شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
( الجزء السابع )
إعداد: وو فو قوي / عبد الكريم*
*تعريف بالكاتب:
*مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي.
*عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية الدولية.
*كاتب من الصين/ واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني.
*كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية.
*كبير مستشاري الشؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية.
الجزء السابع:
على الرغم من أن الصين عانت من كارثة طبيعية خطيرة للغاية من 1959 إلى 1961، إلا انها كانت أول دولة تستجيب بشكل إيجابي كبير لدعوة الحكومة الجزائرية لمساعدتها، إذ أرسلت اليها في عام 1963، على الفور، فريقا طبيا يتكون من 24 خبيراً و معظمهم من مقاطعة هوبي.
في ربيع عام 1963، وصل أول فريق طبي صيني الى الجزائر مرسل من قبل الحكومة الصينية. واليوم، و بعد مرور 57 سنة، جاء أول فريق من الخبراء الطبيين الصينيين إلى الجزائر و شمال إفريقيا ومنطقة المغرب العربي لتقديم المساعدة والدعم للشعب الجزائري في مكافحته لجائحة كوفيد- 19 . هذا الأمر يُعبّر عن المسار التاريخي القوي للصداقة الصينية الجزائرية كما انه يجدد مرة أخرى هذه الصداقة القديمة المتميزة .
تجدر الإشارة، إلى أن هذا الامر يتعلق بأهمية أول فريق من الخبراء ترسله الحكومة الصينية لدعم مكافحة كوفيد -19 في منطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي.
إذا تأملنا تاريخ الصداقة المتميزة بين الصين والجزائر، يمكننا اكتشاف الكثير من الظواهر التي تعد الاولى من نوعها. فعلى سبيل المثال، كانت الصين أول دولة غيرعربية تعترف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كما أن الجزائر أول دولة عربية تقيم علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين. إن هذه المبادرات النوعية للجانبين الصيني والجزائري تشهد على عمق الصداقة بين البلدين و سمو العلاقات الثنائية، إذ أنهما شريكين إستراتيجيين يربطهما الصدق والثقة المتبادلة، يعملان للتعاون العميق ويربطهما التنافع والتقاسم، ليكونا شريكين في تواصل تربطهما الاستفادة المتبادلة، وليكونا شريكين في الابتكار، ترشدهما الممارسات الرائدة، فنحن أمتان جريئتان رائدتان تسعيان الى التفوق في صالح الانسان.
إن التأمل العميق في تاريخ العلاقات الصينية الجزائرية يجعلنا نشعر بسعادة وفخر لكون هذا التاريخ على عراقة قدمه كان ناصعاً لا تشوبه شائبة ولم تعكر صفوه أية مشكلات على الإطلاق عبر آلاف السنين. ولم يكن ذلك بسبب البُعد الجغرافي فهو لم يمنع الجزائر و الصينيين من التلاقي، بل بسسب الاحترام المتبادل الذي ما نزال نجده سبباً هاماً لتعميق علاقتنا.
إن الصين و الجزائر يتمتعات بتراث أصيل و موارد طبيعية وثقافية غنية، إضافة لذلك، يتواجد لديهما أساس متين و إمكانيات وفيرة لتعميق التعاون و التبادل الثقافيين و توسيعهما. فنحن على أهبة استعداد لتعزيز التعاون و التبادل الثقافيين مع الجزائر ملتزمين بمبادىء تبادل الخبرات و التجارب و تقوية التعاون و الازدهار المشترك. ولأجل تحقيق ذلك، أحب أن أطرح بعض الاقتراحات:
الأول: الاستمرار في تعميق التعاون الثقافيين بين الصين و الجزائر في إطار منتدى التعاون الصيني العربي. فيتعين تعزيز التبادلات بين الخبراء و العلماء و للجامعات ورجال الفكر و الإعلام و الهيئات و المؤسسات و الإداريين و المنشغلين في الأساط الثقافية و الإخبارية و الفنية.
الثاني: في سبيل توسيع أثار هذا التعاون لتعميق الدبلوماسية الشعبية الصينية الجزائرية، أتقدم باقتراح مهم هو أهمية تكثيف النشر عن العلاقات الصينية – الجزائرية في موقع (شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية)، وتواصل النشر عن مجالات التبادل الثنائي عموماً في كل المناحي، كذلك أقترح رعاية (الإتحاد الدولي للصحفيين و الإعلاميين و الكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين) لمهرجان الفنون الجزائرية في الصين؛ و مهرجان الفنون الصينية في الجزائر، الذي يقام في الصين و في الجزائر بالتناوب كل سنتين. كما نريد ألا تقتصر فعاليات مثل هذا المهرجان على العروض الفنية و معارض الفنون التشكيلية و المنتديات الثقافية، بل أن يدخل التعاون بتواصل وتكثيف إلى ميادين النشر و الصحافة و السينما و التلفزيون و السياحة.
الثالث: إقامة “منتدى طريق الحرير” على أساس “الندوة الثقافية الصينية الجزائرية”، حيث يلتقي كل المسؤولين الثقافيين ببعضهم البعض، وهم القادمون من جنوبي أسيا ووسطها و منطقة غربي آسيا و شمالي إفريقيا، ويتناقشوا في القضايا الثقافية الإخبارية الساخنة فتكثيف التبادلات و التعاونات الثقافية و الإخبارية فيما بين الدول النامية.
العمل سوياً على إقامة مجتمع المصير المشترك بين الصين الجزائر القائم على الازدهار الثقافي المشترك. نحن فخورون بحضارتنا المبهرة في الصين والجزائر، ونحن مستعدون لتقديم مساهمات أكبر للتنوع الحضاري في العالم. يجب علينا تعزيز التواصل والتنافع والتلاحم والتعايش بين الحضارتين الصينية و الجزائرية، وتوفير القوة المساندة المستمرة لتحقيق النهضة الحضارية والتقدم الثقافي والازدهار الفني للجانب الآخر، وتقديم التغذية الروحية الأوفر للتعاون الصيني الجزائري.
يجب علينا توسيع تبادل الأفراد في قطاعات الثقافة والفن والتعليم والرياضة والمراكز الفكرية ووسائل الإعلام والمرأة والشباب، وتثبيت الروابط العاطفية بين شعوب الجانبين الصيني و الجزائري.
من المهم بمكان، تنفيذ حملة التواصل الشعبي في الصين للدراسات الجزائرية لتعميق التبادل والتنافع الحضاري مع الجانب الجزائري، وإقامة النسخة المعززة من البرنامج الصيني الجزائري للتواصل والبحوث المشتركة، وتنفيذ مشروعات ثقافية ورياضية وسياحية، ودعم انضمام الجزائر إلى روابط طريق الحرير الدولية للمسارح والمتاحف ومهرجانات الفنون، وإنشاء شبكة التعاون الصيني الجزائر لوسائل الإعلام، ودعم المؤسسات التعليمية الجزائرية التي تستوفي الشروط لاستحداث مزيد من معاهد كونفوشيوس، وتلقي الدعم من الجزائر لتصبح المقاصد السياحية الرئيسية للوفود السياحية للمواطنين الصينيين.