شبكة طريق الحرير الإخبارية/
متابعة: عبد القادر خليل
في يوم 21 مايو، أقامت السفارة الصينية في الجزائر حفلا لإحياء الذكرى الستين لإرسال أول فريق طبي صيني إلى الجزائر.
شهد الحفل حضورا كثيفا من المسؤولين الصينيين والجزائريين، في مقدمتهم من الجانب الصيني نائبة الرئيس للجنة الوطنية ال13 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني رئيسة جمعية الصداقة للشعب الصيني مع الشعوب الافريقية لي بين والوفد المرافق لها، والسفير الصيني بالجزائر لي جيان، ورئيس الدفعة ال27 للفريق الطبي الصيني في الجزائر يانغ يونغ، وكذلك أفراد الفريق الطبي الصيني وممثلو المؤسسات الصينية في الجزائر، ومن الجانب الجزائري نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني وحيد آل سيدي الشيخ، والأمين العام لوزارة الصحة طالحي محمد، وممثلو المستشفيات الجزائرية وكذلك مهتمون بالعلاقة الصينية الجزائرية.
وقالت لي بين في كلمتها، إن الصين على مدار الستين عاما الماضية، تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي أرسلت بعثات طبية إلى دول نامية أخرى في خمس قارات بالعالم لفترة طويلة مجانا، ويمكن القول إن المساعدات الطبية الصينية إلى الخارج هي أوسع مساعدة إنسانية نطاقا وأطولها مدة في العالم.
وأشارت إلى أن الصين أرسلت 30 ألف عضو من البعثات الطبية الصينية، وهم عالجوا 290 مليون مريض، بمن فيهم 27 مليون مريض في الجزائر.
وأشادت بأعضاء البعثة الطبية وقالت إنهم ملائكة في زي أبيض وفي الوقت نفسه سفراء الصداقة للتعبير عن مشاعر طيبة ويحكون قصص الصداقة الشعبية الجزائرية الصينية عمليا، معتبرة أن الأعمال الناجحة للبعثة الطبية الصينية في الجزائر تعد دليلا على الثقة المتبادلة والمشاعر الصادقة التي يكنها الشعبان، وقد أصبح هذا التعاون نموذجا للتعاون الصيني الجزائري.
بدوره، استذكر محمد طالحي إرسال أول بعثة طبية صينية إلى الجزائر في أبريل 1963 بولاية سعيدة، والتي كانت مكونة من 24 طبيبا صينيا لمساندة الجزائر في سد فجوة التكفل الصحي بالجزائريين بعد الاستقلال.
وقال طالحي إن الحفل يدل على عمق العلاقات بين الجزائر والصين حكومة وشعبا، والتي لطالما كانت مبنية على الصداقة المتينة والتضامن والتعاون المتبادلين في شتى المجالات، مؤكدا أن هذا التعاون الذي دخل طورا من التعميق والتنويع يعد بالخير العميم.
وقدم طالحي الشكر الجزيل لكافة أعضاء البعثة الطبية الصينية الحالية والسابقة التي عملت بكل تفان وجهد في سبيل التكفل بالمواطن الجزائري جنبا لجنب مع زملائهم من الأطباء الجزائريين.
من جهته، أكد لي جيان، “ستظل الجزائر والصين تربطهما علاقات اخوة “كما هما بلدان” صديقان جيدان لدعم بناء نظام عالمي اكثر عدلا وانصافا”، مذكرا باتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة لسنة 2014، الاول من نوعه بالنسبة للصين مع دولة عربية.
كما اعتبر لي جيان، مذكرا بالعلاقات العميقة بين البلدين منذ حرب التحرير الوطني واتفاقات التعاون المختلفة الموقعة بين الجزائر والصين، ان التعاون الثنائي الطبي “ليس الا جزء يسير من التعاون القوي بين بلدينا”.
قال لي جيان إن أعضاء البعثة الطبية الصينية تعاملوا مع الشعب الجزائري طيلة 60 عاما من التواجد على أرض الجزائر وكأنهم في مهمة نبيلة وسامية تخص الشعب الصيني وليس الشعب الجزائري، ويشير ذلك إلى التزامهم وحرصهم وكأنهم في بلدهم.
وأضاف أن أعضاء البعثة الطبية الصينية تمكنوا طيلة هذه السنوات من العطاء والتكاتف، من إنقاذ المئات من الأرواح وعلاج المصابين بلا كلل في إطار نكران كبير للذات.
وأوضح أن أعضاء البعثة ساهموا بشكل فعال في تحسين وضع الرعاية الصحية العامة في الجزائر كما أنهم ساهموا أيضا في تعزيز أواصر التعاون والتقارب وتوطيد الصداقة بين الشعبين.
بدوره، قال يانغ يونغ، وهو رئيس الدفعة 27 من البعثة الطبية الصينية في الجزائر، إن البعثة الطبية تسير على خطى ومآثر الجيل القديم من أعضاء البعثة، ووجودها المستمر في الجزائر دليل واضح وراسخ على التعاون الدائم بين البلدين الصديقين في المجال الصحي.
ولفت إلى أن هذا الأمر يدفع أعضاء البعثة أكثر فأكثر، إلى ابتكار طرق جديدة لتقديم المساعدة الطبية خاصة في ظل التقدم التكنولوجي الباهر الذي تشهده الصين.
ويوافق هذا العام الذكرى الـ60 لإرسال الصين أول بعثة طبية لها إلى الجزائر في 6 أبريل 1963.
وحتى الآن، جرى إرسال أكثر من 3500 من الأفراد الطبيين الصينيين، معظمهم من أطباء التوليد والوخز بالإبر، إلى الجزائر لتقديم خدمات طبية مجانية.
وعلى مدى الـ60 عاما الماضية، عالج الأطباء الصينيون نحو 27.37 مليون مريض جزائري وأجروا أكثر من 1.7 مليون عملية جراحية، مجانا، وقد نال تفاني الأطباء الصينيين ومسؤوليتهم وعنايتهم وعملهم الجاد الإشادة من المرضى ومن زملائهم الجزائريين أيضا.
وزار المسؤولون الصينيون والجزائريون معرض الصور لأعمال الفرق الطبية الصينية في الجزائر خلال السنوات الستين الماضية.
كما أقيم حفل توزيع الشارات التذكارية للذكرى الستين لرؤساء فروع الفريق الطبي الصيني في الجزائر، وحفل توزيع شهادات تقدير لممثلي المؤسسات الصينية التي شاركت في مبادرة جمع التبرعات لدعم أعمال الفريق ومستشفيات جزائرية.
والتقطت السيدة لي بين والوفد المرافق لها صورة جماعية مع جميع أعضاء الفريق الطبي الصيني في الجزائر.