جريدة الدستور الأردنية/
يلينا نيدوغينا*
تلقيت رسائل كثيرة من زوار وسياح سابقين رافقوني خلال زياراتهم إلى الأردن، ويرغبون بالعودة إليه، في أقرب فرصة بعد الانتهاء، إن شاء الله، من جائحة كورونا واستئصالها عالمياً، وتعافي الأردن والبشرية منها.
علاقاتي واسعة مع شخصيات كُبرى في عدة دول أجنبية أوروبية وآسيوية ناطقين باللغة الروسية، وإلى جانبهم قياديين في شؤون وشجون حكومية واجتماعية وإعلامية وغيرها، يَشغلون مناصب متقدمة في دولهم، فقد سبق لي أن رافقتهم في أرجاء الأردن، من شماله إلى جنوبه، بحكم مهنتي السياحية وعملي السابق محررة رئيسة لِـ» الملحق الروسي»، في جريدة «ذا ستار» الأسبوعية / التابعة لمؤسسة «الدستور».
آنذاك، أطلعت هؤلاء خلال سنين طويلة، وهم بالمئات، على تاريخ الأردن وحضارته ونقاط وجوانب تميّزه الثقافي والحضاري والتاريخي والجيوسياسي، وأجبتهم على كل الأسئلة والاستفسارات التي طرحوها علي، وإن كان بعضها عميقاً، وبعضها الآخر يكشف عن قلّة معارفهم عن المملكة دولةً وشعباً وحياة.
لم أُذهل خلال عملي السياحي من أن كثيرين من السياح من الشخصيات العليا في بلدانهم وأصحاب الكلمة المنشورة، يعرفون الكثير عن أوروبا وأمريكا، إلا أن معارفهم أقل بكثير عن البلدان العربية والنامية، لكنهم والحق يُقال، لم يتوقعوا أن يَسمعوا مني تاريخاً دقيقاً وموثقاً بالحقائق والأحداث والسنوات عن الأردن ومكانته، فوسائل الإعلام في بلدانهم قلما تتحدث بعمق عن الدول العربية والنامية وتميزاتها، وتركز في أخبارها على «العالم الأول» كما تسميه!
عملنا السياحي دقيق ومهم ومسؤولية جسيمة نحملها يومياً على أكتافنا، لكنه في المقام الأول عَرض موثق ودقيق للغاية عن المملكة، لدفع السائح والزائر إلى البحث في التاريخ والجغرافيا عن معلومات حقيقية ومفيدة عن الدولة الأردنية والشعب الأردني، لإيفاء الأردن والأردنيين حقوقهم التاريخية وتعظيم مكانتهم بين أسرة الشعوب العالمية المُتحابة، إذ أن جهات ما في العالم، من ضمنها «إسرائيل»، تعمل على تشويه صورة الآخر الناصعة، في محاولة منها لتحويل السيل السياحي نحوها، وهي ممارسة لا يتقنها سوى سُرّاق الليل المُتدثِّرين بالعتمة الدائمة.
نتطلع إلى يوم نتخلص فيه نهائياً من كورونا وفتح الحدود الجوية، لنعود إلى أعمالنا السياحية والاسهام الواسع في إطلاع السياح والزوار الأجانب على التجربة الأردنية الفريدة والناجحة والقُدوة للشعوب الأخرى في محاربة الوباء، وحماية الأردن والشعب الأردني منه.