*خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
رشيد ازريقو*
مما لا شك فيه، أن العلاقات المغربية الصينية تعززت منذ الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى الصين في عام 2016 والتي أعطت دفعة قوية لهذه العلاقات لترقى الى مستوى شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين.
في ظل تفشي فيروس كوفبد_19 ظهرت متانة وقوة العلاقات المغربية الصينية، في هذا الصدد أكد سفير المملكة المغربية لدى بكين عزيز مكوار في مقابلة أجريتها معه على أن هناك تنسيقا وتعاونا ممتازين بين المغرب والصين لمكافحة هذه الجائحة.
فلم تبخل الصين على المغرب بإرسال مساعدات طبية طارئة، للوقوف وقفة رجل واحد لمواجهة هذا الوباء الذي لا يعرف الحدود الجغرافية ولا يميز بين البشر.
والصين لم تقف عند هذا الحد بل قدمت مساعدات لما يقرب من 131 دولة ومنظمة دولية تحت راية مجتمع مصير مشترك للبشرية.
ومن جانبه قام المغرب باجراءات إحترازية غير مسبوقة للحد من انتشار الوباء في عموم البلاد، وذلك للحفاظ على سلامة وصحة الشعب المغربي.
التعاون الصيني المغربي ليس وليد هذه الظرفية الخاصة التي يمر بها العالم اليوم، فالمغرب كان وما زال شريكا استراتيجيا منذ القدم.
اذا وصلت إلى الصين وخصوصا مقاطعة فوجيان، ستجد مدينة تشيونتشوا التي أطلق عليها الرحالة الشهير إبن بطوطة إسم مدينة الزيتون، شاهدةً على تاريخ التعاون والتبادل بين الصين والعالم العربي في إطار طريق الحرير القديم، والذي يتجدد اليوم في إطار مبادرة الحزام والطريق.
سأعود بكم الى تاريخ قريب، لعام 2019، حيث أكد وزير الصحة المغربي السابق أناس الدكالي على هامش مشاركته في الدورة الثانية للمنتدى العربي الصيني للتعاون في المجال الصحي ببكين، على أن التعاون بين البلدين في المجال الصحي تجسد خاصة من خلال ارسال فرق طبية متعددة التخصصات من الصين إلى المغرب منذ سنة 1975. فوجود هذه البعثات الطبية الصينية بالمغرب يلعب دوراً هاماً في تبادل الخبرات بين الطرفين في المجال الصحي.
ويمتد التعاون الصيني المغربي من مدينة شفشاون بشمال المغرب الى مدينة “بن كرير” التي يوجد بها فريق طبي صيني من مدينة شنغهاي يعمل مستعينا “بالتجربة الصينية” في مكافحة كوفيد_19، ومساعدة الفرق والطواقم الطبية المحلية لتخطي هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها المغرب والعالم.
وفي ظل جائحة كورونا، أظهر الطب الصيني التقليدي دوره الفعال وامكانية الاعتماد عليه في معالجة المرضى المصابين بمرض فيروس كورونا، حيث حقق نتائج ايجابية ملموسة وبدون أعراض جانبية تذكر. في هذا السياق فالمغرب يتوفر على ثروة كبيرة ومهمة في مجال النباتات الطبية والعطرية النادرة، مما تجعل منه أرضا خصبة لتطوير فرص التعاون في مجال الطب البديل.
وللأسف الشديد، في الوقت الذي تقدم فيه الصين مساعدات وترسل الطواقم الطبية للعديد من الدول تعلو أصوات تلوث الرأي العالم وتشوه صورة الصين في تصرف يكشف عن نوايا غير صافية تجاه الصين وعلاقاتها بالعالم العربي والعالم ككل. وهذه الأصوات لن تشر بالتأكيد بالعلاقات المتينة القائمة بين الصين والعالم العربي، وبين الصين والمغرب بالتحديد.
#رشيد ازريقو_إعلامي مغربي مقيم في الصين