Sunday 7th September 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

حشد قوة منظمة شانغهاي للتعاون لاستكمال الحوكمة العالمية — كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ في اجتماع “منظمة شانغهاي للتعاون بلاس”

منذ 5 أيام في 02/سبتمبر/2025

شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/

 

حشد قوة منظمة شانغهاي للتعاون لاستكمال الحوكمة العالمية

— كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ

في اجتماع “منظمة شانغهاي للتعاون بلاس”

(تيانجين، يوم 1 سبتمبر عام 2025)

 

أيها الزملاء المحترمون،

يصادف العام الجاري الذكرى الـ80 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة، وهو توقيت مهم لتخليد التاريخ وخلق المستقبل. قبل 80 عاما، أخذ المجتمع الدولي الدروس المؤلمة من محنة الحربين العالميتين، فولدت الأمم المتحدة على هذه الخلفية، مما فتح صفحة جديدة للحوكمة العالمية. بعد 80 عاما، رغم أن تيار العصر المتمثل في السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك لم يتغير، غير أن غيوم عقلية الحرب الباردة ونزعة الهيمنة والحمائية لا تزال قائمة، ولم تتقلل بل وتزداد التهديدات والتحديات الجديدة، ويدخل العالم إلى مرحلة جديدة من الاضطرابات والتحولات، وتمر الحوكمة العالمية بمفترق طرق جديد.

علمنا التاريخ أنه كلما زاد الوضع صعوبة، ازدادت ضرورة الالتزام بالغاية الأصلية من التعايش السلمي، وترسيخ الثقة بالتعاون والكسب المشترك، والإصرار على التقدم في منطق تقدم التاريخ والتطور في تيار تطور العصر.

عليه، يطيب لي أن أطرح مبادرة الحوكمة العالمية، مستعدا للعمل مع كافة الدول سويا على الدفع ببناء منظومة حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا، والمضي قدما يدا بيد نحو مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

— أولا، الالتزام بمساواة السيادة. التمسك بأن جميع الدول تشارك وتصنع القرار وتستفيد على قدم المساواة من الحوكمة العالمية بغض النظر عن حجمها وقوتها وثروتها. ودفع دمقرطة العلاقات الدولية، ورفع تمثيل الدول النامية وأصواتها.

— ثانيا، الالتزام بسيادة القانون الدولي. الالتزام الشامل والوافي والكامل بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وغيرها من القواعد الأساسية المعترف بها للعلاقات الدولية، وضمان التطبيق المتساوي والموحد للقانون الدولي والقواعد الدولية، وعدم ممارسة “المعايير المزدوجة”، وعدم فرض “القواعد الخاصة” لفرادى الدول على الآخرين.

— ثالثا، تطبيق تعددية الأطراف. التمسك بمفهوم الحوكمة العالمية المتمثل في التشاور والتعاون والنفع للجميع، وتعزيز التضامن والتنسيق، ورفض النزعة الأحادية، والحفاظ بحزم على مكانة الأمم المتحدة وسلطتها، وتوظيف دور الأمم المتحدة المهم الذي لا بديل له في الحوكمة العالمية بشكل جدي.

— رابعا، الدعوة إلى وضع الشعب في المقام الأول. إصلاح واستكمال منظومة الحوكمة العالمية وضمان مشاركة شعوب دول العالم في الحوكمة العالمية وتقاسم ثمارها بشكل مشترك، بما يعالج التحديات المشتركة التي تواجه المجتمع البشري ويسد الفجوة التنموية بين الجنوب والشمال ويحافظ على المصالح المشتركة لكافة الدول بصورة أفضل.

— خامسا، التركيز على العمل. التمسك بالتخطيط المنهجي والدفع الكلي، وتوفيق التحركات العالمية بشكل متناسق ومحكم، وتحريك موارد الأطراف المختلفة بشكل واف، وتحقيق المزيد من النتائج المرئية، وإجراء التعاون العملي لتجنب التأخر والتفكك في الحوكمة.

أيها الزملاء،

أشارت منظمة شانغهاي للتعاون في بيانها التأسيسي وميثاقها بكل وضوح إلى ضرورة دفع النظام السياسي والاقتصادي الدولي نحو اتجاه أكثر ديمقراطية وعدالة وإنصافا. على مدى السنوات الـ24 المنصرمة، ظلت المنظمة تتمسك بـ”روح شانغهاي” المتمثلة في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي إلى التنمية المشتركة، وتتمسك بالتشاور في الشؤون الإقليمية والتعاون في بناء المنصات والآليات وتقاسم ثمار التعاون، وهي طرحت ونفذت عددا كبيرا من المفاهيم الجديدة حول الحوكمة العالمية، وأصبحت يوما بعد يوم قوة دافعة فعالة لبناء وإصلاح منظومة الحوكمة العالمية.

وفي وجه التطور المتسارع للتغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة في العالم، يتعين على منظمة شانغهاي للتعاون أن تلعب دورا رياديا لتكون قدوة في تنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية.

علينا أن نساهم بقوة المنظمة في حفظ السلام والاستقرار في العالم. أبرمت الدول الأعضاء للمنظمة، التي تهتم بالأمن المشترك، معاهدة بشأن حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل، وأجرت التعاون الأمني بشكل فعال، مما حافظ على الاستقرار العام في المنطقة. يتعين علينا مواصلة الالتزام بمبدأ عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف طرف ثالث، وتضافر الجهود للتصدي لكافة التهديدات والتحديات، وتوظيف دور المركز المتكامل لمواجهة التهديدات والتحديات الأمنية ومركز مكافحة المخدرات اللذين تم تأسيسهما للتو، وبناء مجتمع الأمن المشترك للمنطقة، وإظهار عزيمة ثابتة لنكون قوة الاستقرار في العالم المضطرب.

علينا أن نتحمل المسؤولية المطلوبة للمنظمة لدفع الانفتاح والتعاون العالميين. نظرا لأن الدول الأعضاء تتمتع بموارد وطاقة غنية وأسواق كبيرة وديناميكية داخلية قوية وترتفع مساهماتها في نمو الاقتصاد العالمي باستمرار، يتعين علينا مواصلة الالتزام بمبدأ هدم الحواجز وتعزيز الاندماج بدلا من بناء الجدران وفك الارتباط، وتدعيم التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، ودفع العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر شمولا ونفعا للجميع. 

يحرص الجانب الصيني على تقاسم  فرص سوقه الضخمة مع الدول الأخرى، وسيواصل تنفيذ خطة العمل بشأن التطور العالي الجودة للتعاون الاقتصادي والتجاري الموجه نحو أسرة المنظمة الكبيرة. وسينشئ الجانب الصيني ثلاث منصات للتعاون بين الصين والمنظمة في مجالات الطاقة والصناعة الخضراء والاقتصاد الرقمي، وثلاثة مراكز للتعاون في مجالات الابتكار التكنولوجي والتعليم العالي والتعليم المهني، وسينفذ مع الدول الأعضاء الأخرى للمنظمة خلال السنوات الـ5 المقبلة مشروعي “زيادة سعة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بمقدار عشرة ملايين كيلوواط” و”زيادة سعة توليد الكهرباء بطاقة الرياح بمقدار عشرة ملايين كيلوواط”. ويحرص الجانب الصيني على التعاون مع الأطراف المعنية في بناء مركز التعاون لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتقاسم فوائد تطور الذكاء الاصطناعي، ويرحب بكافة الأطراف لاستخدام نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، ويدعو الدول ذات الإمكانية إلى المشاركة في بناء محطة الأبحاث العلمية الدولية على القمر.

علينا أن نقدم نموذج المنظمة كنموذج يحتذى به لتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء. يسجل التواصل الإنساني والثقافي بين الدول الأعضاء نقاطا ساطعة، ويتكثف التواصل الشعبي النشط بينها، وتشهد الحضارات المتنوعة ازدهارا مشتركا. في هذا السياق، يتعين علينا مواصلة تعزيز التبادل والتنافع بين الحضارات، بما يكتب فصولا مشرقة عن التعايش السلمي والمتناغم بين الدول التي تختلف من حيث التاريخ والثقافات والنظم الاجتماعية والمراحل التنموية.

وسيستضيف الجانب الصيني بشكل جيد منتدى الأحزاب السياسية ومنتدى التنمية الخضراء والمستدامة ومنتدى الطب التقليدي لمنظمة شانغهاي للتعاون. وفي السنوات الـ5 المقبلة، سيقدم الجانب الصيني علاجا طبيا لـ500 مريض بأمراض القلب الخلقية في الدول الأعضاء الأخرى للمنظمة، ويجري 5 آلاف عملية جراحية للسادّ و10 آلاف فحص للسرطان لهذه الدول.

علينا أن نتخذ خطوات المنظمة من أجل الدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين. تتمسك الدول الأعضاء بمبدأ العدالة والإنصاف، وتشارك في الشؤون الدولية والإقليمية بشكل بناء، وتدافع عن المصالح المشتركة للجنوب العالمي. فيتعين علينا أن نواصل رفض الهيمنة وسياسة القوة بكل وضوح، وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، لنكون دعامة لدفع تعددية الأقطاب ودمقرطة العلاقات الدولية.

يدعم الجانب الصيني توسيع نطاق التعاون بين منظمة شانغهاي للتعاون والآليات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة وآسيان والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا)، بغية العمل سويا على صيانة النظام الاقتصادي والتجاري الدولي واستكمال الحوكمة العالمية والإقليمية.

أيها الزملاء،

قال الفيلسوف الصيني القديم لاو تسي: “ثبّت قلبك على الصورة العظمى، يأتِ العالم إليك”. سيقيم الجانب الصيني بعد يومين في بيجينغ الاحتفال المهيب بالذكرى الـ80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وسيحضر كثير منكم هذا الاحتفال. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع كافة الأطراف على التمسك بالحق وتطبيقه، وتكريس المفهوم الصائب حول تاريخ الحرب العالمية الثانية والحفاظ بثبات على إنجازات انتصار الحرب العالمية الثانية، بما يجعل نتائج الدفع بإصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تخدم البشرية جمعاء بقدر أكبر وبصورة أفضل!

شكرا لكم.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *