شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
التعاون الصيني الجزائري استراتيجي الجوهر والأهداف
(الجزء الرابع)
بقلم / وو فو قوي / عبد الكريم *
*مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي
عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافية الدولية.
كاتب من الصين/ واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني
كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات و التنمية
كبير مستشاري الشؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية
في علاقاتهما الأخوية الثابتة، أعلنت الصين والجزائر “شراكة إستراتيجية شاملة” في فبراير من عام 2014، بينما قام كبير المستشارين السياسيين الصينيين، يو تشنغ شنغ، بزيارة رسمية إلى الجزائر في نوفمبر من نفس العام.
في 2 نوفمبر 2014 قال السفير الجزائري لدى الصين حسن رابحي، إن جولة يوي تشنغ شنغ، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في أربع دول عربية، والتي بدأها بزيارة الجزائر ستساهم في الارتقاء بالعلاقات الصينية – الجزائرية الإستراتيجية الشاملة والعلاقات الصينية – العربية بشكل عام.
وبدأ يوي زيارة رسمية ودية إلى الجزائر هي الأولى لزعيم صيني إلى الجزائر منذ 6 أعوام. وزار خلال الجولة التي استمرت إلى يوم 9 نوفمبر المغرب والبحرين والأردن أيضاً.
واعتبر رابحي في مقابلة مكتوبة مع وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا))، هذه الزيارة “خطوة هامة من شأنها أن تسلط الضوء على وضع العلاقات العربية – الصينية الراسخة ونتائج التعاون الصيني – العربي وآفاقه المستقبلية”، مشيراً إلى أن “السنوات الأخيرة” شهدت تطوراً مستمراً لهذه العلاقات، وخاصة بعد تأسيس منتدى التعاون العربي – الصيني، وهناك إرادة كاملة لتحقيق التنمية المستدامة ودعم وتطوير التعاون المشترك.
وحول العلاقات الصينية – الجزائرية، قال رابحي، إن”علاقات الصين بالجزائر هي علاقات صداقة وأخوة ومودة وتفاهم، وتتميز بالثقة والدوام والشمولية وتوازن المصالح، وقد أصبحت بطابعها التاريخي والإستراتيجي الشامل نموذجا للتعاون جنوب – جنوب ومثالا يُقتدي به”.
وشهدت العلاقات الثنائية الودية بين البلدين تطوراً مطرداً مع إنجازات ملحوظة في التعاون السياسي والاقتصادي والفني، منذ استقلال الجزائر عام 1962 وإقامة العلاقات الدبلوماسية. وتكللت النجاحات في فبراير بالارتقاء بمستوى الشراكة الإستراتيجية بين البلدين إلى شراكة إستراتيجية شاملة، هي الأولى من نوعها بين الصين ودولة عربية.
ونوّه السفير أنذاك، إلى أن زيارة يوى للجزائر تأتي متزامنة واحتفاء البلاد أيامها بالذكرى الستين لاندلاع ثورتها المجيدة، مؤكداً أن الشعب الجزائري لن ينسى أبداً الدعم الصادق والتضامن الذي قدمته له الصين خلال كفاحه من أجل الاستقلال، إذ أن الصين كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالجمهورية الجزائرية المؤقتة سنة 1958، في حين قدمت الجزائر مساهمة هامة لاستعادة الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة .
وأكد رابحي إن زيارة يوي اكتسبت “في نظر الجانبين الصيني والجزائري أهمية كبرى في تعزيز علاقات التعاون الإستراتيجي الشامل وبذل الجهود المشتركة لتمتين التعاون الوثيق بينهما. وتشكل أيضا فرصة لتقييم التعاون وللتشاور بشأن آفاقه بما يعزز التبادل الثنائي ويعود بالفائدة على الجانبين”.
من جانبه، أوضح السفير الجزائري، إن العلاقات الثنائية تتمتع بإمكانيات كبيرة ومفتاح دفع التعاون والتنسيق بين البلدين نحو آفاق أرحب يكمن في برنامج التعاون الخماسي الإستراتيجي الشامل الذي تم التوقيع عليه ببكين هذا العام بين وزيري خارجية البلدين.
ووضع البرنامج الخماسي الاستراتيجي خريطة طريق شاملة بهدف تكثيف الحوار السياسي، وبرمجة التعاون الثنائي في كافة المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والفنية، فضلاً عن مجال علوم الفضاء وتوسيع التواصل الإنساني والثقافي والاجتماعي بين الشعبين.
في الوقت نفسه، أكد الجانبان على مواصلة التنسيق والتشاور من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وجهودهما من أجل بناء نظام دولي عادل في ظل تطورات الأوضاع في الساحتين الدولية والإقليمية.
وفي هذا الصدد، ثمن رابحي بدوره مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ سنة 2013 بإنشاء “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري للقرن ال21″، وما يمكن أن تعود به من فوائد على الدول العربية، وأكد بأنها” فكرة سامية المعاني وتحظي بتأييد كامل من قبل الجزائر وتتسق ومصالح العالم العربي ومع أهداف منتدى التعاون الصيني العربي”.
والجدير بذكره، أن هذه الفكرة تدعو إلى تحقيق ترابط وتواصل بين الأمم، وإلى بناء شبكة طرق واسعة وحديثة تسهّل تدفق التجارة والاستثمارات وتداول العملات وتعزز الانفتاح الاقتصادي والتعاون الحر، وتساعد على تشكيل وحدة في المصالح والمصير، وتحفز مختلف الدول على التضامن والدعم والثقة المتبادلة وحسن الجوار والصداقة، وإلى تحقيق الاستقرار السياسي والتمنية الاقتصادية، وهو ما يعود بالنفع على العالم العربي الذي كان عنصراً رئيسياً ومركزاً جغرافياً محورياً في طريق الحرير القديم، بحسب رابحي.
وأكد السفير إن الإصلاحات الكبرى التي بارد بها الرئيس الجزائري آنذاك، بوتفليقة، عرضت إلى التوفيق في تعزيز المؤسسات الدستورية للدولة، وضمان استقرارها وأمنها، وترقية تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، لهذا فقد ساعدت البلاد على تجنّب مصير دول أخرى في المنطقة، عَرفت حالات من التردي، سواء تعلق الأمر بالأمن أو الاستقرار أو التنمية.
… (يتبع الجزء الخامس) …
نتابع ات باهتمام هذه التغطية لنموذج من العلاقات الاستراتيجية بن الصين والدول العربية والعلافات الصينية الجزائرية نموذج محفز في هذا الصدد
نشكركم جزيل الشكر على هذا التحيلل والرصد الواقعي للعلاقات العربية والجزائرية الصينية..