شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
سفارة الصين بالجزائر تُقيم حفل استقبال بمناسبة الذكرى ال80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية
أقامت سفارة الصين بالجزائر حفل استقبال بمناسبة الذكرى ال80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. وأكد السفير دونغ قوانغلي في كلمته أن الشعب الصيني قدم تضحيات جسيمة خلال الحرب، وساهم مساهمة تاريخية مهمة في انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية. و نوه بالخطاب الهام الدي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الاستعراض المهيب الدي قدمته القوات الصينية المسلحة، يوم الأربعاء الثالث أغسطس 2025، أمام ضيوف بكين من كبار قادة ومسؤولي الدول الصديقة، وشاهده الملايين عبر العالم. يُمثل هذا العرض العسكري الخطوة الأولى في مسيرة جديدة نحو التحديث الشامل للصين. كما يُمثل المرة الأولى التي يُعرض فيها التصميم الجديد لهيكل القوة العسكرية الصينية بالكامل في عرض عسكري. وقد اختيرت الأسلحة والمعدات المعروضة من معدات القتال الرئيسية الحالية في الصين، مع ظهور نسبة كبيرة من المعدات الجديدة لأول مرة.
حضر الاحتفال 26 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى ممثلين عن حكومات أجنبية ورؤساء منظمات دولية وإقليمية. يُعدّ هذا اليوم يومًا لا يُنسى للصين حكومةً وشعبًا، ولكل دول وشعوب العالم المُحبة للسلام. فمن عام 1931 إلى عام 1945، خاض الشعب الصيني معارك دامية لمدة 14 عامًا، في سبيل مقاومة غزو الإمبريالية اليابانية، وشهد ما يقرب من 200 ألف معركة متفاوتة الحجم، وتكبد أكثر من 35 مليون ضحية، وتكبد خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة تجاوزت 600 مليار دولار أمريكي. وفي النهاية، سحقوا تمامًا محاولات الجيش الياباني المتغطرسة “لتدمير الصين في ثلاثة أشهر” و”احتكارها واستعمارها”، مما أجبر الغزاة اليابانيين على توقيع وثيقة الاستسلام رسميًا في 2 سبتمبر/أيلول 1945.
كانت حرب المقاومة ضد العدوان الياباني أطول وأضخم وأكثر نضالات التحرير الوطني تكلفةً للشعب الصيني ضد الغزو الأجنبي في العصر الحديث. وفي الوقت نفسه، فتحت حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني ساحة المعركة الرئيسية للحرب العالمية ضد الفاشية في الشرق. وبتضحيات جسيمة، نجحت الصين في كبح جماح أكثر من 70% من القوات الرئيسية للجيش الياباني، مما منع اليابان فعليًا من “ضم آسيا والهيمنة على العالم”، وشكّل دعمًا وتنسيقًا فعالين مع دول المحور، ودعمًا قويًا لدول أخرى مناهضة للفاشية في ساحات القتال مثل أوروبا والمحيط الهادئ. وقد علق المؤرخون الأجانب على أن نجاح أو فشل حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني لم يحدد مسار الصين فحسب، بل مسار العالم أيضًا.
يبدو التاريخ كأنه بالأمس. بعد ثمانين عامًا، يشهد العالم تغيرات غير مسبوقة، تتسارع بوتيرة متسارعة. تطفو على السطح من جديد عقلية الحرب الباردة، وألعاب المحصلة الصفرية، وشريعة الغاب، وسياسات القوة، والتنافس الكتلي، وتقف البشرية مجددًا عند مفترق طرق تاريخي. إن إعادة النظر في التاريخ لا تعني ترسيخ الكراهية؛ بل إن تذكر أصولنا يُمكّننا من المضي قدمًا بشكل أفضل. لقد عانت كل من الصين والجزائر من العدوان والقمع الاستعماري، وكتبتا قصة التحرر الوطني الملحمية بالدم والأرواح.
وأضاف السفير: في هذا العصر الجديد، يمكننا أن نختار الصفح، لكن يجب ألا ننسى الماضي أبدًا. تقع على عاتق كل من الصين والجزائر مسؤولية وواجب استخدام مرآة التاريخ لتوضيح الحاضر والمستقبل بشكل أفضل.
أولًا، يجب علينا التمسك بالروح الثورية العظيمة. لقد بنت الصين وأفغانستان صداقة ثورية راسخة من خلال نضالهما المشترك من أجل الاستقلال الوطني. في مايو من هذا العام، عاد جنود القوات الجوية الجزائرية المخضرمون الذين تدربوا في الصين إلى الصين بعد أكثر من 60 عامًا.
هذه الزيارة لا تُعيد رسم التاريخ فحسب، بل تُلهم المستقبل أيضًا. وهي ذات أهمية بالغة لتعزيز الصداقة الثورية بين الصين والجزائر، وروح التضامن والمساعدة المتبادلة في النضال ضد الإمبريالية والاستعمار والهيمنة.
ثانيًا، يجب علينا المضي قدمًا بالروح الثورية العظيمة. تولي كل من الصين والجزائر أهمية كبيرة لتعليم التاريخ الثوري. يجب على الجانبين تعزيز التبادلات بين الشباب، ومواصلة سرد القصص الثورية والقصص البطولية، وضمان انتقال شعلة الثورة من جيل إلى جيل. علاوة على ذلك، يجب على الجانبين تعزيز التعاون في البحث المشترك حول التاريخ الثوري وإنتاج أفلام ذات طابع ثوري، مع تسليط الضوء على الأهمية العالمية للروح الثورية للبلدين وإلهام شعوب جميع البلدان، وخاصة جيل الشباب، لتعزيز الوحدة والتعاون.
ثالثًا، يجب علينا التمسك بالروح الثورية العظيمة. لقد مثّلت انتصارات نضالي التحرير الوطني الصيني والجزائري منعطفًا تاريخيًا في مسيرة نهضة شاملة لكلا البلدين. فعلى مدى 67 عامًا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، ظلّ البلدان يدعمان بعضهما البعض باستمرار، محولين الروح الثورية إلى دافع قوي للتنمية المشتركة والتعاون العملي.
ينبغي على الجانبين أن يرتكزا على العلاقات الثنائية مع تبني منظور عالمي. واسترشادًا بتنفيذ مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، والحوكمة العالمية التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ مؤخرًا، والاستفادة من البناء المشترك عالي الجودة لمبادرة الحزام والطريق كمنصة، علينا مواصلة الإسهام في مواجهة التحديات العالمية، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز بناء نظام دولي جديد أكثر إنصافًا وعدلًا، ومجتمع ذي مصير مشترك للبشرية. وأخيرًا، أتمنى للصداقة الصينية العربية دوامًا، ولشعبينا السلام والسعادة في العالم! شكرًا لكم!
وتجدر الإشارة أنه خلال حفل الاستقبال شاهد الضيوف فيديو لتجمع كبير يتضمن عرضا عسكريا في بكين، وفيلما وثائقيا بعنوان “ميدان المعركة الشرقي الرئيسي”، وزاروا معرض الصور الموضوعي.