Friday 27th December 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

عقب زيارة بلينكن لبكين… ما مستقبل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

منذ سنتين في 21/يونيو/2023

شبكة طريق الحرير الاخبارية/

 

عقب زيارة بلينكن لبكين… ما مستقبل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

بقلم وانغ مو يي

صحفية وكاتبة صينية 

 

زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الصين في الفترة من 18 إلى 19 من الشهر الجاري، وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى إلى الصين منذ خمس سنوات، ويعتبر بلينكن أول وزير خارجية أمريكي يلتقي مع الرئيس الصيني منذ عام 2018. رغم أن الزيارة لمرة واحدة ليست كافية لتصحيح مسارالعلاقات بين البلدين، إلا أنها ترسل بعض الإشارات الإيجابية.

كانت زيارة بلينكن إلى الصين عقب اللقاء بين الرئيس الصيني شي جين بيغ ونظيره الأمريكي جو بايدن على هامش قمة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية في العام الماضي. واتفق الزعيمان على ضرورة الحفاظ على التواصل بين الجانبين واتخاذ الإجراءات لتجنب النزاعات غير الضرورية. وتأتي الزيارة الحالية بعد أربعة أشهر من زيارة كان من المفترض أن يقوم بها بلينكن، لكنها تأجلت من قبل الولايات المتحدة بسبب ما يسمى باكتشاف منطاد تجسس صيني مشتبه به في المجال الجوي الأمريكي، مما أدى إلى تدمير فرصة نادرة للتبادلات رفيعة المستوى بين الجانبين.

تأتي فترة خالية من الزيارات رفيعة المستوى في وقت المنافسة الشديدة بين الصين والولايات المتحدة. وخلال الأشهر التي تلت زيارة بلينكن المؤجلة إلى الصين، ضغطت حكومة بايدن على حلفائها مثل اليابان والهند وأستراليا للانضمام إليها في الحد من مبيعات المعدات الرئيسية لصناعة الرقائق إلى الصين. وتحركت الولايات المتحدة لتوطيد التحالفات العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهندي، بما فيها التحالف مع اليابان والهند وأستراليا، التي تشارك في الحوار الأمني الرباعي، واتفقت مع الفلبين على استخدام الجنود الأمريكيين أربع قواعد عسكرية إضافية على أراضيها. بالإضافة إلى ذلك، تعمل على تطوير الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ مع عشرات الدول، واستبعدت الصين بالتعمد. وتهدف جميع سلوكياتها المذكورة أعلاه إلى تطويق واحتواء صعود الصين وقمعها تحت ستار المنافسة.

إن فتور العلاقات الصينية الأمريكية هو بؤرة الاهتمام العالمي. يحتاج الجانبان إلى تسيير العلاقات واستئناف الحوار للحد من مخاطر وقوع حوادث مترتبة على سوء التفاهم.

خلال زيارة بلينكن، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ معه في بكين 19 يونيو الجاري، حيث شدد شي على موقف الصين بشأن العلاقات الصينية الأمريكية، موضحا أن الصين تحترم المصالح الأمريكية ولا تسعى إلى تحدي الولايات المتحدة أو حل محلها، مضيفا أنه على الولايات المتحدة بالمثل احترام الصين وعدم الإضرار بالحقوق والمصالح المشروعة للصين، ومعربا عن أمله في إعادة علاقة البلدين إلى مسارها الطبيعي والمستقر. من جانبه، نقل بلينكن تطلعات بايدن إلى الحفاظ على خطوط اتصال مفتوح، ومشددا على أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعودة إلى الأجندة التي وضعها الرئيسان في اللقاء في جزيرة بالي ومتطلعا إلى انخراط رفيع المستوى مع الجانب الصيني والحفاظ على الاتصالات دون عوائق وإدارة الخلافات بمسؤولية والسعي وراء الحوار والتبادلات والتعاون.

وفي نفس اليوم، التقي وانغ يي مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بوزير الخاريجة الأمريكي بلينكن. وفي اليوم السابق، أجرى تشين قانغ، وزير الخارجية الصيني محادثاته. 

مازال يعد شأن تايوان أحد الموضوعات المهمة للاجتماع بين الجانبين. حول شأن تايوان، أكد وانغ يي أن الصين لن تتنازل أبدا، كما أشار تشين قانغ إلى أن شأن تايوان هو جوهر المصالح الرئيسية للصين وهو أهم شؤون وأبرز المخاطر في العلاقات الصينية الأمريكية.

 بعد اللقاء بين الرئيسين الصيني والأمريكي في جزيرة بالي، واصلت الولايات المتحدة تجاهل مخاوف الصين الرئيسية حول شأن تايوان. على سبيل المثال، مرت السفن العسكرية الأمريكية بمضيق تايوان، ودعمت الولايات المتحدة قوى “استغلال تايوان” بطرق متعددة، وصعدت التوتر في مضيق تايوان من خلال بيع الأسلحة لتايوان، ووقعت “مبادرة القرن الحادي والعشرين التجارية” مع تايوان، الأمور التي تحدت مرارا وتكرارا الخط الأحمر للصين، حيث حثت الصين مرة أخرى الولايات المتحدة على الالتزام بمبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة واحترام سيادة الصين وسلامة أراضيها ومعارضة “استقلال تايوان” بإجراءات فعلية.

رغم أن بلينكن أوضح خلال زيارته هذه المرة أن الولايات المتحدة لا تدعم “استقلال تايوان”، إلا أنه قال في مؤتمر صحفي مقام في بكين مساء يوم 19 إن الولايات المتحدة ستضمن قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها. من الواضح أن الولايات المتحدة لا تزال غير مستعدة لتنفيذ وعودها، ولن تتخلى أبدا عن استراتيجيتها المتمثلة في “استخدام تايوان لاحتواء الصين”، ومازال يبقى شأن تايوان الخطر الأبرز في العلاقات الصينية الأمريكية.

قد حققت زيارة بلينكن بعض النتائج الإيجابية لتخفيف التوتر بين الصين والولايات المتحدة، فوافق الجانبان على التنفيذ المشترك للإجماع الهام الذي تم التوصل إليه على هامش قمة “مجموعة العشرين” في جزيرة بالي الإندونيسية، وإدارة الخلافات بشكل فعال وتعزيز الحوار والتبادل والتعاون. ووعد البلدان بمواصلة الحوار. ودعا بلينكن علنيا وزير الخارجية الصيني تشين قانغ لزيارة الولايات المتحدة خلال اللقاء بينهما. ففي الأشهر المقبلة، من المتوقع ان تزداد التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين، وستجرى الزيارات المتبادلة للمسؤولين في مجالات الاقتصاد والتجارة والنقل والثقافة وتغير المناخ. وثانيا، من المحتمل ان تستأنف بعض آليات الحوار القائمة بين الصين والولايات المتحدة، وسيتخذ الجانبان بعض الإجراءات مثل زيادة الرحلات الجوية وتحسين سياسات التأشيرات لتعزيز التبادلات الشعبية.

رغم ذلك، أنه من المستبعد أن تحقق هذه الزيارة “انفراجة مفاجئة” في العلاقة بين بكين وواشنطن، لأنه توجد تناقضات جوهرية بين الصين والولايات المتحدة، فتعد الأخيرة الصين “أهم منافس لها” وتقوم بقمعها واحتوائها بكل ما تستطيع اللجوء به. لكن من أجل دفع البلدين إلى مسار صحي ومستقر، على الجانبين الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح، الأمر لن يفيد البلدين فحسب، بل سيعمل على استقرار العالم. إن العلاقات التعاونية والمربحة للجانبين بين الصين والولايات المتحدة ستساعد في إقامة نظام عالمي مستقر، وهو أمر ذو أهمية إيجابية للعالم.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *