شبكة طريق الحرير الاخبارية/
قبل 32 عاما، في 20 يناير 1990، غضب الشعب الأذربيجاني من عدوان أرمينيا الذي ادعى مطالبات إقليمية ضد أذربيجان، ورعاية الأرمن من قبل قيادة الاتحاد السوفياتي السابق، ونزل للاحتجاج الشعب الأذربيجاني إلى شوارع وساحات مدينة باكو عاصمة أذربيجان. ونتيجة لتوغل القوات السوفيتية في الجماهير، حدثت مأساة غير مسبوقة في أذربيجان.
قُتل وجُرح المئات من الأبرياء نتيجة قمع المدنيين الذين يقاتلون من أجل وحدة أراضي بلدنا. هذا الحدث، عشية انهيار النظام السوفياتي، أظهر مرة أخرى طبيعته الإجرامية للعالم أجمع.
إن العمل الإرهابي الوحشي الذي ارتكبته الآلة العسكرية السوفياتية ضد الشعب الأذربيجاني في ذلك اليوم كتب في تاريخ البشرية كإحدى أفظع الجرائم ضد الإنسانية.
إن مأساة 20 يناير، التي أسفرت عن خسائر فادحة وقتل أبرياء، أظهرت نضال الشعب الأذربيجاني وعدم مرونته واعتزازه، الذي لم يتسامح مع السياسة الخائنة للقيادة السوفياتية الإجرامية وسعى لاستعادة حريته واستقلاله.
إن يوم 20 يناير الدامي ليس فقط يوم مأساة في تاريخ الشعب الأذربيجاني، ولكنه أيضًا صفحة شرف، كان شعبنا قادرًا على حماية صدورهم من الكابوس الرهيب الذي حل بهم في ذلك اليوم، لإظهار ثقتهم بأنفسهم ومثابرتهم. أظهرت هذه الأحداث بشكل مباشر أن الشعب الأذربيجاني مصمم على النضال من أجل استعادة حقوقه وسيادته المنتهكة.
لسوء الحظ، لم يتخذ كل من قيادات اتحاد السوفياتية والجمهوريات الاشتراكية الأذربيجانية آنذاك، بصفتهما المنظمين المباشرين لهذه المجزرة الدموية والمشاركين فيها، تدابير ليس فقط لفتحها وتقديم الجناة إلى العدالة، ولكن لبذل كل ما في وسعها للتغطية على هذه الجريمة.
بعد يوم واحد من مأساة 20 يناير، زار الزعيم الوطني حيدر علييف البعثة الدبلوماسية الأذربيجانية في مدينة موسكو عاصمة الاتحاد السوفياتي آنذاك، وفضح مرتكبي العمل الدموي الذي قام به النظام السوفييتي في أذربيجان، وكانت هذه الخطوة التي قام بها بمثابة دعم وعزاء لشعبنا في ذلك الوقت، في تلك الأيام الصعبة، شعر شعبنا بالعجز.
حيدر علييف، الذي قاد أذربيجان لسنوات عديدة، بالرغم من أنه من المسلمين الأصليين الذين تقلدوا مناصب رفيعة في الاتحاد السوفيتي السابق، ولديه خبرة إدارية غنية وإرادة لا تتزعزع، تقاعد بسبب غضب قيادة الاتحاد السوفيتي آنذاك.
لكنه رغم كل الحرمان كان مع شعبه في تلك الأيام الصعبة متضامنا معهم، في الواقع، قام الزعيم الوطني حيدر علييف بتقييم العمليات الجارية في أذربيجان في بيان، وأشار إلى أن قيادة الاتحاد السوفياتي لم تكن عادلة ولطيفة على الإطلاق مع أذربيجان.
كما انتقد الحكومة على تعيين لأذربيجان زعيمًا أميًا سياسيًا يشبه العبيد من قبل الاتحاد السوفياتي، مما خلق فجوة عميقة بين الشعب والحكومة، كما خدم خلق هذه الفجوة مصالح الحكومة المركزية في الاتحاد السوفياتي في المقام الأول، وفي نفس الوقت تسبب في كل المشاكل التي ستنشأ في المستقبل، ولا سيما مأساة 20 يناير.
بمبادرة وبقيادة الزعيم الوطني حيدر علييف، قدم السوفييت الأعلى لجمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي تقييما سياسيا وقانونيا لهذا الحدث لأول مرة في 21 نوفمبر 1990.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واستعادة استقلال الدولة الأذربيجانية، لم يقم قادة أذربيجان، الذين حاربوا لبعض الوقت من أجل السلطة، بالتحقيق عن قصد في أسباب هذه الجريمة البشعة ضد شعبنا وتحديد مرتكبيها.
فقط بعد عودة الزعيم الوطني حيدر علييف إلى قيادة البلاد في عام 1994 – تلقت أحداث 20 يناير 1990تقييما سياسيا وقانونيا على مستوى الدولة.
وبالتالي، فإن مأساة 20 يناير ليست مجرد حدث حزين في ذاكرتنا التاريخية، بل هي أيضًا يوم حزن، مكانتها في مصير وتاريخ شعبنا أكثر أهمية من حيث المعنى والجوهر.
دخل يوم 20 يناير تاريخ الشعب الأذربيجاني باعتباره ذروة البطولة.
في نهاية القرن العشرين، قدم شعبنا تضحيات لا يمكن تعويضها، لكنه اكتسب إرادة وشجاعة استثنائية ليفخر بهما لقرون، تاريخ مصحوب بحرمة الروح الوطنية.
لقد أثبت للعالم أجمع أننا كأمة قادرة على إقامة العدل وحماية كرامتنا.
لذلك، فإن شهر يناير الدامي هو أعلى قمة من حيث حماية كرامة الشعب الأذربيجاني، وليس مأساة، صفحة مجيدة في تاريخ الأشخاص المستعدين لتقديم أي تضحيات على هذا الطريق.
رغم أن هذه الصفحة من تاريخنا فتحت بصوت الرصاص الإمبراطوري، إلا أنها كتبت بدماء شهدائنا. كما أنه كتب إلى الأبد.
واليوم نتذكر بفخر القائد حيدر علييف وجميع شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل استقلال بلادنا ووحدة أراضيها، لأن مثالهم البطولي تكرر بعد 30 سنة، لأن الجيش الأذربيجاني المجيد بقيادة الرئيس القائد العام الأعلى إلهام علييف وضع حدًا لشوق الشعب الأذربيجاني لمدة 30 عامًا، وحرر أراضينا من الاحتلال الأرمني وخلق واقعًا جديدًا.
والآن يرفرف علم أذربيجان ذو الألوان الثلاثة في تلك المناطق المحررة وبدأت أعمال البناء على نطاق واسع ويستعد النازحون داخليًا للعودة إلى أراضيهم الأصلية.
*المصدر : جريدة الحوار الجزائرية.