Friday 5th December 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

دكتورة كريمة الحفناوي تكتب: وداعاً 2025

منذ 39 دقيقة في 05/ديسمبر/2025

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

وداعاً 2025

 

دكتورة كريمة الحفناوى*

قرُب عام 2025 من نهايته بكل أحداثه المستمرة، وأزماته المتعددة، على مستوى العالم ( سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا) وتستمر الأزمات لتعبُر عتبة العام القادم 2026، مع أمنياتنا فى نهاية العام بأن تحل الأزمات بشكل دبلوماسى وسلمى، ليلتقط العالم أنفاسه وتنعم الشعوب بالسلام والخير والعدل.

وكان لمجىء دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية أثرعلى كل دول العالم، نتيجة لسياسته المتسمة بفرض القوة والهيمنة، كقطب وحيد يحكم العالم بالسيطرة وفرض العقوبات على الدول غير الخاضعة له، ومن أبرز هذه السياسات الأمريكية البدء بشن عدوان على نظام التجارة العالمى، بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع والمنتجات التى تستوردها الولايات المتحدة الأمريكية من كافة الدول، وخاصة الصين التى فرض عليها ترامب رسوم جمركية جنونية .وصلت ل 125%.

وبالطبع بدأت الصين وكل دول العالم، تحذر من ضرر هذه السياسات التى تضر الاقتصاد والسوق العالمى، بما فيه أمريكا التى تعانى من أزمة اقتصادية حادة فى الميزان التجارى وفى الدين الداخلى والخارجى.

لم تكتف الدول بالتحذير بل بدأت الصين فى المعاملة بالمثل، وأيضا بدأت دول الاتحاد الأوروبى فى مواجهة السياسات الأمريكية، كما بدأت العديد من دول أمريكا اللاتينية فى رفض هذه السياسات وفضحها وفى مقدمتها فنزويلا والمكسيك وبنما وكوبا.

وفى الشهور الأخيرة بدأت تحركات كبيرة لتكتلات اقتصادية مؤثرة، من أجل مواجهة السياسات الأمريكية التى تضر بكافة بلدان العالم، منها”منتدى التعاون الإعلامى لدول شنغهاى، فى دولة الصين بحضور 200 ممثل لمؤسسات إعلامية كبرى بالمنظمة الإقليمية، وانعقد المنتدى فى مقاطعة شينجياج الصينية ذات الأغلبية المسلمة “الإيجور”، كرسالة للعالم تعنى السلام والتعايش والتنمية، وسط الحروب والنزاعات التى تعصف بعالمنا فى هذه الفترة العصيبة.

وعقدت منظمة الأسيان (دول جنوب شرق أسيا) قمة بحضور رئيس وزراء جمهورية الصين الشعبية لى تشيانج، فى كوالالمبور عاصمة دولة ماليزيا، وعبَّر قادة جنوب شرق أسيا “الأسيان” عن قلقهم من الرسوم الجمركية ،التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقال السيد أنور إبراهيم رئيس ماليزيا “إن دول الأسيان ستشكل جبهة مشتركة لمواجهة التحديات الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية”، ووجه رئيس ماليزيا رسالة إلى ترامب طلب فيها عقد قمة بين أسيان وأمريكا هذا العام.

كما أنه يوجد “تجمع بريكس” الذى تأسس عام 2009، ويضم البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا، وانضمت إليهم مصر والإمارات وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران فى مطلع العام الماضى 2024، مع احتمال انضمام السعودية، ومن المعروف أن بريكس تجمع اقتصادى، وتكتل جيوسياسى يضم 45% من سكان العالم وتمتلك دوله 44% من الوقود، ويفكر البريكس فى إطلاق عملة جديدة للتعامل بها بدلا من الدولار، مما يُشكِّل خطرا على مكانة الدولار الأمريكى.

كل هذه التكتلات الاقتصادية والسياسية فى مواجهة الهيمنة الأمريكية الرأسمالية المتوحشة المعسكرة، جعلت الولايات الأمريكية تتخوف من صعود أقطاب جديدة، وفى مقدمتها دولة الصين، التى تخاف منها أمريكا ليس على المستوى الاقتصادى فقط، ولكن على المستوى العسكرى، وخاصة بعد أن ثبت التطور الهائل فى الأسلحة الصينية فى مجالات الدفاع الجوى، والمجال البحرى فى الغوصات، فالصين قادرة على صنع أسلحة فرط صوتية، وبأثمان أرخص من أمريكا مما يجعلها منافساً قويا.

أما الخوف الأمريكى الثانى من الصين هو إحياء طريق الحرير القديم، المعروف الآن باسم “الحزام والطريق” لربط قارتى أسيا وأوروبا، عن طريق برى من خلال السكك الحديدية، وطريق بحرى يمر عبر دول جنوب شرق أسيا والخليج العربى، ومنها إلى قناة السويس وصولاً إلى أوروبا.

وفى إطار مواجهة الهيمنة والبلطجة الأمريكية التى تهدد السوق العالمى بما فيها الداخل الأمريكى، تتخذ الصين وعدد كبير من الدول سياسات لمواجهتها، ومنها التعاون والتشارك مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية، هذا غير استمرار التعاون مع الدول العربية والإفريقية (وفى مقدمتها مصر) القائم على المصلحة المشتركة والمصير المشترك والمنفعة المتبادلة، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية وسيادة الدول.

وإذا انتقلنا للصراع العربى الصهيونى فى منطقتنا العربية، نجد تصعيدا كبيرا وخطيرا فى العدوان الصهيونى على فلسطين العربية، بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وإقامة دولة “إسرائيل الكبرى” وتنفيذ ما يسمى بمشروع “الشرق الأوسط الجديد”، وذلك عن طريق تأجيج الفتن والصراعات العرقية والطائفية من أجل تقسيم البلدان وإضعافها ومايحدث فى السودان وليبيا وسوريا شاهد على ذلك، هذا بجانب توسع الكيان الصهيونى فى احتلال أجزاء من الدول العربية ومنها لبنان التى تم احتلال أجزاء منها (خمسة قرى ومواقع أخرى استراتيجية)، بجانب سوريا التى اجتاحتها “إسرائيل وتطلب الاستيلاء على الأراضى السورية حتى حدود العاصمة دمشق!!. بالإضافة إلى إلحاق لبنان وسوريا والمملكة العربية السعودية باتفاقيات التطبيع الابراهيمية، ومازالت فصول الصراع مستعرة ومستمرة.

وإذا انتقلنا إلى بؤرة أخرى من بؤر الصدام المشتعلة، نجد تهديداً لايصدر إلا من الهمجى الذى يحكم الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، بالهجوم على دولة فنزويلا البوليفارية وعلى شعبها، حيث قام بتحريك السفن الأمريكية والجنود والمعدات العسكرية قبالة سواحل فنزويلا فى البحر الكاريبى، بزعم القضاء على عصابات تهريب المخدرات، ومحاربة غسيل الأموال الناتجة عن المخدرات، ولكن هذه التهديدات العسكرية هى فى حقيقتها لإزاحة الرئيس مادورو، ليحل محله نظام عميل تابع للولايات المتحدة الأمريكية، ومن أجل الاستيلاء على ثروات فنزويلا من النفط والذهب، وغيرها من المعادن الثمينة.

ولقد أصدرت وزارة السلطة الشعبية للعلاقات الخارجية بجمهورية فنزويلا البوليفارية، بيانا لتفنيد مزاعم الولايات المتحدة الأمريكية لشن حرب ضد فنزويلا، وأشار البيان إلى التقارير الصادرة من الأمم المتحدة التى تنفى هذه المزاعم.
وتشير التقارير الرسمية المتواصلة من مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة (UNODC)، أنه تم اعتماد فنزويلا كإقليم خالٍ من الزراعات غير المشروعة، ولاتوجد كارتلات ولا معامل مخصصة لإنتاج المخدرات. وهاهى شعوب العالم تتابع بقلق متزايد إمكانية اندلاع حرب فى منطقة البحر الكاريبى تؤدى إلى مزيد من الحروب والأزمات العالمية.
كما نستقبل العام الجديد مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لأكثر من ثلاث سنوات، رغم محاولات حلها عن طريق المفاوضات.

إننا نضم ونرفع صوتنا مع كل أحرار العالم، من أجل وقف الحرب العدوانية الصهيونية المتوحشة على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية، ووقف الإبادة الجماعية للنساء والأطفال والشيوخ، وفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية فورا، ووقف استخدام الكيان الصهيونى سلاح التجويع، الذى يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ونتضامن مع كل الشعوب والدول التى تقف مع الحقوق العادلة للشعب الفلسطينى ومنها نيكارجوا وكولومبيا والبرازيل وجنوب إفريقيا وكوبا والصين وإيران.

إننا وكل الشعوب الحرة الأبية، نقف مع دولة فنزويلا ضد الهيمنة والسيطرة والعقوبات الاقتصادية الأمريكية، ونطالب برفعها فوراً عن فنزويلا، وعن كل الدول التى تفرض عليها أمريكا عقوبات اقتصادية، من أجل سلام العالم وخير الإنسانية، ونطالب بحل الصراعات بين الدول بالمفاوضات السلمية، حتى تتجنب البشرية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الحروب، وبالرغم من استمرار الحروب، واشتداد الأزمات ونحن على أعتاب عام جديد، نجد فى الأفق شعاع من الضوء يحمل التغيير للأفضل، يتجلى هذا الضوء فى كل الحركات الاحتجاجية الشبابية التى اجتاحت العالم لنصرة الشعب الفلسطينى، وفى حركات الشباب من جيل 2000، التى خرجت احتجاجا على الفقر والقهر والبطالة والفساد والاستبدا.

إن الشعوب تنتفض ضد جرائم الإمبريالية الأمريكية والفاشية الصهيونية، من أجل عالم يسوده السلام والاستقرار عالم يسوده العدل والعدالة والمساواة لخير الإنسانية جمعاء.

 

*دكتورة كريمة الحفناوى- كاتبة مصرية، عضو الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وحلفاء الصين. عضو الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *