شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم فاتن دونغ، صحفية صينية
يحتفل الصينيون في أنحاء العالم هذه الأيام بعيد منتصف الخريف والذي يوافق 29 سبتمبر هذا العام. يعرف عيد منتصف الخريف أيضا بـ“عيد القمر” و“عيد لم الشمل“، وهو ثاني أهم عيد تقليدي بعد عيد الربيع بالنسبة للصينيين، ويكون الاحتفال به سنويا في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن حسب التقويم القمري الصيني. ومن ضمن أنشطة الاحتفال اجتماع العائلة والاستمتاع بالقمر وتناول كعكة القمر وإهداء الأقارب والأصدقاء والاحتفال بالحصاد وغيرها.
إن العامل الأساسي المتعلق بنشأة عيد منتصف الخريف تاريخيا هو عادة عبادة القمر في العصور القديمة طلبا للنعمة. وفقا للسجلات التاريخية، بدأ الصينيون في الاحتفال بعيد منتصف الخريف على نطاق واسع خلال عهد أسرة تانغ (عام ٦١٨–٩٠٧م). وفي ذلك الوقت، كان الناس قد ربطوا بالفعل اكتمال القمر بلم الشمل، حيث يجتمع أفراد العائلة ليلة اكتمال القمر كل الشهر الثامن للاحتفال، كما يجتمع الأصدقاء لاستمتاع بالقمر وتأليف القصائد. كما يتم التناول في هذا العيد كعكة خاصة تأخذ شكل البدر، وعند الأكل يقومون بقطع الكعكة إلى عدة أجزاء ويأخذ كل فرد من العائلة قطعة ويأكله مما يدل أنهم مجموعة متقاربة.
مع مرور الوقت، أصبح موضوع لم الشمل أكثر وضوحا وأهمية في عيد منتصف الخريف. يولي الناس أهمية كبيرة لمراسم لم شمل الأسرة، حيث يمكنهم من خلالها تجربة فرحة وسعادة كبيرة. إذا كان هناك أطفال بعيدون عن المنزل في هذا اليوم ولا يمكنهم العودة، فسيشعر كل من الوالدين والأطفال بالأسف.
وفي يومنا هذا، لم يعد الصينيون يعبدون القمر أو يقومون بتأليف القصائد في هذا العيد، بل يقومون بلم الشمل وتناول كعكة القمر وإهداء هدايا لتعزيز الارتباط بين الأقارب والأصدقاء، كما يقومون بأنشطة مثل الاستمتاع بالقمر وركوب القوارب لتقدير الجمال الطبيعة والاقتراب منها وتعزيز العلاقة المتناغمة بين الإنسان والطبيعة.
وأيضا من التقاليد المتزامنة مع هذا العيد أن تقدم مجموعة الصين للإعلام سهرة خاصة تجمع بين الثقافة والفن في ليلة العيد، يقام حفل الخريف هذا العام في مدينة يي بين بمقاطعة سيتشوان، والتي تعرف باسم “المدينة الأولى على نهر اليانغتسي“، ويستخدم الحفل قصص صينية صادقة ومؤثرة لربط الماضي والحاضر والمستقبل، ليرث الذاكرة الثقافية للصين. وعادة ما يجتمع الصينيون مع أسرهم لتناول العشاء مستمتعين بهذه السهرة التقليدية.