قال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم السبت إن الصين على استعداد للعمل مع جمهورية كوريا لضمان التنمية المطردة وطويلة الأمد لشراكتهما التعاونية الإستراتيجية.
شبكة طريق الحرير الإخبارية/
شي جين بينغ يقول إن الصين مستعدة للعمل مع جمهورية كوريا لضمان التنمية المطردة للشراكة التعاونية الإستراتيجية
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم السبت إن الصين على استعداد للعمل مع جمهورية كوريا لضمان التنمية المطردة وطويلة الأمد لشراكتهما التعاونية الإستراتيجية.
خلال محادثاته مع رئيس جمهورية كوريا لي جاي-ميونغ، قال شي إن الصين وجمهورية كوريا جارتان مهمتان لا يمكن إبعادهما عن بعضهما البعض، وشريكتان في التعاون لا يمكن فصلهما.
وأشار شي إلى أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 33 عاما، تجاوز البلدان الاختلافات للنظام الاجتماعي والأيديولوجية، ودفعا بنشاط التبادلات والتعاون في مختلف المجالات، وحققا نجاحا مشتركا وازدهارا متبادلا.
وأكد شي أن الحقائق أثبتت أن تعزيز التنمية السليمة والمطردة للعلاقات بين الصين وجمهورية كوريا لطالما كان الخيار الصحيح الذي يخدم المصالح الجوهرية للشعبين ويتماشى مع اتجاه العصر.
وقال إن الصين تقدر علاقاتها مع جمهورية كوريا وتحافظ على الاتساق والاستقرار في سياساتها تجاه الأخيرة.
وأضاف شي أن الصين مستعدة لتعزيز التواصل مع جمهورية كوريا وتعميق التعاون وتوسيع المصالح المشتركة ومواجهة التحديات معا، بما يضمن أن تسهم الشراكة التعاونية الإستراتيجية بين الصين وجمهورية كوريا بمزيد من الطاقة الإيجابية لتحقيق السلام والتنمية على الصعيد الإقليمي.
وطرح اقتراحا من أربع نقاط لفتح آفاق جديدة للعلاقات بين الصين وجمهورية كوريا.
أولا، حث شي الجانبين على تعزيز التواصل الإستراتيجي وترسيخ أساس الثقة المتبادلة.
وفي معرض الإشارة إلى أنه ينبغي للطرفين النظر إلى العلاقات الثنائية من منظور طويل الأمد، دعا شي الصين وجمهورية كوريا إلى السعي لتحقيق تنمية مشتركة من خلال الاحترام المتبادل، وتحقيق التعاون المربح للجانبين من خلال البحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا.
وشدد على أنه ينبغي على البلدين احترام النظام الاجتماعي ومسار التنمية الخاص بكل منهما، ومراعاة المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض، وإدارة الاختلافات والخلافات بشكل مناسب عبر المشاورات الودية.
كما اقترح شي الاستفادة الكاملة من قنوات الحوار وآليات التبادل بين البلدين لحشد القوة لتنمية العلاقات الثنائية.
ثانيا، حث شي الجانبين على تعميق التعاون القائم على المنفعة المتبادلة وتعزيز روابط مصالحهما.
وفي معرض الإشارة إلى أن مساعدة الجار على النجاح تعد مساعدة للذات، أكد شي أن الصين على استعداد للعمل مع جمهورية كوريا على أساس مبدأ المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، وتسريع المرحلة الثانية لمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وجمهورية كوريا، واستكشاف إمكانات التعاون في المجالات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والمستحضرات الدوائية الحيوية والصناعات الخضراء والاقتصاد الفضي، للارتقاء بجودة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وأوضح الرئيس الصيني أن الجانبين يوليان أهمية كبيرة لمكافحة المقامرة عبر الإنترنت والاحتيال عبر الاتصالات، مشيرا إلى أن الصين وجمهورية كوريا يمكنهما تنفيذ تعاون على الصعيدين الثنائي والإقليمي لحماية سلامة الشعبين وممتلكاتهما على نحو أفضل.
ثالثا، دعا شي البلدين إلى تعزيز الصداقة بين الشعبين وتقريب القلوب من بعضها البعض بشكل أكبر.
وأكد أن على الصين وجمهورية كوريا تعزيز التواصل مع وسائل الإعلام والرأي العام، وبث المزيد من الرسائل الإيجابية، وكبح التوجهات التي قد تضر بالعلاقات بين البلدين، مضيفا أن على البلدين تنفيذ تبادلات ثقافية وشعبية صحية وبناءة لتعميق التفاهم المتبادل وترسيخ الأساس الشعبي للعلاقات الثنائية.
كما دعا إلى تيسير السفر عبر الحدود وتشجيع المزيد من التبادلات بين الشباب ووسائل الإعلام ومراكز البحوث وعلى المستوى المحلي، بما يعزز الألفة المتبادلة بين شعبيهما ويخلق مناخا ملائما للتنمية السليمة والمستقرة للعلاقات الثنائية.
رابعا، حث شي البلدين على تعزيز التعاون متعدد الأطراف والعمل معا لتعزيز السلام والتنمية.
وقال شي إن الصين تهنئ جمهورية كوريا على استضافتها الناجحة لاجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (الأبيك)، مضيفا أنه مع تولي الصين الرئاسة الدورية للمنتدى، تظل مستعدة للعمل مع الاقتصادات الأعضاء لدفع منطقة التجارة الحرة لآسيا-الباسيفيك والتكامل الاقتصادي الإقليمي، بما يسهم في العمل معا على بناء مجتمع آسيا-الباسيفيك.
وقال إن على البلدين أن يعملا معا على ممارسة التعددية الحقيقية وحماية نظام التجارة متعدد الأطراف وجعل الحوكمة العالمية أكثر عدلا وإنصافا.
وشدد شي على أن الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني استعرضت وأقرت التوصيات لصياغة الخطة الخمسية الـ15 (2026-2030).
وفي معرض الإشارة إلى أن الاقتصاد الصيني يتمتع بأساس متين ومزايا في العديد من المجالات ومرونة قوية وإمكانات ضخمة، وإن الظروف والاتجاه الأساسي الداعمين لنموه على المدى الطويل لا يزالان دون تغيير، أكد شي أن الصين ستواصل بحزم توسيع انفتاحها عالي المستوى ومشاركة فرص التنمية مع جميع دول العالم.
ومن جانبه، قال لي إنه يرحب بحرارة بزيارة الدولة من جانب شي إلى جمهورية كوريا بعد مرور 11 عاما، مؤكدا أهميتها البالغة بالنسبة للعلاقات بين جمهورية كوريا والصين.
وأوضح أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واصلت جمهورية كوريا والصين تعميق التعاون القائم على المنفعة المتبادلة في شتى المجالات، الأمر الذي أسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية لكلا البلدين.
وأضاف أن البلدين جاران، والأهم من هذا أنهما شريكان لا يمكن فصلهما، مشيرا إلى أن جمهورية كوريا تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع الصين، وتظل على استعداد للعمل مع الصين لمواصلة دفع العلاقات الودية والتعاونية بين البلدين.
وأوضح أنه ينبغي للطرفين الحفاظ على تفاعلات وثيقة عالية المستوى، وتعزيز التبادلات بين الأحزاب السياسية وعلى المستويات المحلية، ومعالجة الخلافات بين الجانبين بشكل مناسب.
وأشار إلى أن الخطة الخمسية الـ15 للصين تحدد الاتجاه والأولويات لتنميتها الاقتصادية خلال السنوات الخمس المقبلة، مضيفا أن جمهورية كوريا مستعدة لتعزيز التعاون متبادل المنفعة مع الصين، والحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد، وجلب مزيد من الفوائد للشعبين.
كما أعرب عن استعداد جمهورية كوريا لتعزيز التبادلات الشعبية مع الصين لتعزيز الروابط بين الشعبين.
وقال إن جمهورية كوريا تدعم الصين لاستضافة اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (الأبيك) للعام المقبل، وتظل على استعداد لتعزيز التواصل والتنسيق مع الصين للشؤون الدولية والإقليمية بغية التعزيز المشترك للسلام والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وقبل المحادثات، أقام لي مراسم ترحيب بشي، حيث استعرض الرئيسان حرس الشرف.
وبعد المحادثات، شهد رئيسا الدولتين معا مراسم لتبادل وثائق التعاون التي تغطي مجالات الاقتصاد والتجارة والتمويل والزراعة وإنفاذ القانون والعلوم والتكنولوجيا.
وفي وقت لاحق من اليوم، عقد لي اجتماعا وديا محدود الحضور مع شي، وأقام مأدبة ترحيب تكريما له.