شبكة طريق الحرير الإخبارية/
المساعدات الخارجية الصينية تظهر مسؤوليات الصين الدولية كدولة كبرى في العالم
بقلم الصحفية الصينية: سعاد ياي شين هوا
خلال أكثر من 70 سنة مضت، قدمت الصين أكثر من 160 مشروعا بشأن المساعدات المادية، وطبقت عشرات الآلاف من مشاريع التعاون التقني وتنمية الموارد البشرية، وعملت على تدريب أكثر من 400 ألف فرد في مختلف المجالات للدول المتلقية. وتشمل المساعدات الصينية مختلف المشاريع، بما فيها خط سكة حديد تنزانيا- زامبيا وطريق قراقرم السريع الذي يعد مشروع نقل رئيسيا للممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني، والأرز الصيني الهجين ومادة الأرتيميسينين الصالحة لمكافحة مرض الملاريا واللقاحات الصينية المضادة لكوفيد 19 وغيرها. ولم تدفع المساعدات الخارجية الصينية عجلة التنمية العالمية إلى الأمام فحسب، بل عكست أيضا وفاء الصين بمسؤولياتها الدولية كدولة كبرى في العالم.
تعتبر المساعدات الخارجية الصينية مساعدة متبادلة بين الأصدقاء، والتي لا تساهم في تحسين المعيشة والتنمية الاقتصادية للدول المتلقية فحسب، بل تساعد على تهيئة بيئة خارجية جيدة لتنمية الصين وإسعاد الشعب الصيني، كما أصبحت طريقا مهما لدفع الاستثمار التجاري وتعزيز التعاون العملي بين الصين والدول الأخرى، حيث ساهم عدد كبير من المشاريع التي تم تطبيقها تحت المساعدة الصينية وبما في ذلك مشاريع الطرق السريعة والسكك الحديدية والموانئ والاتصالات، التي ساهمت في رفع قدرات الدول المتلقية في التنمية، بالإضافة إلى دفع تجارة هذه الدول مع الصين، مما أدخل عددا كبيرا من الشركات والعلامات التجارية والمنتجات والتقنيات الصينية إلى الأسواق الدولية، الأمر الذي يساهم في تقوية سلاسل توريد العالم.
على سبيل المثال، بدأ تشغيل خط السكة الحديد بين الصين ولاوس، وهو مشروع تاريخي للتعاون عالي الجودة ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، في ديسمبر عام 2021، ويربط هذا الخط الذي يبلغ طوله 1035 كيلومترا، مدينة كونمينغ الصينية مع فينتيان في لاوس. وحتى أوائل عام 2023، تم نقل أكثر من 800 ألف طن من البضائع العابرة للحدود عبر هذا الخط، وقد فتحت الصين قطارات شحن عبر الحدود في 30 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم، والتي نقلت أكثر من 2000 نوع من السلع، حيث انخفضت تكلفة النقل من عاصمة لاوس فينتيان إلى حاضرة مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين بنسبة تتراوح بين 40 في المائة و50 في المائة، الأمر الذي يؤدي دورا مهما لضمان سلاسة الخدمات اللوجستية الإقليمية.
ومنذ إبريل عام 2023، بدأ خط سكة حديد الصين-لاوس خدمات الركاب عبر الحدود، ويتحرك القطار بكامل طاقته الاستيعابية لهذه الرحلة، بسرعة تصل إلى 160 كيلومترا في الساعة عبر الجبال والوديان، ليمر عبر ثماني محطات على طول الطريق التي تمتد لأكثر من ألف كيلومتر، بينما يستغرق زمن الرحلة بأكملها 10 ساعات ونصف، بما في ذلك الوقت الذي يقضيه عبر الجمارك، ما يدفع كثيرا الاتصال الإقليمي والتبادل الثنائي بين الصين ولاوس.
تتسم المساعدات الخارجية الصينية بمميزاتها الخاصة، حيث لا تمنح الدول المتلقية “أسماكا فقط”، بل تتركز على تعليم هذه الدول “طرق صيد الأسماك”. وتسعى الصين إلى التشارك مع الدول النامية الأخرى بتجاربها في التنمية وإدارة البلاد، وذلك حسب ظروف هذه البلدان ورغبات الدول النامية في تنميتها، فإن التجربة الصينية تتلقى دعما وتأكيدا لدى المزيد من الدول النامية الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أعلن إنشاء مركز تعزيز التنمية العالمية أثناء استضافة الصين للحوار رفيع المستوى بشأن التنمية العالمية في يونيو عام 2022، ما دفع دمج وتطوير صندوق المساعدة والتعاون بين بلدان الجنوب إلى “صندوق التعاون والتنمية العالمية بين بلدان الجنوب”. وقد ساهمت هذه النتائج المثمرة بشأن المساعدات الخارجية في توفير قوة حيوية جديدة في تطبيق مبادرة التنمية العالمية وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
تلتزم الصين بالمساواة والاحترام المتبادل عند تقديم مساعداتها الخارجية للدول الأخرى، ومن وجهة نظرها، فإن تقديم المساعدات الخارجية للدول التي تحتاج إليها، يعتبر التعاون الثنائي الصالح لكل جانب من الجانبين، حيث لن تضيف الصين أي ظرف سياسي في هذا التعاون، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولم تطالب الدول المتلقية اختيار جانب من الجوانب للوقوف معه، كما أن هذا التعاون لا يستهدف طرفا ثالثا.
لذلك، فإن الصين لن تقبل أبدا تهمة دول الغرب ما يسمى بـ”فخ الديون” على كل الأحوال. وأشارت الإحصاءات المعنية إلى أن نصيب المؤسسات المالية المتعددة الأطراف والدائنين التجاريين يتجاوز 80% في الديون السيادية للدول النامية، ويعد أكبر مصدر للضغط على الدول النامية في سداد ديونها.
وبشأن هذا، كان وزير الخارجية الصيني تشين قانغ قد أكد في مؤتمر صحفي عقد في مارس الماضي أن الصين تسعى دائما إلى تذليل صعوبات الدول المعنية، وتتصدر الدول من حيث المساهمة في مبادرة مجموعة العشرين بشأن تعليق مدفوعات خدمة الديون، وستواصل الصين المشاركة في معالجة مسألة الديون الدولية بموقف بناء. وفي الوقت نفسه، تدعو الصين الأطراف الأخرى إلى أن تتحرك بشكل مشترك وتتحمل مسؤوليات بشكل منصف، لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها الدول النامية في مجال التنمية.
وبصفتها أكبر دولة نامية وثاني أكبر اقتصاد في العالم، أكدت الصين أنها ترغب في مواصلة بذل جهودها المشتركة مع الدول الأخرى، لتعزيز التعاون الدولي، وتشكيل قوة دولية مشتركة لمساعدة الدول النامية ، من أجل دفع بناء مجتمع المصير المشترك لكل البشرية.