CGTN العربية/
يصادف اليوم يوم الأغذية العالمي، وقد حذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من أن العالم، يقترب من أسوأ أزمة غذاء له منذ 50 عاما متأثرا بوباء كورونا الجديد، تشير الإحصاءات إلى أنه هناك ما يقرب من 690 مليون شخص (8.9% من سكان العالم) يعانون من المجاعات حاليا.
على الصعيد الآخر، فإن كمية النفايات الغذائية العالمية كل عام في ازدياد.
وفقا لتقرير وضع الأغذية والزراعة في العالم لعام 2019 الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في أكتوبر 2019، فقد عانى حوالي 14% من المواد الغذائية في العالم من الخسائر من بعد الحصاد إلى ما قبل البيع بالتجزئة.
العالم يقترب من أسوأ أزمة غذائية له منذ 50 عاما
على عكس الماضي، فمع استمرار انتشار الوباء، تأثرت روابط متعددة في إنتاج الغذاء العالمي والخدمات اللوجستية والاستهلاك. في أبريل من هذا العام، قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن الوباء قد أثر بالفعل على نظام الغذاء العالمي وأدى إلى تفاقم مشاكل الغذاء الحالية.
على مستوى الإنتاج، يؤثر الوباء على مدخلات العمالة الزراعية وعوامل الإنتاج ذات الصلة؛ على المستوى اللوجستي، يؤثر التدفق المحدود للأشخاص والمواد الناجم عن الوباء على اللوجستيات الغذائية؛ على مستوى الاستهلاك، أدى الوباء إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وقد أثر انخفاض الدخل والبطالة والإمدادات الغذائية المحدودة في السوق المحلية على وصول المواد الغذائية إلى من يحتاج إليها في الوقت المناسب.
يقول سون تشي لو، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، أن الناس هم محور الإنتاج الزراعي والمعالجة والتداول، وبالتالي فإن للوباء تأثير خطير بشكل على الزراعة، بمجرد كسر سلسلة التوريد الزراعية، يصبح من الصعب التعافي.
الصينيون يحافظون على أمنهم الغذائي ابتداء من حملة “طبق نظيف” لمواجهة اهدار الطعام!
أكد مقال تحليلي نشرته منظمة الأغذية والزراعة سابقا أنه في إستراتيجية الحد من هدر الطعام، مقارنة بتدابير مثل إعادة التدوير ودفن النفايات، فإن تقليل الخسائر هو الإجراء الأكثر صداقة للبيئة. يعتقد المقال أن المنتجات الغذائية لها تأثير كبير على الموارد الطبيعية، وأن الحد من هدر الطعام هو أفضل وسيلة طويلة الأجل لحماية الموارد.
في الصين، أطلقت البلاد حملة “طبق نظيف” لمواجهة اهدار الطعام منذ عام 2013. هذا العام، أصبحت “حملة “طبق نظيف” لمواجهة اهدار الطعام” كلمة بحث مفتاحية على الإنترنت.
في أغسطس، أطلقت الإدارات المعنية في صناعة المطاعم الصينية “اقتراحا بشأن وقف اهدار الطعام “ونشر عادات الترشيد في المطاعم الوطنية، وشجعت الشركات التي تستخدم صالات الطعام بطرح مكافآت وعقوبات صارمة وتذكير الموظفين بأخذ كميات صغيرة من الطعام وحسب الحاجة، ما عزز تنفيذ المبادرة.
وفي وقت سابق، دعت جمعيات تقديم الطعام في مقاطعات متعددة أيضا إلى اتخاذ إجراءات على مستوى الصناعة، بما في ذلك عدم تضليل المستهلكين باستخدام الوجبات كبيرة الكميات، وتقديم نصف وجبة عند الطلب، ومكافأة “طبق نظيف”.
في هذا العام، ومع تنفيذ إجراءات مثل الكشف عن سلوكيات الإسراف، وتقديم طلبات طعام، أطلقت المطاعم أطباق “نصف الكمية”… انتشر الاتجاه المتمثل في “معارضة الاهدار وممارسة الاقتصاد الدقيق” في جميع أنحاء البلاد.
في بعض المدن كانت النتائج مبهرة للغاية. مثلا في مدينة تشونغتشينغ، استمر ترشيد استهلاك الطعام في التحسن بعد الوباء هذا العام، وانخفض متوسط جمع ونقل مخلفات الطعام يوميا في المنطقة الحضرية المركزية بالمدينة الرئيسية في سبتمبر بنسبة 2.15% على أساس سنوي. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت ايضا كمية النفايات الغذائية في الجامعات ومطاعم الشركات في العديد من الأماكن بشكل كبير.
في هذا العام الخاص، يحتاج الجميع إلى ترشيد استهلاك الطعام والبدء بنفسه.