شبكة طريق الحرير الإخبارية/
تُجسد العلاقات الحديثة بين أوزبكستان وكازاخستان تعاونًا مستقرًا وديناميكيًا، حيث يُكمل الحوار السياسي بشكل عضوي مشاريع ملموسة في التجارة والاستثمار والصناعة. اليوم، تتجاوز هذه الشراكة جدول الأعمال الثنائي بكثير، لتصبح حلقة رئيسية في تشكيل فضاء اقتصادي مشترك في آسيا الوسطى.
ديناميكيات اقتصادية:
النمو وتنويع التجارةمن يناير إلى سبتمبر 2025، بلغ حجم التجارة بين أوزبكستان وكازاخستان 3.5 مليار دولار، مسجلاً زيادة بنسبة 15.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. بلغت الصادرات 1.06 مليار دولار (بزيادة 6% مقارنة بعام 2024)، بينما بلغت الواردات 2.42 مليار دولار، مسجلة نموًا بنسبة 20.3%.
تعكس هذه الديناميكية الإيجابية ليس فقط التوسع الكمي في حجم التجارة، بل أيضًا التنويع التدريجي لهيكل التجارة، مع زيادة حصة المنتجات ذات القيمة المضافة في الصادرات.تشمل الفئات الرئيسية للصادرات الآلات، والسلع الزراعية، ومواد البناء.
توسع أوزبكستان بنشاط توريد مكونات السيارات، والفواكه والخضروات، والمياه المعدنية، والمنسوجات، والأسمنت.
في عام 2024 وحده، نمت الصادرات إلى كازاخستان بنسبة 2.4%، وتوسع نطاق السلع المصدرة بـ86 فئة جديدة — من الكهرباء والزبدة إلى النحاس والمنتجات المعتمدة على الكاكاو.
الاستثمارات والمشاريع المشتركة:
زيادة المشاركة واتجاهات جديدةحتى أغسطس 2025، تم تسجيل 1,157 شركة برأس مال كازاخستاني في أوزبكستان، بما في ذلك 281 مشروعًا مشتركًا و876 شركة مملوكة بالكامل للأجانب. تشمل مجالات نشاطها الرئيسية التجارة، والبناء، وتكنولوجيا المعلومات، والتأمين، والخدمات المالية.في كازاخستان، يوجد حاليًا 5,400 كيان قانوني برأس مال أوزبكستاني، مما يعكس الاهتمام المتبادل المتزايد لمجتمعات الأعمال في البلدين.مراكز التعاون الإقليمي والتجمعاتتطور مراكز التعاون الإقليمي في أوزبكستان — خاصة في مناطق نامانغان وسيرداريا — تجمعات زراعية صناعية وصناعية.
في نامانغان، تم إنشاء تجمع زراعي صناعي لتعزيز الصادرات وإدخال تقنيات الزراعة الدقيقة.
في سيرداريا، يتم بناء تجمع صناعي يغطي 70 هكتارًا، يشمل منشآت لإنتاج أنابيب البولي إيثيلين، ومواد البناء، ومجمع زراعي.
يتم تنفيذ مشاريع مشابهة في مناطق كاراكالباكستان، وطشقند، وسمرقند، حيث يتم إنشاء مراكز لوجستية ومؤسسات معالجة.
من الجانب الكازاخستاني، تشارك مناطق توركستان، وكيزيلوردا، وجيتيسو بنشاط في مبادرات تركز على معالجة المواد الخام الزراعية وإنتاج منتجات غذائية عالية القيمة.
يعمق مثل هذا التعاون الإقليمي التكامل الاقتصادي، ويطور أنظمة لوجستية مشتركة، ويخلق سلاسل إنتاج مستدامة بين المناطق المجاورة في البلدين.
المنتديات والحوار:
آلية الثقة والحلول العمليةتلعب اللجنة الحكومية الدولية للتعاون بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية كازاخستان، التي يرأسها مشتركًا رئيس وزراء أوزبكستان عبد الله أريبوف ورئيس وزراء كازاخستان أولجاس بيكتينوف، دورًا رئيسيًا في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
في أكتوبر 2025، عقدت الدورة الـ22 للجنة في خيوة، حيث ناقش الجانبان بالتفصيل توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري، والتعاون الصناعي، والربط في النقل والعبور، والتعاون في الزراعة والطاقة، بالإضافة إلى البيئة والاستخدام الرشيد لموارد المياه.
تم إيلاء اهتمام خاص للتعاون بين المناطق والبلدان الحدودية، بالإضافة إلى المبادرات المشتركة في السياحة والرياضة.سابقًا، عقد المنتدى الرابع للتعاون بين المناطق في سمرقند، مما أسفر عن توقيع خارطة طريق أعدها وزير الاستثمارات والصناعة والتجارة في أوزبكستان لازيز كودراتوف ووزير التجارة والتكامل في كازاخستان أرمان شاكالييف، توفر تنفيذ مشاريع وعقود بقيمة 7.1 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع 32 اتفاقية بين مناطق البلدين وحزمة عقود تجارية بقيمة 700 مليون دولار.تشكل هذه الوثائق أساسًا طويل الأمد لإنشاء مناطق صناعية مشتركة، ومراكز نقل ولوجستية، ومبادرات طاقة.صيغة “C5+1”: التعاون على مستوى الإقليمشكلت قمة قادة “C5+1″، التي عقدت في 5-6 نوفمبر 2025 في واشنطن، مرحلة هامة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين أوزبكستان وكازاخستان في إطار التعاون الإقليمي.تتعزز الشراكة بين البلدين من خلال أهداف مشتركة — تطوير البنية التحتية المستدامة، وربط الطاقة، وإدخال التقنيات الرقمية والخضراء، وخلق ظروف مواتية لحركة السلع ورأس المال والاستثمارات بحرية.
تمتد المبادرات المشتركة لأوزبكستان وكازاخستان خارج حدودهما. من بين المشاريع الإقليمية قيد النظر بناء سكة حديد عابرة لأفغانستان، والتي يمكن أن تحول آسيا الوسطى إلى حلقة رئيسية في اللوجستيات الأوراسية. مدعومًا بشركاء دوليين، يشكل هذا المشروع جزءًا من الاستراتيجية الأوسع لربط آسيا الوسطى وجنوب آسيا عبر أفغانستان.
منطق جديد للشراكة: الصناعة والطاقة والتنمية المستدامة تظل كازاخستان أكبر شريك لأوزبكستان في رابطة الدول المستقلة وثاني أكبر شريك تجاري بعد روسيا. يتطور التعاون تحت منطق “التصنيع الجديد” — من الإنتاج المشترك لقطع غيار السيارات والمعدات الكهربائية إلى التعاون في الطاقة المتجددة، وبناء محطات الطاقة الشمسية والرياح، وتبادل الخبرات في التمويل الأخضر وإزالة الكربون.يُولى اهتمام خاص لتكامل النقل، بما في ذلك تطوير الممرات الدولية مثل “عابر بحر قزوين”، و”الشمال-الجنوب”، وطرق جديدة عبر الصين وإيران وتركيا، مما يخلق أساسًا صلبًا لتنويع تدفقات التصدير وتعزيز دور الإقليم في الاقتصاد العالمي.الخاتمة: مستقبل مشترك لآسيا الوسطى التعاون بين أوزبكستان وكازاخستان أكثر من مجرد حساب براغماتي أو تبادل تجاري.
إنه يمثل أساس نموذج جديد للصمود الإقليمي، مبني على الثقة المتبادلة، والاعتماد الاقتصادي المتبادل، والمسؤولية المشتركة عن تنمية آسيا الوسطى.
من خلال المشاريع المشتركة، وتكامل شبكات الطاقة والنقل، ودعم ريادة الأعمال، والتعاون التكنولوجي، تشكل البلدان فضاء شراكة حديث يُعد نموذجًا للإقليم بأكمله.