اليوم.

إن قوة حيدر علييف وحكمته بشكل عام، كدليل على حمايته لأذربيجان مثل المظلة. على الرغم من أنه كان خارج النشاط السياسي لبعض الوقت، إلا أن القائد العظيم عاش دائما مع مصالح أذربيجان، وكان قلبه ينبض معها، وفي الأيام الصعبة التي مر بها شعبنا – بعد مأساة 20 يناير 1990، نقل مرة أخرى الصوت الحقيقي لشعبنا للعالم. وفي 21 يناير، حضر إلى الممثلية الدائمة لأذربيجان في موسكو ورفع صوته الصحيح وأدان هذا العمل الدموي الذي قامت به قيادة الاتحاد السوفياتي وأدلى ببيان للعالم حول هذه المذبحة.

بعد عامين من هذا الخطاب التاريخي لحيدر علييف، انهار الاتحاد السوفياتي، أي أن هذا التصريح كان يتطلب شجاعة كبيرة في ذلك الوقت، وكان يتطلب وطنية حقيقية، – بالطبع، بعد هذا التصريح، شنت الآلة القمعية للاتحاد السوفياتي حملة واسعة النطاق. للهجوم على حيدر علييف، وإقامته في موسكو لم تكن ممكنة بالفعل. وفي جويلية 1990، جاء إلى مدينة باكو من موسكو، لكن القيادة الأذربيجانية آنذاك استمرت في اضطهاده. ويبدو أن عامل حيدر علييف، كونه زعيما قويا، أثار قلق السلطات المحلية، وفي الواقع، نتيجة للضغوط عليه، ذهب إلى مسقط رأسه – منطقة ناختشيفان وبدأ العيش هناك.
في ذلك الوقت، استمرت أيام ناختشيفان الصعبة، وكانت تحت الحصار الكامل. بشكل عام، كانت هناك تهديدات كبيرة لبقاء ناختشيفان في المستقبل. إذا كان الأرمن خططوا لاحتلال كاراباغ في التسعينيات، فقد خططوا أيضًا للاستيلاء على ناختشيفان. كان احتلال ناختشيفان جزءًا من خطط المسلحين الأرمن. حيدر علييف قام بحماية ناختشيفان من الاحتلال الأرمني. تم وضع الأعداء الأرمن في مكانهم وعاش ناختشيفان وظل صامداً رغم صعوبة الأمر وفي ظل ظروف الحصار.
تعتبر فترة ناختشيفان ذات أهمية كبيرة لأنشطة حيدر علييف المستقبلية. على الرغم من ضغوط الحكومة الشيوعية في أذربيجان، اختاره الشعب كزعيم له ، وكان هذا احتفالًا حقيقيًا بالديمقراطية. لقد كان شعبنا متحداً بشكل وثيق حول قائده، ونتيجة لحزم حيدر علييف ونشاطه، لم تخضع أراضي ناختشيفان للاحتلال الأرمني.

بدأ طريق أذربيجان نحو الاستقلال انطلاقا من ناختشيفان. بمبادرة من حيدر علييف، تم إنشاء العلم ثلاثي الألوان لجمهورية أذربيجان الديمقراطية كعلم للدولة في جلسة المجلس الأعلى لناختشيفان. تمت إزالة عبارة “الاشتراكي السوفياتي” من اسم جمهورية ناختشيفان الاشتراكية السوفياتية المتمتعة بالحكم الذاتي، وتمت إزالة فرقة البندقية الآلية، التي كانت وحدة عسكرية تابعة للاتحاد السوفياتي ثم روسيا، من ناختشيفان. ترك حيدر علييف صفوف الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي، حيث خدم فيه لسنوات عديدة، بسبب المأساة التي ارتكبها الجيش السوفياتي ضد شعب أذربيجان، والطريق إلى الاستقلال بدأ فعلياً من ناختشيفان.

يرتبط النظام السياسي الحديث في أذربيجان باسم حيدر علييف. في نوفمبر 1992، أدى تأسيس حزب أذربيجان الجديد في ناختشيفان وانتخاب حيدر علييف رئيسًا للحزب إلى ظهور نظام سياسي حديث في أذربيجان. لأن حزب أذربيجان الجديد تم إنشاؤه كحزب معارضة، كمعارضة للحكومة الحالية المناهضة للقومية. أصبح حزب أذربيجان الجديدة القوة السياسية الرائدة في أذربيجان.

ومن المؤسف أن مشكلة أذربيجان مثل كاراباغ لم تجد حلا لها. واحتلت الأراضي من قبل القوات المسلحة الأرمينية، وتم احتلال مدينة شوشا، لؤلؤة أذربيجان، في ماي 1992. وبعد احتلال شوشا، أصبح مصير مدينة لاتشين في خطر كبير تقريبًا، وبعد عشرة أيام تم احتلال مدينة لاتشين أيضًا. وفي افريل 1993، تم أيضًا احتلال منطقة كلبجار في أذربيجان، مما أدى إلى إنشاء اتصال جغرافي بين كاراباغ وجمهورية أرمينيا.

في هذه الفترة الصعبة نهض شعب أذربيجان وطالب بحيدر علييف، لانهم رأوا طريق الخلاص في شخصه. حيدر علييف، الذي جاء إلى مدينة باكو من منطقة ناختشيفان بناءا على طلب الشعب في تلك الفترة الصعبة، اصبح المنقذ لدولة أذربيجان المستقلة الفتية، بالمعنى الحقيقي للكلمة. ولأن استقلالنا كان يضيع، واحتلت القوات المسلحة الأرمنية أراضينا، ولم تنشأ النزعة الانفصالية في أجزاء مختلفة من بلدنا، وكانت أذربيجان على وشك التفكك، واستولت العديد من الجماعات المسلحة في البلاد بالفعل على السلطة أو السلطات في اتجاهات مختلفة. بعد الاحتلال الأرمني، بدا التعسف، 

واللصوصية، والفوضى في  أذربيجان و كان الوضع هكذا في اذربيجان في عام 1993. ربما يستطيع جيل الشباب الآن أن يتعلمها من الكتب. لكننا، الأشخاص الذين عشنا ذلك الوقت، نتذكر تلك الاحداث جيدًا ويجب ألا ننسى تلك الأيام أبدًا.
إن الثقة التي حظي بها حيدر علييف أظهرت مرة أخرى حكمة الشعب الأذربيجاني. تم انتخاب حيدر علييف رئيسًا لجمهورية 

أذربيجان في أكتوبر عام 1993 بأغلبية كبيرة من الأصوات. بدأت الإصلاحات الجادة على الفور. تم تنفيذ الإصلاحات في المجال السياسي، وتم ضمان جميع الحريات. وأُلغيت الفوضى وقواعد الرقابة المناهضة للديمقراطية التي فرضتها القوى المحلية التي يسيطر عليها الأجانب. 

انفتحت أذربيجان على العالم وانتهت عزلتها الدولية. ولأن أراضينا كانت تحت الاحتلال، نتيجة للفرص والأنشطة الواسعة للوبي الأرمني في العالم، كان هناك تصور في العالم الدولي بأن أذربيجان قد غزت اراضي ارمينيا. بعد ذلك، بذلت جهود دبلوماسية كبيرة، وتم نقل حقائق كاراباغ إلى المجتمع الدولي، واتخذت المنظمات الدولية قرارات عادلة بشأن الاحتلال وعززت موقف أذربيجان.