Tuesday 14th October 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

بين الرماد والورد: عندما يتجاوز الحبّ الركام قصة مخرجة صينية وصداها الإنساني

منذ 48 ثانية في 14/أكتوبر/2025

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

بين الرماد والورد: عندما يتجاوز الحبّ الركام

قصة مخرجة صينية وصداها الإنساني

 

بقلم: شو وي، مخرجة أفلام وثائقية في CGTN

 

 

في عام 2025، استضافت بكين القمة العالمية للمرأة. وفي هذا الوقت الذي عاد فيه العالم للحديث عن “قوة النساء”، أودّ أن أروي قصة قادمة من سوريا — قصة فتاة صينية زرعت الأمل وسط الرماد والأنقاض.

في فبراير/شباط 2023، حين ضرب الزلزال الكبير تركيا، وامتد إلى سوريا، كانت تشانغ شا ، وهي فتاة صينية من شنغهاي، في رحلة سياحية عندما شاهدت بأمّ عينيها مدينة حلب القديمة تنهار أمامها. لكنها لم تعد إلى وطنها، بل اختارت البقاء والمشاركة في جهود الإغاثة كمتطوّعة، تساعد المتضررين وتوزّع المساعدات وتعتني بالأطفال.

وفي لقاء عام بعد تلك التجربة، قالت تشانغ شا:

“عندما يقع الزلزال، تنسى كل الفوارق بين الدول والأديان والأعراق. تشعر حقا بمعنى مصير الإنسانية المشترك.”

تحدّثت عن لحظات كثيرة من اللطف والرحمة التي لا تنسى — شيخ قدّم لها وردة، طفل رسم بـأنامله الصغيرة “بيته الحلم”، ومجهول ابتسم لها في الطريق ليفسح لها المجال.

لم تظهر هذه الصور في الفيلم، لكنها بقيت محفورة في قلبها كأعمق المشاهد الإنسانية.

 

في تلك اللحظة، أدركت أن هذا الفيلم الوثائقي لا يروي قصة كارثة، بل يروي استمرار إنسانيتنا رغم الألم.

عندما عادت إلى الصين، أسست تشانغ شا مشروعًا خيريًا باسم “وردة الأرض”، يموّل تعليم خمسين طفلًا سوريًا يتيمًا حتى إتمام دراستهم. قالت:

” كل ما أستطيع فعله هو أن أشتري بعض الأرز للمسنين، وأمنح الأطفال بعض الكتب. ما أستطيع أن أضمنه هو أنهم، ما داموا ضمن هذا المشروع، فلن يتركوا المدرسة”

كان إصرارها بسيطا ونقيا، يحمل روحا شرقية عميقة — لا في هيئة المنقذ، بل في رفق السائر إلى جانب الآخر.

وفي الثقافة العربية، غالبا ما تجتمع الكرامة والعطاء؛ فالنية الطيبة ليست صدقة، بل احترام متبادل. وقد جسّدت تشانغ شا هذه الحقيقة في أفعالها.

في نهاية الفيلم، نسمعها تقول عبارة فلسفية مؤثرة: “أنت محبوب، لأن الإنسان لا يستطيع أن يحب العالم حقًا إلا عندما يؤمن أنه محبوب.”

تذكّرنا كلماتها بالآية الكريمة: ((رحمتي وسعت كلّ شيء)) فالمحبّة ليست وليدة الثراء، بل ثمرة الإيمان.

 

تُظهر قصة “بين الرماد والورد ” أن المرأة الصينية المعاصرة باتت تسلك طريقًا جديدًا نحو العالم. فلم تعد حارسة الأسرة فقط، بل أصبحت رسولا للثقافة والخير، تحمل قلبا رقيقا قادرا على تحمّل أقسى المسؤوليات.

وهذه القوة نفسها نراها تتجلّى في نساء كثيرات من العالم العربي — في سوريا ومصر واليمن والجزائر — حيث تعمل النساء في التعليم والصحّة والعمل الإنساني والثقافة، إنّهن يقلن للعالم إن اللين ليس ضعفا، بل هو قوة تقوم بالبناء

وكما قال الرئيس شي جين بينغ في كلمته خلال القمة العالمية للمرأة: “يجب أن نهيّئ بيئة مؤاتية لنموّ النساء وتقدّمهنّ.” إنّ معنى هذه العبارة يتجاوز حدود الصين؛ فهي تنتمي إلى كلّ امرأة في العالم تسير في طريق التغيير بثبات، محافظة على الخير والكرامة.

 

في المشهد الأخير من الفيلم، تحمل تشانغ شا حلوى أهدتها لها ابنتها الصغيرة، وتتوجّه إلى مطار دمشق. وعندما سألتها عن  القصف الأخير قرب المطار، ابتسمت وقالت بهدوء: “حتى ركوب السيارة فيه خطر، الاحتمالات واحدة.” كان صوتها خافتا، لكنه مفعم بشجاعةٍ لا تتزعزع.

هي امرأة عادية من بلد آمن، لم تكن مضطرة لفعل كل هذا، لكنها اختارت أن تفعل. في ملامحها رأيتُ مزيجا من الأدوار: الأم، والابنة، والمتطوّعة، والمرأة — تنمو بين الأنقاض وتتّجه نحو النور.

 

إن هذا الفيلم لا يتحدث عن “مساعدات صينية”، بل عن فهم متبادل بين البشر. في عالمٍ متشظٍ ومليء بالانقسام، قد تختلف لغاتنا ودياناتنا، لكننا نتقاسم الإيمان ذاته: الرحمة والكرامة والحبّ هي أعمق ما يوحّد الإنسان بالإنسان.

وكما قال الشيخ السوري الذي قدّم لتشانغ شا وردة زرقاء: “مرحبا بك في بلدنا، أهديك وردة زرقاء.”

تلك الوردة لا تخصّها وحدها، بل تنتمي لكلّ من لا يزال يؤمن بأن الأمل ممكن، وأن الأرض — مهما احترقت — قادرة على أن تُنبت من جديد.

 

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *