شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم صحفية صينية: سعاد ياي شين هوا
قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة غير مشروعة لمنطقة تايوان الصينية يوم 2 من أغسطس الحالي، في تجاهل للمعارضة القوية والاحتجاجات الرسمية الصينية. نانسي بيلوسي هي ثالث أكبر مسؤول في الحكومة الأمريكية، واستقلت طائرة عسكرية أمريكية لزيارة تايوان الصينية، واستقبلتها سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني استقبال رفيع المستوى، كما عبر الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني بوضوح سعيه لتحقيق “استقلال تايوان” في برنامج الحزب. مما ينتهك بشكل صارخ وعد الولايات المتحدة للصين بعدم تطوير علاقات رسمية مع تايوان، ويجعل من الزيارة تصرف غير مسؤول واستفزازي وخطير للغاية.
يعتبر مبدأ صين واحدة توافقا للمجتمع الدولي ومن الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية ويشكل جزءا من النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، حيث جرى تأكيد ذلك في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 وكان بمثابة الأساس السياسي للصين والدول الأخرى لإقامة علاقات دبلوماسية وتطويرها.
إن دلالات مبدأ صين واحدة واضحة ولا تدع مجالاً للشك: لا توجد سوى صين واحدة وتايوان جزء من الصين وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها.
هذا وقد أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مرارًا وتكرارًا التزام الولايات المتحدة بسياسة الصين الواحدة وأن بلاده لن تدعم “استقلال تايوان”. ومع ذلك، فإن الزيارات التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وغيرها من بعض الساسة الأمريكيين لتايوان بعثت بإشارة قوية لقوى “استقلال تايوان” مفادها أن “الولايات المتحدة الوقوف إلى جانبكم”، الأمر الذي انتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة والالتزامات الأمريكية ذات الصلة، ولن تؤدي الزيارات إلا إلى تشجيع قوى “استقلال تايوان” على المضي قدمًا في هذا المسعى الخطير، مما يجعل الوضع المتوتر بالفعل عبر مضيق تايوان أكثر تعقيدًا وخطورة.
ورداً على إصرار بيلوسي على زيارة تايوان في تجاهلها معارضة الصين الشديدة والاحتجاجات الرسمية ، أعلنت وزارة الخارجية الصينية في يوم 5 من أغسطس الجاري اتخاذ الإجراءات المضادة، وبما فيها: إلغاء الاتصال الهاتفي بين قادة القوات العسكرية الصينية والأمريكية، إلغاء اجتماع العمل بين وزارتي الدفاع الصينية والأمريكية، إلغاء اجتماع آلية المشاورات الأمنية العسكرية حول السلامة البحرية بين الصين والولايات المتحدة، وتعليق التعاون الصيني الأمريكي في إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوطانهم والمساعدة القضائية الجنائية ومكافحة الجرائم العابرة للحدود ومكافحة المخدرات وكذلك تعليق المحادثات الصينية الأمريكية بشأن تغير المناخ.
ومن حيث الاقتصاد، أعلنت وزارة التجارة الصينية في اليوم التالي من زيارة بيلوسي لتايوان تعليق تصدير الرمال الطبيعي من البر الرئيسي الصيني إلى منطقة تايوان، بالإضافة إلى تعليق دخول الفواكه والأسماك من تايوان إلى البر الرئيسي الصيني.
وبالإضافة إلى ذلك، قام جيش التحرير الشعبي الصيني بإجراء مناورات وتدريبات عسكرية في المنطقة المحيطة بجزيرة تايوان، وكان هدفها واضحا، ويتمثل في عرض عزم الصين حكومة وشعبا وجيشا على حماية سيادة البلاد الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها. وإن هذه العمليات هي اجراءات للردع الشديد من قبل الصين في مقابل التحركات السلبية المتزايدة التي اتخذتها الولايات المتحدة مؤخرا فيما يخص قضية تايوان، وهي أيضا تحذير شديد موجه للقوى الانفصالية الساعية لاستقلال تايوان.
حقا، تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، تلتزم الصين دائما بمعالجة مسألة تايوان عبر الطريق السلمي، لكنها لم تتعهد بالتخلي عن الأعمال العسكرية لتحقيق إعادة توحيد البلاد. ويجب على الجانب الأمريكي أن يحترم بشكل جدي المصالح الأساسية للجانب الصيني وشواغلها الرئيسية، والتخلص من وهم “احتواء الصين عبر تايوان”، والامتناع عن مواصلة السير في الطريق الخطأ، ولن يستهان عزم الشعب الصيني البالغ عدده مليار وأربعمائة مليون نسمة على حماية سيادة بلادهم الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها، وكذلك رغباتهم ونياتهم المشتركة في تحقيق إعادة توحيد البلاد. وكل المحاولات للتشويه والاستفزاز بمبدأ صين واحدة محكوم عليها بالفشل!