Wednesday 20th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

خوجالي جريمة بشعة تدين شياطينها

منذ 4 سنوات في 25/فبراير/2021

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

خوجالي جريمة بشعة تدين شياطينها

 

رويدا عبد الكافي*

*تعريف بالكاتبة: كاتبة ومثقفة يمنية وناشطة إجتماعية.

 

في ذكرى مجزرة خوجالي التي ارتكبتها قطعان مُستَطيرة لقوات أرمينيا المتأبطة شرًا والناقمة على هِبة الحياة المقدّسة التي منحها الله للبشر، يؤكد العالم وشعب أذربيجان الصديق الحبيب أنهم لن ينسوا واحدة من أبشع المذابح التي شهدتها الإنسانية، منذ سيدنا آدم عليه السلام. خوجالي إسم مدينة متحضّرة وشعبها مثقف وحضاري وضاربة جذورها في عُمق التاريخ الأذري والعالمي.

أيامها، ما بين 25-26 فبراير 1992، أي قبل 29 سنة بالتمام والكمال، أحكم الجيش الإحتلالي الأرميني الطوق على مدينة خوجالي، وأغلق منافذها بكل قوى النيران التي كدسها له الشيطان، وانتشر في جميع شوارعها، وسيطر عليها بالكامل. وهنا، وعندما تبيّن له أن يد العدالة ما زالت بعيدة عنه وضائعة في زوايا معتمة، شرع بارتكاب أبشع جريمة تنكيل عرفها العالم، عندما بدأ جنوده وضباطه أصحاب النار ينكّلون بالأذريين المسالمين من غير العسكر، غير عابئين بالقوانين والأديان ورسائل السماء المُرسَلة للناس أجمعين، وغير عابئين كذلك بيوم الحساب والحشر، وبأنهم سيُحَاسبون دوليًا “كما في الأرض كذلك في السماء”، في يوم يدنو قريبًا قريبًا، ليتم ويُتَمّم إِتِّهامَهمُ وحكوماتهم المتعاقبة بما ارتكبوه من فظائع لا يأسفون لها – لكونهم قتلة – يَندى لها جبين الإنسانية ومَن هم على الأرض وفي السماء.

في المذبحة، كان تنكيل قوات أرمينيا العدوانية الاستعمارية حتى بجثث الضحايا من كبار السن، والأطفال من الجنسين، وتم تقطيع أوصال جثث الموتى وأجساد الأبرياء الأحياء، وقذفها في العراء لتلتهمها الحيوانات والجوارح المفترسة..!!! هناك شَاهَدَ العَالم بكل قومياته وشعوبه ولغاته ومبادئه وأمزجته الخ، الجثث مذبوحة وبلا رؤوس، ورؤوسًا بلا أعين(فُقأت)، وأشلاء بلا أجساد. لم تكن مجزرة خوجالي أولى مجازر الإحتلال الأرميني بحق الأذربيجانيين، ولا الأخيرة، فقد سبقتها مجازر عديدة، ولكن بشاعة مجزرة خوجالي وطبيعة ظروفها شكّلت علامة فارقة في الضمير الإنساني وتاريخه، فلا تزال الصور الملتقَطة لها تحكي قصصًا مروّعة، ليتم توثيق مشاهدها بصورِ مئات الجثث التي انتشرت آنذاك في أزقة خوجالي، ومنازلها المدمرة على رؤوس ساكنيها، وقِطع مِن أجساد لأطفال ينزفون، وأخرون استشهدوا قبل أن يَعرفوا الدنيا وما فيها ومَن عليها..

هناك كانت بركٌ من الدماء في كل مكان، تطفوا فوقها أطراف الأطفال المبتورة الحاضرة بكامل تفاصيلها الدقيقة ببكائياتها، لتبقى ماثلةً في ذاكرة أذربيجان وشعبها وشعوب العالم وتلك الصديقة لها وفي عقول المُناصرين لقضية التحرّر الأذربيجاني من الاستعمار الأرميني الفالت من عقاله، الذي بدأ قبل خوجالي، وارتكب جرائمه حتى قبل بيريسترويكا غورباتشوف ويلتسين، حين كانت قوات أرمينيا تقضم كل فترة وجيزة جزءً من أراضي أذربيجان، وتضمها إليها وتحاول هضمها!!!

لقد راح ضحية مجزرة خوجالي 613 شخص من الأذربيجانيين، وكان معظم الشهداء مُمَّثلٌ بجثثهم. لقد استعادت القوى الأرمينية؛ المدججة بالسلاح؛ من التاريخ وحشيات وبشاعات الاستعمار العالمي في قتل الأبرياء وسفك دمائهم ووظفتها على مِنوالها الأبشع. لقد كانت إبادة جماعية حدثت على مرأى ومسمع كل العالم، ليُدَقَ مسمارٌ تلو مسمار في عرش الأمم المتحدة ودعاة الديمقراطية البائسين في العالم الذين اكتفوا بالتنديد، ولا يزالوا مكتفين!!!

وعلى الرغم من هول المَجزرة لم تتحرك منظمة الأمم المتحدة قيد أنملة لمحاسبة المسؤولين عن دمويتها. وحتى الآن مازالت يد العدالة مغلولة ويد القتله طليقة، ومع كل جريمة ترتكب بحق أذربيجان تحضر مجزرة خوجالي بصفتها المجزرة الكبرى التي تسكن الذاكرة لاعتبارها حدثاً مأساويًا. مجزرة خوجالي محفورة في صفحات وجسد التاريخ، والذاكرة الجَمعية للناس تستعصي النسيان، ولن تسقط بتقادم الزمان، وستظل حيّة مثل الجَمر طي الرماد في وجدان الشعب الأذربيجاني – الشقيق الكبير.

ستظل دماء الشهداء وأجساد المشوهين على يد مرتزقة أرمينيا، شاهدةً على مجزرة عالمية أرمينية ارتكبتها قوات غاشمة لا تعرف الله، ولا تلتزم بأية مبادىء وقِيم عدا تلك المطبقة في الغابات، حيث الوحوش فقط تلتهم بعضها بعضً، ولا تعرف غير القتل وشرب دماء بعضها.
ما زال الدمع ينسكب من عيون الأذربيجانيين وأصدقائهم، ونحن منهم باقون، وحسرات في القلوب. كل ماجرى لا زال موجوداً في الوجدان، ومخبوءًا في الصدور، متحرك على الأرض التي سُفحت عليها هذه الدماء الطاهرة، وستبقى تتناقل الأجيال صورها لتنتقم من الغازي اللعين.
أن صد شعب وجيش أذربيجان البطل للعدو المُتكَالب على أرواح وأرض ومياه وثروات أذربيجان، شكّل ملحمة بكائية عالمية هي الأضخم في تاريخ الإنسانية، تروي قصة هذه الشعب الأذربيجاني المُعذّب والمجاهد والبطل، الذي ذاد عن حقه وما زال يذود عنه، ولا يتراجع قيد أنملة يُطالِب بحقوقه كاملةً دون أي نقصان.

مجزرة خوجالي هي واحدة من أبشع مجازر القرن العشرين، لكنها ليست رقم وحيد على لائحة مجازر الأرمينيين ضد أذربيجان.. سِرّها انها مأساة لم يَسدل الستار عليها بعد، ولن يسدل ما دام الأحياء والأبناء يَعيشون، وما دامت ذكرياتها لا تفارق الناجين والمثقفين وأصحاب الحق والسبيل القويم ومحبة الله في أرضه التي منحها لنا لنكون أخوةً لا أعداءً.
.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *