شبكة طريق الحرير الاخبارية/
“المحرر” ويوم القوات المسلحة الوطنية البوليفارية
بقلم دكتورة كريمة الحفناوى
كاتبة مصرية، عضو الاتحاد الدولى للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.
فى مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، تم عرض فيلم “المحرر” فى يوم الخميس الموافق السادس من يوليو 2023، بمناسبة احتفال سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية، بالذكرى السنوية (212) لتوقيع الميثاق الوطنى ويوم القوات المسلحة الوطنية البوليفارية. تم عرض الفيلم بحضور مساعد وزير الخارجية المصرى لشؤون الامريكتين حازم فهمى وحشد من السفراء وممثلى مجموعات التضامن مع الشعب الفنزويلى، وممثلى الأحزاب السياسية، والصحفيين والإعلاميين أصدقاء جمهورية فنزويلا البوليفارية وشعبها. وكان فى استقبال الحضور السيد ويلمر أومار بارينتوس سفير دولة فنزويلا بالقاهرة، والسيدات والسادة أعضاء السفارة
يدورفيلم “المحرر” حول العسكرى والسياسى الفنزويلى سيمون بوليفار1783 – 1830) أحد أهم المساهمين فى استقلال دول أمريكا اللاتينية عن الإمبراطورية الأسبانية فى القرن التاسع عشر، وعن خوضه أكثر من مائة معركة ضد الاستعمار الأسبانى ممتطيا حصانه لمسافة تتخطى السبعين ألف ميل.
والفيلم من وجهة نظرى رائع متدفق الأحداث، مع تصوير وإضاءة عالية التقنية، وموسيقى ملائمة ويسلط الضوء على حياة المحرر القائد والأب الروحى للثورة البوليفارية سيمون بوليفار، وتصدية لمحاولة تقسيم وفصل فنزويلا عن كولومبيا الكبرى، ويستعرض الفيلم مدى شعبية هذا المحارب وحب الشعب له، وإصرارة على خوض معارك التحرير لطرد الاستعمار الأسبانى، ورفضه أن يتوج ملكا على بيرو عندما عرضوا عليه ذلك، وكان رده “إما أن أكون المحرر وإما أن أموت”.
قامت الثورة البوليفارية على قيم الحرية والمساواة والعدالة والسلام الدولى، وأصبح سيمون بوليفار رمزا للوحدة الوطنية، والنضال المستمر، والتضحية بالنفس، من أجل الحرية والعدالة والأخلاق العامة ورفاهية الشعوب.
ويعتبر سيمون بوليفار الذى ولد فى مدينة كاراكاس بفنزويلا فى 24 يوليو 1783 وتوفى عام 1830 عن 47 عاما هو الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الأسبانية ل 6 دول فى أمريكا الجنوبية (بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، وبيرو، وفنزويلا) كما كان له الأثر الأكبر فى تحرر الأرجنتين وشيلى.
إن معركة الاستقلال بدأت فى 19 إبريل 1810 حين أسس مجلس كاراكاس لحركة ناجحة من أجل خلع الحاكم الأسبانى وسرعان ماحذت حذوه مقاطعات فنزويلية، وبدأت حركة الاستقلال فى كل أنحاء فنزويلا، وحينها اندلعت حرب أهلية بين من يؤيدون الاستقلال، ومن يعتبرون أنفسهم مازالوا جزءً من الملكية الأسبانية، ولكن قاد سيمون بوليفار معركة الاستقلال التام متأثرا بأفكار عصر التنوير وقدوة الثورة الفرنسية، وتم إعلان استقلال فنزويلا فى 5 يوليو 1811 وتأسست بذلك جمهورية فنزويلا الأولى، وسقطت هذه الجمهورية فى 1812.
بعد ذلك قاد سيمون بوليفار حملة كبيرة بهدف استعادة فنزويلا، مؤسسا جمهورية فنزويلا الثانية عام 1813، ولم تصمد أيضا هذه الجمهورية وسقطت جراء مجموعة من الانتفاضات المحلية وإعادة الغزو الملكى الأسبانى.
ولم تحقق فنزويلا استقلالا مستمرا عن الاستعمار الأسبانى باعتبارها جزء من كولومبيا الكبرى إلا حين اندرجت ضمن أهداف حملة بوليفار للتحرير، ففى 17 ديسمبر 1819 أعلن “مؤتمر انجوستورا” كولومبيا الكبرى” دولة مستقلة، وبعد عامين من الحروب نالت الدولة استقلالها عام 1821 تحت قيادة المحرر سيمون بوليفار وشكَّلت فنزويلا مع كولومبيا، وبنما، والإكوادور وبيرو دولة (كولومبيا الكبرى) حتى عام 1830 وهو العام الذى انفصلت فيه فنزويلا عن كولومبيا الكبرى وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة.
وعلى خطى المحرر بوليفار سار الرئيس هوجو شافيز الذى عاش من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعبه، وإنصاف الفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأسس نموذجا للديمقراطية التشاركية، كما وقف ضد الإمبريالية الأمريكية وضد هيمنتها وسيطرتها على العالم وعلى المناطق النفطية والثروات والأسواق، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية من برجواى ونيكاراجوا وبوليفيا والبرازيل مواجهة الاحتكارات البترولية مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية وتدعم المعارضة اليمينية لضمان مصالحها. كما تبنى الرئيس هوجو شافيزالقضايا العربية الهامة ومنها دعم القضية الفلسطينية ضد الوحشية الصهيونية.
ومازال الشعب الفنزويلى بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو صامدا ويواجه بكل شجاعة مافرضته الولايات المتحدة الأمريكية من عقوبات جائرة على فنزويلا من أجل تركيع شعبها ومن أجل فرض حكومة خاضعة وتابعة لأمريكا.
إن الفنزويليين يحيون بفخر وطنى الذكرى 212 لتوقيع معاهدة استقلال فنزويلا التى تضمنت “نعلن نحن ممثلو مقاطعات فنزويلا الموحدة، أن المقاطعات ستكون بالواقع والقانون دولا حرة ذات سيادة ومستقلة، وأن تكون معفاة من كل خضوع وتبعية”.
إن اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا فى الذكرى (212) لتوقيع الميثاق الوطنى، ويوم القوات المسلحة الوطنية البوليفارية، تعلن تضامنها مع دولة فنزويلا دولة وشعبا ورئيسا، ضد هيمنة القطب الأمريكى وسياساته الرأسمالية المتوحشة التى تقوم على نهب ثروات الشعوب، وفرض العقوبات الاقتصادية لإخضاعها. كما تطالب اللجنة الشعبية برفع العقوبات الجائرة عن فنزويلا وكافة الدول من أجل عالم يسوده الاستقرار، ومن أجل نهضة وتقدم البلاد لتحقيق مصالح الشعوب فى النمو والرخاء والعدالة الاجتماعية ومن أجل عالمٍ خالً من العنف، يسوده السلام.
لقد خلد التاريخ سيرة المحررسيمون بوليفار باعتباره أحد قادة حروب الاستقلال العظماء وباعتباره رمزا قاد معارك استقلال دول أمريكا اللاتينية ضد الاستعمار الأسبانى، وفى جمهورية مصر العربية، يوجد له تمثال فى الميدن الذى يحمل اسمه بالقرب من ميدان التحرير أحد أهم ميادين القاهرة.