شبكة طريق الحرير الاخبارية/

تقرير اخباري من إعداد: عبد القادر خليل

مدير شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية

أقامت سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الجزائر حفل استقبال بمناسبة الذكرى 74 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية تحت اشراف سعادة السفير لي جيان. ويتزامن العيد الوطني الصيني لهذا العام مع عيد منتصف الخريف.

حضر الاحتفالية اعضاء السفارة و وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني، وممثلين عن الاحزاب السياسية في الجزائر، بالإضافة إلى سفراء الدول والملحقين العسكريين المعتمدين بالجزائر، وكذا عدد كبير من الضيوف يمثلون كبار المؤسسات الصينية والجزائرية ووسائل الاعلام الصينية والمحلية…

وبهذه المناسبة السعيدة، تزين بهو قصر الثقافة بمعارض تبرز جانبا من التراث الثقافي الصيني من المصنوعات التقليدية اليدوية، وصورا للمشاريع الكبرى التي أنجزتها الشركات الصينية في الجزائر، كما تم عرض وتقديم كعكة القمر لعيد منتصف الخريف، لتعكس تنوع وثراء التراث الثقافي والحضاري الصيني.

وفي كلمة السفير لي جيان، قال أن جمهورية الصين الشعبية الجديدة وعلى مدى 74 عاما، تسير على طريق التنمية المستدامة، و أقامت علاقات وثيقة مع العديد من دول العالم بما فيهم الجزائر.

كما نوه السفير لي جيان باهمية هذا العام بالنسبة للبلدين الصديقين، إذ يصادف الذكرى 65 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين و الجزائر، والذكرى 60 لارسال الصين أو فرقها الطبية للجزائر، والذكرى 60 لأول زيارة لرئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي إلى الجزائر، و أيضا الذكرى 40 لبداية التعاون بين البلدين في مجال الصناعة الدفاعية. جميعها محطات تاريخية هامة و خالدة نسجت روابط متينة للتعاون والصداقة الحقيقية، و شيدت جسرا صلبا نحو مستقبل حيوي ومشرق للعلاقات بين البلدين.

اشاد لي جيان بالمستوى العالي الذي بلغته الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وخاصة بعد الزيارة الهامة و الناجحة للرئيس عبد المجيد تبون إلى الصين في يوليو الماضي، بدعوة من الرئيس شي جين بينغ، وهي الزيارة الأولى منذ توليه منصب رئيس الجمهورية، و أول زيارة لرئيس جزائري منذ 15 عاما.

تعد الصين أحد أهم الشركاء للجزائر في المجال الاقتصادي والتجاري، فقد بلغ حجم التجارة الثنائية خلال الثمانية أشهر الأولى من هذا العام، 6,52 مليار دولار بزيادة 42٫8 على أساس سنوي.

لقد ساهمت زيارة الرئيس تبون للصين و لقائه بالرئيس شي في تعميق اواصر الصداقة التقليدية الوطيدة التي تربط البلدين، وفي رسم إستراتيجية جديدة وخريطة طريق عملية نحو شراكة إستراتيجية شاملة بين الصين و الجزائر. وذلك ما وثقه البيان المشترك ، وما تعكسه اتفاقيات التعاون ال 19 الموقعة بين الطرفين في مجالات متعددة مثل صناعة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة والطاقة النووية والفضاء وغيرها… إضافة إلى ال 12 وثيقة تعاون المبرمة خلال انعقاد منتدى رجال الأعمال الصينيين و الجزائريين المنعقد على هامش هذه الزيارة وحضره ما يزيد عن 150 شركة من البلدين، فقد اضحت الجزائر مناخا استثماريا مناسبا وجذابا للشركات الصينية في قطاعات كثيرة ومنها السياحة والزراعة الحديثة والاقتصاد الرقمي والمدن الذكية… الخ.

إن الصين و الجزائر رغم بعد المسافة الجغرافية بينهما والتباين في خلفياتهما الثقافية، يضيف السفير، تربطهما علاقات تقليدية متميزة، وتعاونهما الودي ضارب جذوره في اعماق التاريخ ويزداد صلابة يوما بعد يوم، تجمعهما مواقف ومباديء متشابهة والتفاهم المتبادل. كلاهما عانى من العدوان والقمع الاستعماري، فخاضا نضال التحرر الوطني بكل شجاعة وبطولة وقدما تضحيات جسام بالدماء والارواح. وعلى مدى تلك السنوات الماضية ساندا البلدان بعضهما البعض في السراء والضراء، وأبرزا مثالا للصداقة الحقيقية.

ويتمسك البلدان بالدفاع وبقوة عن سيادتهما و استقلاليتهما الوطنية ووحدة وسلامة اراضيهما، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. ويتمتعان بأفكار متطابقة حول السياسات الدولية المرتبطة بمواثيق الأمم المتحدة، ويرافعان من أجل التعددية القطبية ويعارضان الهيمنة وسياسة القوة.

يتمتع البلدان بمفهوم التنمية المشتركة ووضع مسار تنموي قائم على وضع الشعب في المقام الأول، ويعملان يدا بيد وبكل ارادة وحزم على تحقيق اهدافهما السامية من أجل التنمية والرخاء للوطن وسعادة الشعب ونهضة الأمة. فالصين وبقيادة الحزب الشيوعي الصيني تعمل على توحيد الشعب الصيني وقيادته نحو تحقيق الهدف المنشود لبناء دولة اشتراكية حديثة وقوية على نحو شامل. ومن جانبها القيادة الجزائرية تعمل وبكل جهودها من أجل بناء الجزائر الجديدة وتحقيق التنمية وتحسين معيشة الشعب.

ستواصل الجزائر والصين ترسيخ مفاهيمها ومواقفهما من أجل بناء نظام عالمي جديد يكون أكثر عدلا وانصافا، فكلامها قوة مهمة على الصعيدين الاقليمي والدولي. وستعملان على خلق ديناميكية جديدة نحو تعزيز العلاقات الودية بينهما إلى أعلى المستويات وتحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعبيهما، وتسوية النزاعات الاقليمية ومواجهة التحديات الدولية وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.