Friday 19th December 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الخط العربي… هويةٌ تُكتب وتاريخٌ يُرى حوار مع الخطّاط الجزائري توفيق عيادي حول جماليات الحرف في الطابع البريدي

منذ دقيقة واحدة في 19/ديسمبر/2025

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

الخط العربي… هويةٌ تُكتب وتاريخٌ يُرى

حوار مع الخطّاط الجزائري توفيق عيادي حول جماليات الحرف في الطابع البريدي

 

في مساحة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات مربعة، يستطيع الطابع البريدي أن يحمل لغةً، وهويةً، وذاكرة أمة كاملة. وعندما يكون الحرف العربي هو البطل، تتحوّل هذه المساحة المحدودة إلى مجال رحب للجمال والدلالة والرمز. في هذا اللقاء النصّي، نقترب من تجربة الخطّاط الجزائري توفيق عيّادي، لنتعرّف على رؤيته الفنية، ومساره الإبداعي، وكيفية حضور الخط العربي داخل إصدار طوابعي رسمي، بوصفه لغة بصرية تنطق بالانتماء والهوية.

س: بدايةً، كيف تقدّمون أنفسكم لهواة الطوابع والمهتمين بفن الخط العربي؟

ج: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا الكريم وعلى آله وصحبه وسلم.
معكم الخطاط توفيق عيّادي، خريج معهد الفنون الجميلة تخصص منمنمات. شاركت في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية، وأقمت عدة معارض في الفنون التشكيلية وفي الخط العربي، كما شاركت في عديد المسابقات ونلت جوائز في بعضها. اشتغلت سنوات في قطاع الثقافة، ثم في التصميم الغرافيكي والآنفوغرافيا. درست الخط العربي بطريقة أكاديمية، ولا أزال إلى اليوم أتعلم وأتدرّب على يد الأستاذ نبيل الشريفي البغدادي، وحضرت معظم الورشات والدورات التعليمية في الخط العربي.

س: ما الذي تمثّله لكم عبارة «العربية تاج البيان ومفخرة اللسان» على المستوى الفني واللغوي؟

ج: اللغة العربية تاج البيان لأنها الأبلغ في التعبير عن أي موضوع وفي أي مجال، فهي تعطينا أوضح الصور وأدق الأوصاف. ويكفينا فخرًا أنها لغة الجنة، ولغة شُرّفت بالقرآن الكريم، لغة الضاد التي أبدع الخطاطون بحروفها أجمل التشكيلات الفنية.
الحرف العربي له سحرٌ جذاب وجمال لا تصفه الأوصاف، وكما قال بيكاسو: إن أقصى نقطة وصل إليها الرسم التشكيلي سبق إليها الخط العربي بمئات السنين، وقد صدق في طرحه.

س: كيف تم اعتماد هذا العمل من قبل المجلس الأعلى للغة العربية، وفي أي إطار مؤسسي جاء هذا التعاون؟

ج: تم اعتماد هذا العمل بعد عرضه على اللجنة المختصة، ووقع عليه الاختيار. العبارة كانت من اقتراح المجلس الأعلى للغة العربية، أما مشاركتي فكانت بالتنسيق مع بريد الجزائر وبالتحديد مديرية الطوابعية، حيث تولّيت الجانب الفني والخطي للعمل.

س: في هذه التجربة تحديدًا، كيف تعاملتم مع تحويل الفكرة اللغوية إلى صيغة بصرية منضبطة داخل مساحة الطابع؟

ج: درست السطر عدة مرات، وقمت بالكثير من المحاولات. كانت الفكرة في البداية اختيار خط واحد وتصميمه في شكل مربع، وأنجزت أربع نماذج بمختلف الخطوط. ثم خلصنا في النهاية إلى جمع الأسطر لأنواع الخطوط الأربعة، بما يتناسب مع شكل الطابع ومساحته.

س: ما أبرز التحديات الفنية التي واجهتكم عند العمل ضمن مساحة صغيرة تحمل رسالة لغوية وثقافية كبيرة؟

ج: التحدي الأكبر أن كل خط يختلف تصميميًا عن الآخر، ومن الصعب تحقيق التناسق بينها داخل مساحة محدودة، مع الحفاظ على وضوح كل خط وقيمته الجمالية.

س: ما أنواع الخطوط العربية التي وجدتم أنها الأنسب لهذا العمل، ولماذا؟

ج: تم اختيار خط الثلث باعتباره الأنسب للعناوين، وخط النسخ لكونه الأكثر استعمالًا، وخط المجوهر باعتباره من تراث المنطقة، إضافة إلى الخط الكوفي القديم لما يحمله من عراقة تاريخية. كل خط يحمل دلالة فنية وقيمة جمالية مستقلة بذاتها.

س: كيف توازنون بين الجمالية الفنية ووضوح القراءة عند تقديم الخط العربي في قالب رسمي؟

ج: لكل خط خصوصيته من الناحية التصميمية، وهذه الخصوصية تمنحه قيمته الفلسفية والجمالية. يبقى على الخطاط صياغة هذه العناصر وترتيبها في تناغم وتناسق بديع، يريح عين المشاهد ويأخذه إلى أبعاد جمالية ووجدانية تبعث في نفسه الإحساس بالانتماء والهوية المتجذرة.

س: ما العنصر الذي يمنح العمل الخطي حضوره وهيبته داخل الطابع البريدي؟

ج: الحرف العربي بحد ذاته له هيبته؛ فهو عنصر أساسي في أي عمل فني. أينما حلّ الخط أَبهر، فقيمته الفنية عالية من الناحية الجمالية والحيوية. حرف واحد يمكن أن يكون رمزًا تشكيليًا بديعًا تعاقبت عليه أجيال من المبدعين، فصار يحمل قيمة جمالية كبيرة.

س: ما الدور الذي يمكن أن يؤديه الخط العربي في توثيق هوية الدولة من خلال الطابع البريدي؟

ج: العربية هي اللغة الرسمية للدولة، وهي هويتنا وانتماؤنا. والخط العربي هو الترجمان البصري لهذه الهوية، وهو – إن صح التعبير – لسان اليد.

س: رسالة أخيرة تودّون توجيهها لهواة الطوابع ومحبي الخط العربي؟

ج: الخط العربي أشرف الفنون، لأنه فن يحمل رسالة؛ فقد حمل الرسالة الربانية، وبه دُوّنت السنة وعلوم القرآن واللغة. وكما قيل:
وما من كاتبٍ إلا سيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
فالخط كله خير وبركة. أتمنى أن أكون قد وُفّقت في تقديم إضافة بسيطة من خلال هذه المشاركة. تحياتي للجميع، وشكرًا لكم.

خاتمة
بهذا الحوار، تتجلّى قيمة الخط العربي لا كعنصر جمالي فحسب، بل كحامل للهوية والذاكرة والمعنى، خاصة حين يحضر داخل الطابع البريدي بوصفه وثيقة ثقافية وسيادية مصغّرة. تجربة الأستاذ توفيق عيّادي تفتح أمام هواة الطوابع نافذة لفهم ما وراء التصميم، وتُعيد الاعتبار للحرف العربي كفنّ حيّ نابض بالرسالة والانتماء.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *