وقال شي إن الجانبين اتفقا على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتوسيع التعاون العملي وتعزيز التبادلات الشعبية والثقافية ودفع إصلاح الحوكمة العالمية وتحسينها.
أعرب شي عن ترحيبه بزيارة الدولة الرابعة التي يقوم بها ماكرون للصين، وقال إن الجانبين أجريا محادثات ودية وصريحة ومثمرة. واتفق الجانبان على أن الصين وفرنسا دولتان كبيرتان مستقلتان، وأنه في ظل التغيرات والاضطرابات التي يشهدها عالم اليوم، يتعين عليهما رفع راية التعددية عاليا، والتمسّك بالحوار المتكافئ والتعاون المنفتح، وإبراز القيمة الاستراتيجية والتأثير العالمي للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وفرنسا على نحو كامل، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب يتسم بالإنصاف والنظام، وكذلك عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة عالميا.
وأضاف أن الجانبين اتفقا على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن التغيرات في البيئة الخارجية، فإن الجانبين ملتزمان بإظهار استقلالية الدولة الكبرى ورؤيتها الاستراتيجية، مع تفهُّم ودعم كل طرف للآخر في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما.
وقال شي إن الجانبين اتفقا أيضا على توسيع التعاون العملي، مضيفا أنهما اتفقا على ترسيخ التعاون في المجالات التقليدية مثل الطيران والفضاء والطاقة النووية، وتوسيع التعاون في المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الرقمي، والصناعات الدوائية الحيوية، والذكاء الاصطناعي. كما اتفقا على تعزيز التنمية المتوازنة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية، وتوسيع الاستثمار المتبادل، وتوفير بيئة أعمال نزيهة وشفافة وغير تمييزية وقابلة للتنبؤ لشركات البلدين.
وأوضح أن الجانبين اتفقا على تعزيز التبادلات الثقافية والشعبية. واستنادا إلى النجاح الذي حققه عام الثقافة والسياحة الصيني-الفرنسي في العام الماضي، سيعمّق الجانبان التبادلات والتعاون في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، وفي المجالات دون الوطنية، إلى جانب إطلاق جولة جديدة من التعاون في مجال حماية الباندا العملاقة.
وأضاف شي أن الجانبين اتفقا كذلك على تعزيز إصلاح الحوكمة العالمية وتحسينها، مشيرا إلى أنهما اتفقا على تعزيز التواصل والتنسيق الاستراتيجيين، والدفاع عن النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة، وعن النظام الدولي القائم على القانون الدولي، والعمل من أجل إنشاء نظام حوكمة عالمي أكثر عدلا وإنصافا.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، قال شي إن الصين تدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام، وتأمل في أن تتمكن جميع الأطراف من التوصل، عبر الحوار والتفاوض، إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم تقبله جميع الأطراف المعنية. وأضاف أن الصين ستواصل الاضطلاع بدور بنّاء في التسوية السياسية للأزمة، مع معارضتها الحازمة لأي أعمال غير مسؤولة تُلقي باللوم على الآخرين أو تُشوّه الحقائق.
وقال شي إن الصين وفرنسا ستبذلان جهودا مشتركة من أجل الدفع نحو تسوية كاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية في أقرب وقت ممكن. وأضاف أن الصين ستقدّم 100 مليون دولار أمريكي من المساعدات إلى فلسطين للتخفيف من حدّة الأزمة الإنسانية في غزة، ولدعم التعافي وإعادة إعمار القطاع.
وشدد شي على أن الانفتاح سياسة وطنية أساسية للصين، وأن الصين ستفتح بابها على نطاق أوسع أمام العالم. ولفت إلى أنه خلال فترة الخطة الخمسية الـ15، ستعزز الصين التنمية عالية الجودة من خلال التعميق الشامل للإصلاح، وستواصل تنفيذ استراتيجية توسيع الطلب المحلي، وستوسع الوصول إلى السوق وفتح مزيد من القطاعات، كما ستوجّه الترتيب العابر للحدود لسلاسل الصناعة والإمداد على نحو عقلاني ومنظم، الأمر الذي سيفتح آفاقا أوسع للتعاون العملي بين الصين وفرنسا ولتطور العلاقات الثنائية.
