شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم الدكتور محمد سعيد طوغلي
*كاتب صحفي سوري ، رئيس الفرع السوري للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين، مؤسس ورئيس رابطة مستمعي الإذاعة الصينية
أمين عام اتحاد الاعلاميين العرب، رئيس هيئة الإعلام في اتحاد المثقفين العرب، مدير ورئيس تحرير موقعي شبكة العالم الجديد الإخبارية و سما اطلانتس نيوز.
سفير سلام لمنظمة Hwpl العالمية .
لابد لكل متابع لسياسة الحزب الشيوعي الصيني و للقائد الملهم “شي جين بينغ ” أن يتعلم دروساً وعبر، وعلى وجه الخصوص الصعود الصيني ومقوماته الاقتصادية والعسكرية، وكيفية توظيفها للقوة الناعمة، وما هو سر التطور الصيني وغدوها من القوى العظمى في العالم، وأين تجلى دورها في الساحة الدولية؟ هذا النهوض الذي جعلها فاعلاً مؤثراً زعزع المصالح الأمريكية في مناطق مختلفة من العالم وغدت منافسا قويا للدول الكبرى في العديد من المجالات. تطورها السريع جعلها في حاجة ماسة إلى موارد طبيعية، دفعتها إلى الاهتمام بالدول النامية، خاصة التي تمتلك هذه الثروات، ومنها الدول العربية وافريقيا في ظل سياسة الانفتاح التي انتهجها صانع القرار الصيني الرفيق “شي”.
إن التطور الذي شهدته جمهورية الصين الشعبية قد انعكس على العلاقات العربية الصينية، من حيث زيادة الاستثمار الصيني وبات هناك تبادل تجاري متزايد بين الطرفين منذ بدايات القرن الواحد والعشرين. ولم تقتصر العلاقات على المجال الاقتصادي، بل توسعت لتشمل مجالات أخرى كالثقافة والسياحة والصحة وغيرها. إن انضمام سورية الى مبادرة الحزام والطريق ، الذي سيربط الصين بمختلف دول العالم، سيكون له تأثير على مستقبل علاقات التعاون بين البلدين.
ولا يمكننا أن نتجاهل التطور العلمي والثقافي والتكنولوجي التي اولته الصين جلٌَ اهتمامها، حيث يعد التعليم من الأسس الهامة التي تقوم عليها المجتمعات. فعندما تمتلك المعرفة، ستمتلك القوة حتماً. والقوة هنا لا تعني استعمال العنف، بل تعني النهضة، ويَعد نظام التربية والتعليم في الصين أكبر نظام تعليمي في العالم، وذلك لعدد سكان البلاد الكبير، فضلا عن تنوع انواع التعليم الذي اشتمل على كافة فئات المجتمع الصيني، ومنذ استلام الرفيق ” شي جين بينغ” قيادة جمهورية الصين الشعبية كان اهتمامه فقد اولى والحكومة الصينية قضية التربية والتعليم اهتماما كبيراُ، واتخذت مهمة رفع المستوى الثقافي لدى الشعب فى كل البلاد مهمة اساسية لتوطيد سياسة الدولة، وكان للسياسة التي اتبعها الحزب الشيوعي الصيني دور كبير في تطوير النظام التربوي والتعليمي في البلاد والعمل على ربط الجانب التربوي والتعليمي بتطوير البلاد في كافة المجالات، الامر الذي انعكس بدوره على تطور الواقع الصناعي والتجاري والزراعي في البلاد ، وإعطاء الأولوية القصوى لتدريب الموظفين المهرة وتوسيع المعرفة العلمية والتقنية.
على الرغم من أن العلوم الإنسانية كانت تعتبر مهمة، إلا أن المهارات المهنية والتقنية كانت تُعد ذات أهمية قصوى لتحقيق أهداف التحديث في الصين، ولم يقتصر تطور التربية والتعليم في الصين على المراحل الدراسية الاساسية، وانما تم التركيز بشكل اساسي على محو الامية وتعليم العمال والفلاحين والكوادر الحزبية، وكان الهدف الاساسي من ذلك التأكيد على تطوير البلاد عن طريق زيادة الانتاج الزراعي والصناعي والتأكيد على الاكتفاء الذاتي المالي عن طريق اعتماد الطلاب على انفسهم من خلال تنوع انظمه التعليم والتي ركزت على الجمع بين الدراسة والعمل.
وبذلك أنتجت الصين جيلاً يحمل لواء العلم بيد ولواء العمل باليد الأخرى وهذا بحد ذاته إنجازٌ يدرس لكل الشعوب التي تنشد التطور والرفاهية والازدهار.