شبكة طريق الحرير الإخبارية/
صفحة جديدة للتعاون بين الصين والدول العربية
—الذكرى العاشرة لاقتراح الرئيس شي جين بينغ لمفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية
بقلم وانغ مويي
صحيفة وكاتبة صينية
يشهد العالم اليوم تغيرات تتكشف بطرق غير مسبوقة. منها ظهور وباء كوفيد-١٩ وتغير المناخ والتلوث البيئي والأمن الغذائي ونقص الموارد وركود الاقتصادات كلها تحديات للنظام الدولي وبقاء الإنسان.. في الواقع يعيش الناس بغض النظر عن جنسياتهم ومعتقداتهم، على نفس الأرض، ويتشاركون في مجتمع المصير المشترك. إن نظام القيم العالمي الذي يهدف إلى مواجهة التحديات المشتركة للبشرية قد تشكل تدريجياً واكتسب تدريجياً إجماعا دوليا.
اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة مفهوم “بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية” في مارس عام 2013، وفي سبتمبر من نفس العام، طرح شي البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، التي تعتبر ممارسة عملية لتحقيق بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. عقد مضى وتحول البناء المشترك للمبادرة “الحزام والطريق” من رؤية إلى حقيقة، وأصبح أكبر منصة تعاون دولي في العالم اليوم..
تعد الدول العربية جزءا هاما من حضارة طريق الحرير وشريكا طبيعيا لمبادرة “الحزام والطريق”. حتى الآن، وقعت الصين وثائق تعاونية لـ “الحزام والطريق” مع 21 دولة عربية وجامعة الدول العربية. وتم مواءمة مبادرة “الحزام والطريق” الصينية مع “رؤية المملكة العربية السعودية 2030″، و”استراتيجية الطاقة المستدامة والمتكاملة في مصر حتي عام 2035″ و”رؤية قطر الوطنية 2030″ و”مشروع تصميم الخمسين عاما القادمة لدولة الإمارات” و”رؤية الكويت 2035″ وغيرها من استراتيجيات تنموية للدول العربية. ونفذ الجانبان الصيني والعربي أكثر من 200 مشروع تعاوني في مجالات الطاقة والبنية التحتية، واستفاد ما يقرب من ملياري شخص على الجانبين من نتائج هذا التعاون.
في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، تعاونت الصين مع السعودية في تنفيذ مشروع البحر الأحمر بالطاقة النظيفة وبناء ميناء جازان التجاري ومنشآت تصنيعية برأس الخير وغيرها، بما يساعد السعودية في تحقيق تنوع الطاقة واقتصادها. وفي مصر، اجتذبت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر تيدا السويس أكثر من مائة شركة للاستقرار والعمل فيها، ويتجاوز الإنتاج السنوي لخط إنتاج الفايبر جلاس (الألياف الزجاجية) لشركة جوشي الصينية في مصر أكثر من 200 ألف طن، مما جعل مصر بلدًا مهمًا لإنتاج وتجارة الألياف الزجاجية في العالم. ونجح ملعب لوسيل الذي استضاف 10 مباريات خلال كأس العالم قطر، شيَّدته شركة صينية، في إظهار سمات الثقافة العربية.. أصبحت كل حالات التعاون الناجحة دليلا على التوسع المستمر في التعاون بين الصين والدول العربية.
ولفترة طويلة، تعد مشكلة الأمن والتنمية المشكلة الرئيسية التي ابتليت بها بلدان الشرق الأوسط. وطالما تعمل الصين على تعزيز السلام في الشرق الأوسط وتدعم تنميته. في عام 2018 خلال افتتاح المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، اقترح الرئيس الصيني بناء هيكل أمني مشترك وشامل وتعاوني ومستدام وتقديم أفكار مهمة لحل المعضلة الأمنية في الشرق الأوسط. وتكتسي مبادرة الأمن العالمية التي اقترحتها الصين أهمية عملية كبيرة لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وقد لاقت إشادة كبيرة من قبل البلدان العربية وأيدتها على نطاق واسع. كما اقترحت الصين أيضا مبادرة التنمية العالمية، التي أيدتها أيضا 17 دولة عربية، وانضمت 12 دولة عربية إلى مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية. وستعمل الصين مع الدول العربية لتنفيذ مبادرات التنمية العالمية، ومساعدتها على تحسين معيشة شعوبها، وتعزيز قدرتها على التنمية المستقلة، ومساعدتها أيضا على تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. وستستكشف الصين والدول العربية بنشاط طريق تعزيز السلام من خلال التنمية في الشرق الأوسط، مما سيساعد على تحقيق السلام الدائم والازدهار في هذه المنطقة.
إضافة إلى ذلك، فسرت الصين والدول العربية مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك بأفعال عملية ، ففي عام 2008، وقع زلزال مدمر في محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان الصينية. قدمت المملكة العربية السعودية للصين على الفور أكثر من 60 مليون دولار أمريكي نقدًا ومساعدات مادية.
بعد تفشي كوفيد- ١٩ في الصين، قد أضاء اللون الأحمر والنجوم الخمسة الصفراء للعلم الصيني المباني الشهيرة مثل برج خليفة في دبي وقلعة صلاح الدين في القاهرة ومعبد الكرنك في الأقصر، في إشارة إلى دعمهم ومساندتهم للصين في حربها على الفيروس. كما فتحت الخطوط الجوية القطرية “القناة الخضراء” للصين لمكافحة الوباء..
وبعثت الصين فرق خبراء قوامه ما يقرب من 100 شخص إلى الدول العربية؛ وتعاونت مع مصر لبناء أول خط إنتاج مشترك للقاح كوفيد-١٩ في إفريقيا ؛ وقدمت المساعدة في اللقاحات إلى لاجئي فلسطين في الأردن وسوريا ولبنان وغيرها. حتى أكتوبر 2022 ، قدمت الصين للدول العربية أكثر من 340 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
يشهد العالم تغيرات كبيرة، لطالما كانت الصين والدول العربية قوى مهمة وشركاء استراتيجيين لتعزيز السلام والتنمية العالميين. ولكن الآن هناك حاجة أكثر إلحاحا للجانبين إلى تعزيز الوحدة والتعاون وتبادل الدعم من أي وقت مضى. دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الصين والدول العربية إلى المضي قدما في روح الصداقة الصينية-العربية، وتعزيز مجتمع مصير مشترك صيني-عربي أوثق، أثناء كلمته أمام القمة الصينية العربية الأولى التي انعقدت نهاية عام 2022. وفي مبادرة الحضارة العالمية، أشار الرئيس شي إلى أهمية احترام التنوع الحضاري العالمي والتمسك بالمساواة والاستفادة المتبادلة والحوار والتسامح والتواصل بين الحضارات بدلاً من القطيعة.
ولتكون التبادلات وأوجه التعاون بين الحضارتين الصينية والعربية مثالاً يُحتذى به في التنمية السلمية للعالم، ستواصل الصين والدول العربية المضي قدما يدا بيد لصالح الشعبين في المستقبل.
بقلم وانغ مويي
صحيفة وكاتبة صينية