خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
شركات لقاح كورونا تحكم العالم ! رؤية حرة
بقلم: الاستاذ منصور ابو العزم*
*تعريف بالكاتب: حاصل على بكالوريوس الآداب في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1984، شهادة الماجستير في كلية العلاقات الدولية بالجامعة الدولية اليابانية عام 2000. وبدأ يشتغل في صحيفة ((الأهرام)) عام 1984، وتولى منصب نائب رئيس التحرير لذات الصحيفة عام 2005، وتولى منصب رئيس التحرير لجريدة ((الوسط)) الكويتية في الفترة ما بين عامي 2008 و2009، وفي عام 2010 تولى منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة ((الأهرام)).
تضخمت شركات إنتاج الادوية العالمية، بصورة غير مسبوقة خلال ازمة انتشار وباء كورونا القاتل، واصبحت الشركات الكبرى فى الولايات المتحدة خاصة وفى المانيا وبعض غيرها فوق الدول، بل انها اصبحت اهم من منظمة الامم المتحدة ذاتها وربما هى التى تدير وتحكم منظمة الصحة العالمية!
فهناك الان نحو اربع شركات كبرى تتحكم فى إنتاج اللقاح المضاد ل كوفيد 19 وهى التى تبيعه للدول وفق اولوياتها هى وليس وفقا لشدة انتشار المرض، بمعنى ان الدول التى تدفع كاش تحصل على اللقاح بصرف النظر عن مدى انتشار الوباء او حاجتها الى اللقاح، اما الدول الفقيرة والاكثر احتياجا الى اللقاح فعليها ان تنتظر دورها، ولكن اذا كانت من حلفاء الولايات المتحدة مثلا، فانه من الممكن ان تصدر تعليمات سياسية الى الشركات بمنحها اولوية بشكل ما !
ويكفى ان نقول ان الشركة الامريكية الكبرى فى انتاج الادوية والتى تحتكر انتاج اللقاح المضاد لِ كورونا اصبحت ليس فقط دولة فوق الدولة، ولكنها حلت مكان الامم المتحدة فى نفوذها، واصبحت هى التى تدير العالم من خلال تحكمها فى انتاج وتوزيع اللقاح المضاد لكورونا على مستوى العالم كله، حتى ان منظمة الصحة العالمية فقدت كما يبدو الكثير من دورها وتأثيرها عالميا، وربما تحولت هى الاخرى الى وكيل من الباطن للشركة الامريكية، وهو الامر الذى يدفع الكثيرين الى القول بان وباء كورونا ما هو الا مؤامرة عالمية لاحكام قبضة «الحكومة الخفية» التى تدير العالم ليس على حكومات الدول هذة المرة، بل على الشعوب نفسها..
فمن المعروف ان كثير من الشركات الكبرى «عابرة القارات» مثل السلاح والادوية وشبكات الانترنت تتحكم فى حكومات دول العالم منذ عقود.. وحان الوقت للتحكم مباشرة فى الشعوب دون الحاجة الى «الوكلاء» – او الحكومات – ودور الشركات الكبرى فى ادارة السياسة ليست جديدة بل انها – كما يقول ستيفن باون فى كتابه الملوك التجار ان الشركات كانت الدافع الرئيسى للاستعمار الاوروبى للعالم فى الماضى، ذاكرًا امثلة كثيرة منها حرب الافيون ضد الصين، واطماع شركة الهند الشرقية الهولندية وغيرها، ويطلق عليه حاليا ديفيد كورتن فى كتابه عندما تحكم الشركات العالم «استعمار الشركات» الذى ادى الى فقدان سيادة الاوطان والاقتصادات تحت ستار «اقتصاديات السوق الحر» لها طبعا، وتضع مصالحها فوق الدول والشعوب.