CGTN العربية/
شهدت السنوات الـ20 الماضية تحولا جذريا في الاقتصاد الصيني لأنه قبل 20 عاما، لم تشكل الصين جزءا كبيرا من الاقتصاد العالمي، وكان ذلك التحول فقط قبول طلب الصين للانضمام لمنظمة التجارة العالمية. الآن، أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فيما لو تم قياس القيمة الحالية، لكنه يعد أكبر اقتصاد في العالم إذا تم قياسه من خلال التعادل في القوة الشرائية.
لذلك، فإن للصين تأثير كبير على الاقتصاد العالمي. ووفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي لعامي 2020 و2021، ستساهم الصين بنسبة 60% من النمو الاقتصادي العالمي. وبحلول عام 2025، ستكون الصين مسؤولة عن 30% من النمو الاقتصادي العالمي، وهي نسبة أعلى من تلك للولايات المتحدة التي تبلغ 10%.
يكمن سر النمو الاقتصادي في الصين إلى الاقتصاد الاشتراكي في الأساس. هذا يعني أنه لا يشمل الاقتصاد الخاص فقط، ولكن أيضا يجمعه مع مزايا الاقتصاد المملوك للدولة. وهذا يعطيها ميزة كبيرة على الاقتصادات الغربية التي تعتمد فقط على الاقتصاد الخاص. بالإضافة إلى ذلك، تنفق الصين 40% من ناتجها المحلي الإجمالي على الاستثمار، وهو ما يقرب من ضعف مثيله في الولايات المتحدة. لذلك، فإن كل هذه العوامل تدعم النمو الاقتصادي السريع.
سبب مباشر آخر هو أن الصين سيطرت بسرعة على الجائحة ضمن أراضيها. فحتى الآن، لم يعد فيروس كورونا الجديد نشطا في الصين. ولا يوجد سوى حالات تفشي محلية قليلة متفرقة، في الوقت الذي ينتشر الفيروس في الغرب والوضع العام خطير للغاية. لذلك، لا يمكن للاقتصاد أن ينتعش بسرعة. لذلك، تكمن أهمية المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي في أنه شهد نموا طويل الأجل لاقتصاد الصين ودورها الهائل في العالم.
التحدي الكبير هو أن الصين على وشك أن تصبح اقتصادا عالي الدخل وفقا لمعايير البنك الدولي، والذي يزيد قليلا عن 1000دولار أمريكي للفرد من الناتج المحلي الإجمالي شهريا. وستصبح الصين اقتصادا عالي الدخل في عام 2022 أو 2023 وفقا لتلك المعايير.
لكن ذلك سيغير الاقتصاد العالمي، لأن عدد سكان الاقتصادات المرتفعة الدخل يشكل 16% من سكان العالم. لكن الصين لوحدها تشكل 18% من سكان العالم. لذلك، فإن الصين ستضاعف عدد الأشخاص الذين يعيشون في الاقتصادات ذات الدخل المرتفع. ويكمن التحدي الكبير في أن الاقتصاد الصيني سيصبح أكثر تعقيدا. فعندما لا يزال الاقتصاد في طور النمو، يشعر العامة بالقلق بشأن الحصول على ما يكفي من الطعام والسكن اللائق وأوقات فراغ كافية في ظل ظروف أكثر قسوة.
لكن عندما تصل الصين إلى اقتصاد الدخل المرتفع، ستنخفض حصة الاقتصاد المستخدمة في الغذاء وحتى الإسكان. وتكون لدى الناس احتياجات أكثر تعقيدا، مثل الاحتياجات الثقافية واحتياجات السفر. أصبحت الصين أكبر اقتصاد سياحي في العالم، حيث يسافر أكبر عدد من السياح إلى الخارج، ولديها أيضا احتياجات تعليمية وثقافية وطبية، وهذا التحدي الأساسي الذي يواجه الصين.
علاوة على ذلك، دخلت الصين أيضا فترة حرجة من تغير المناخ. حظيت أهداف حماية البيئة الصينية التي أعلنها الرئيس شي جين بينغ العام الماضي باهتمام دولي واسع. ولكن الآن، دخل النقاش حول تغير المناخ الدولي حقبة جديدة.
لحسن الحظ، فإن إدارة بايدن أكثر حكمة من إدارة ترامب. عادت الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ. وهذا يعني أن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، ستناقشان إجراءات التعامل حول هذه القضية.
مشكلة تغير المناخ هي من أخطر المشاكل، لأنه يجب حلها في غضون السنوات الخمس القادمة، ولا يمكننا الانتظار 10 أو 20 عاما. وهذا تحد جديد يواجه الصين.
*ملاحظة المحرر: في عام 2001، انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية. وفي نفس العام، تم تأسيس منتدى بوآو الآسيوي. شهدت السنوات الـ20 الماضية نموا اقتصاديا اعجازيا في الصين. فما هي الأسرار التي اتبعتها الصين للحفاظ على ازدهار اقتصادها؟ يشارك جون روس، وهو من أوائل الباحثين في معهد تشونغ يانغ للدراسات المالية بجامعة رينمين الصينية، آراءه مع CGTN. يتجسد هذا المقال وجهة نظر الكاتب، ولا يعكس بالضرورة رأي قناة CGTN.