شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم دكتورة كريمة الحفناوى، كاتبة مصرية، عضو الاتحاد الدولى للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين.
التحية لروح الرئيس الراحل هوجو شافيز الذى عاش من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعبه وإنصاف الفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأسس نموذجا للديمقراطية التشاركية.
سار هوجو تشافيز على طريق المحرر سيمون بوليفار (الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الأسبانية لست دول فى أمريكا اللاتينية)، ووقف ضد الإمبريالية الأمريكية، وضد هيمنتها وسيطرتها على العالم، من أجل السيطرة على المناطق النفطية والثروات والأسواق، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية (برجواى ونيكارجوا وبوليفيا والبرازيل)، مواجهة الاحتكارات البترولية، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية، وتدعم المعارضة اليمينية لضمان مصالحها. كما تبنى الرئيس هوجو شافيز القضايا العربية الهامة ومنها دعم القضية الفلسطينية ضد الوحشية الصهيونية.
وها هو الرئيس الحالى نيكولاس مادورو الذى تولى الحكم فى إبريل 2013، يتبنى نفس سياسات الراحل هوجو شافيز المعادية للسياسات الأمريكية النيو ليبرالية، مما جعل أمريكا بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب تدعم انقلابا ضده، ولكن الانقلاب فشل، واستمر مادورو فى قيادة البلاد.
بعد فشل الانقلاب على الرئيس مادورو، فرضت أمريكا عقوبات اقتصادية على فنزويلا، وجمدت أموالها وأرصدة شركاتها البترولية فى البنوك الخارجية، ومنعت بشكل لاأخلاقى وصول المساعدات الطبية والغذائية والدوائية، وفرضت مزيدا من العقوبات، وفرضت حظرا اقتصاديا شاملا وحاولت منع فنزويلا من الحصول على الوقود من إيران.
فى يوم الأربعاء الثالث من مايو 2023، وبمناسبة مرور عشرسنوات على حكم الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو مورس أقام مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية، ندوة هامة تحت عنوان “فنزويلا – 10 سنوات من حكم نيكولاس مادورو التحديات والإنجازات”، وذلك بحضور حشد من الباحثين والإعلاميين والصحفيين وأعضاء “اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا”، وحضور سفراء الأرجنتين وكوبا والسيد سفير فنزويلا بالقاهرة ويلمر أومار بارينتوس .
بدأت الندوة التى أدارها بجدارة الأستاذ محمد ربيع مدير تحرير مجلة “شؤون لاتينية” بكلمة للواء أركان حرب حمدى لبيب نائب رئيس مؤسسة الحوار رحب فيها بالحضور، وأشار إلى دور المركز الهام فى تناول قضايا دول أمريكا اللاتينية، بجانب الدراسات والأبحاث بشأن تلك الدول.
قدم عدد من الكتاب والباحثين كلماتهم بهذه المناسبة حيث قدم الكاتب والباحث فى مؤسسة الأهرام أحمد محمود كلمة تحت عنوان “مادورو و 10 سنوات من الإنجازات الداخلية” تناول فيها الإنجازات الاقتصادية فى زيادة النمو الاقتصادى فى السنتين الأخيرتين بنسبة 15% بالرغم من الحصار الاقتصادى الأمريكى، وأضاف أن مادورو نجح فى عقد حوار مع المعارضة الفنزويلية لتعزيز المشاركة السياسية، بجانب الاهتمام بالتعليم وإنشاء 22 جامعة حكومية أثناء فترة رئاسته.
كما قدم الدكتور أحمد عبدالله باحث فى العلاقات الدولية ومتخصص فى الشأن اللاتينى، كلمة تحت عنوان “مادورو وسياسة خارجية حكيمة” تناول فيها تعاون مادورو مع دول الجوار، وخاصة دول أمريكا اللاتينية، التى صعد للحكم فيها فى السنتين الأخيرتين رؤساء يساريين، يدافعون عن استقلال بلادهم عن السياسات الرأسمالية الأمريكية المتوحشة، ويدافعون عن مصالح بلادهم، ومن هذه الدول البرازيل وكولومبيا وبوليفيا وكوبا، وأشاد فى كلمته بصمود شعب فنزويلا، ودور الرئيس مادورو الذى أدار الأزمة بشكل حكيم، وحرص على عدم إنعزال أمريكا اللاتينية عن الأحداث العالمية، ومنها أزمة كورونا وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية.
وفى شأن آخر قدمت الدكتورة نانسى طلال زيدان الباحثة فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ورقة بحثية تناولت فيها دور فنزويلا كدولة محورية فى قارة أمريكا اللاتينية.
قدم السفير بارينتوس التحية والشكر لمركز الحوار، وللسيدات والسادة الحضور. وتناول فى كلمته العقد الذى بدأ ببداية فترة الحكم الدستورى للرئيس مادورو، فى إبريل 2013 وحتى الآن، وأوضح أن مادورو استكمل بقيادته إرث القائد هوجو تشافيز، متوليا زعامة الثورة البوليفارية، واستكمل ماقام به الزعيم الراحل هوجو تشافيز، من أجل استعادة الكرامة الوطنية، ومن أجل تحقيق مبادىء المحرر سيمون بوليفار فى الاستقلال وتحقيق المساواة والعدالة والإنصاف، وتمهيد طريق الاستقرارالسياسى والاجتماعى والاقتصادى، والتخلص من الهيمنة الاستعمارية.
وأضاف سفير فنزويلا بالقاهرة أنه بعد رحيل هوجو تشافيز واصل الشعب المقاومة ضد كافة الاعتداءات، وتمكن الرئيس مادورو من قيادة الدولة ضد الهجمات والتهديدات الإمبريالية، وخاض معارك صعبة ومعه الشعب الفنزويلى الصامد البطل، من أجل الدفاع عن الدستور، ومواجهة العدوان السياسى، ومواجهة العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على فنزويلا منذ عدة سنوات، كما واجه التهديد بإعادة استعمار فنزويلا ونهب مواردها الضخمة والاستراتيجية مرة أخرى.
وأشار السيد السفير إلى أن فنزويلا استطاعت إقامة علاقة خاصة للتعاون السياسى والاقتصادى، مع دول بيلاروسيا وبوليفيا والصين وإيران وكوبا والهند وروسيا وجنوب إفريقيا وتركيا ونيكارجوا فى إطار شراكة استراتيجية جديدة.
وإننى أضيف أنه فى ظل الأزمة والحصار الاقتصادى، استطاع مادورو وبمساندة الشعب الفنزويلى أن يجرى انتخابات ديقراطية رئاسية وبرلمانية وانتخابات البلديات، وقاد حواراً مع كافة قوى المعارضة الفنزويلية، وذلك فى المكسيك وحقق اتفاقات ونجاحات وذلك فى أغسطس 2021.
طكما أننى أُثمن وأقدِر موقف دولة فنزويلا، الداعم لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، وفى عودة اللاجئين، وأوجه التحية للرئيس مادورو، الذى ندد فى شهر إبريل الماضى واستنكر وأدان بشدة، اعتداءات المتطرفين الصهاينة (تحت حماية جنود الاحتلال)، على المصلين الفلسطينيين العزل من النساء والرجال والمسنين فى المسجد الأقصى. وأقدر دور مادورو مع دولة البرازيل فى الحفاظ على غابات الأمازون من أجل التخفيف من آثار التغيرات المناخية التى تضر بالبيئة والموارد الطبيعية وتؤثر على حياة البشرية.
وأوجه التحية للرئيس نيكولاس مادورو على موقفه المتوازن من الحرب الروسية الأوكرانية وعدم خضوعه للإملاءات الأمريكية، مع إعلانه الداعم لحل الأزمات، من خلال المفاوضات وكل الطرق الدبلوماسية السلمية، من أجل سلام واستقرار الدول.
إننا وكل الشعوب الحرة الأبية نقف مع دولة فنزويلا، ضد الهيمنة والسيطرة والعقوبات الاقتصادية الأمريكية، ونطالب برفعها فورا عن فنزويلا، وعن كل الدول التى تفرض عليها أمريكا عقوبات اقتصادية، ومنها روسيا وكوبا وإيران وسوريا، مما يؤثر على دول العالم كما أننا نتمنى التعاون المشترك بين الدول على أساس المصلحة والمنفعة المتبادلة وعدم انتهاك سيادة الدول والتدخل فى شئونها الداخلية من أجل سلام العالم وخير الإنسانية.