Monday 25th August 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

ترجمة ونشر  ((رحلات ابن بطوطة في الصين)) بمناسبة مرور مائة عام على صدورها

منذ يومين في 23/أغسطس/2025

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

ترجمة ونشر  ((رحلات ابن بطوطة في الصين)) بمناسبة مرور مائة عام على صدورها

بقلم: دكتور  وو فو قوي* 

تُرجمت وصدرت في الصين النسخة المئوية من “رحلة ابن بطوطة” — تحكي عن كيفية قيام ثلاثة مترجمين صينيين بترجمة النسخة الألمانية والعربية لـ “رحلة ابن بطوطة” إلى اللغة الصينية لتقديمها للقراء في الصين.

تتناول القصة من 1924 إلى 2024، كيف قام أستاذ جامعة فؤرون، تشانغ شينغ لانغ، بترجمة النسخة الألمانية من “رحلة ابن بطوطة” إلى نص صيني مختصر. وكيف قام أستاذ اللغة العربية بجامعة بكين، ما جين بينغ، بترجمة النسخة العربية التي أصدرتها وزارة التعليم المصرية إلى نص صيني منقح. وكيف قام الدبلوماسي الصيني لي قوانغ بين بترجمة القصة بالكامل من “رحلة ابن بطوطة” باللغة العربية .

السادة الخبراء و الباحثون المحترمون ,
الأصدقاء الأعزاء :

و إذ توقفنا قليلا عند القرن الرابع عشر للميلاد , لابد و أن يثير انتباهنا الفعل التاريخي الجليل الذي قام به الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة , حيث جاء من الإمبراطورية المغربية الشريفة في أقصي الغرب الى إمبراطورية الوسط الصينية في أقصي الشرق .

لذلك أقول , إن اسم ابن بطوطة ليس غريبا بالنسبة للشعب الصيني , ذلك لإنه كان قد وصل من ميناء تشيوانتشو ( مدينة الزيتون ) الى الصين في عام الف وثلاثمائة وستة واربعين , و أقام فيها 1 سنوات حيث زار هانغتشو و قوانغتشو و بكين عدة من مدنها الكبيرة . و تفقد بدقة المجتمع الصيني في تلك الفترة التاريخية على كافة النواحي ويسجل كل ذلك في قلبه . و يمكن القول إن ابن بطوطة قد بني أول جسر لربط الصداقة الصينية المغربية قبل أكثر 600 سنة . فإننا نفخر بهذا الرحالة العظيم و السفير الشعبي للصداقة الصينية المغربية .

نعم , لربما في مثل هذه الأيام منذ ستمائة و ستة و ستون ( 666 ) اقام فيها 1 سنوات كان ابن بطوطة يتجول في شوارع هذه المدينة , مدينة الزيتون التي مكث بها و بمناطق صينية أخرى من 1346 الى 1347 ثم نقل أوصافها و أخبارها وعادات أهلها الى عالم لم يكن يعرف إلا القليل عن الصين و حضارتها العريقة .

الصين من الدول ذات الحضارة العريقة في العالم وقد ازدهرت العلوم و التكنولوجيا في الصين القديمة . وكتاب ” رحلة ابن بطوطة ” الذي ألفه العالم المشهور البروفيسور جوزيف نيدهام , يبرز حضارة العلوم و التكنولوجيا الصينية المزدهرة بشكل جيد . لقد قدم الصينيون المجتهدون الأذكياء العديد من الاختراعات للعالم . لاشك أن أشهرها هي الاختراعات الأربعة : البوصلة وصناعة الورق و الطباعة و البارود , الاختراعات العلمية و التكنولوجية في الصين القديمة .

الأصدقاء الأعزاء :
ابن بطوطة حدث تاريخي على جانب عظيم من الاهمية و يشكل كنزا ثريا ومعلما حضاريا نفيسا ليس للمغرب و العالم العربي فحسب , و انما لجميع البلدان وكل الاصقاع التي زارها ابن بطوطة و اختلط بشعوبها و اطلع على حضارتها ثم كتب عنها , بل انها كذلك لجميع أوساط العلم و المعرفة و الحضارة في انحاء العالم قاطبة . هكذا نراها نحن الصينيين المشتغلين بالدراسات العربية .
لقد عرفت ابن بطوطة منذ بدأت ادرس العربية في المدرسة اللغات الأجنبية ببكين قبل ما يزيد على الستين عاما , كان هذا الرحالة العربي الكبير في حساباتي و تقديري يعادل في مجال الاسهام العلمي و الشهرة التاريخية ماركوبولى الايطالي , الا ان الاخير ذاع صيته في معظم بيوت الصين . فالطرف الايطالي اعار اهتمامه البالغ بأعمال ماركوبولو اعلاميا وثقافيا . فلم يتوقف قط عن نشر مقال او بحث او كتاب او مؤلف يصف حياته واخبار رحلته . الى ان ظهر فيلم ماركوبولو على
الشاشة الصينية في الثمانينات , والذي تم تصويره بالتعاون بين ايطاليا و الصين .

اما رحالتنا الكبير ابن بطوطة فظلت رحلته تدور في فلك المؤرخين او الأستاذة و العلماء الصينيين المتخصصين بالدراسات العربية , هذا لا يشكل موقفا ايجابيا يتوائم و البعد التاريخي لابعاد هذه الرحلة اذا ما نظرنا بجدية ودقة الى المسافات التي اجتازتها رحلة ابن بطوطة والى مساحة البلدان و الاقاليم التي زراها وعرفها , واذا امعنا النظر في القيمة العلمية التي تتحلى بها رحلته لخرجها بالاقتناع القائل ان ابن بطوطة و رحلته لا يقل في أي ناحية من نوحيها عن ماركوبولو ورحلته بعدا و تأثيرا .

يعتبر الاستاذ تشانغ شين لانغ ( 1888-1951م ) من المؤرخين الصينيين الذين اشتغلوا بالبحث في رحلة ابن بطوطة و قدموها الى القراء في العصر الحديث , وقد كان موفدا لطلب العلم في الولايات المتحدة و المانيا في مقتبل شبابه , ثم شتغل في جامعة بكين وجامعة فورين وغيرهما , وذلك بتدريس مادة التطور التاريخي لحركة المواصلات بين الصين القديمة و البلاد الواقعة غربيها , لقد ذكر في مؤلفه المشهور “مجموعة المصادر التاريخية بين الصين القديمة و البلاد الواقعة غربيها ,

انه قد حصل في برلين عام 1912م على كتاب رحلة ابن بطوطة بالطبعة الالمانية بترجمة مزيك ( ) واتم بعد رجوعه الى الوطن الام ترجمة المقدمة منها و القسم المتعلق بالصين ثم في عام 1918 حصل وهو في اليابان على كتاب : سجل المشاهدات في الصين القديمة ” بتأليف هنرى بول ( ) وانتهى من ترجمة الجزء الخاص بالصين عام 1924 كما اضاف بعض التفسيرات على الهامش ورغم ان تفسيراته هذه تاثيرت من وجهة نظر هنرى بول الى حد كبير الا ان المؤرخين الصينيين اللاجئين كانوا في غالب الاحيان يستشهدون بما جاء في مؤلفه ” مجموعة المصادر التريخية ” في سياق البحث في التاريخ اسرة يوان الملكية
(1279-1368م) .

ومع اطلالة خريف 1980 اشرقت البشرى معلنة غياب الترجمة المباشرة من النص العربي الى اللغة الصينية لن يدوم طويلا يومها.

حيث عرفت هناك ان ترجمتها الصينية قد المسلم الصيني إسماعيل ما جين بانغ يشتغل في جامعة بكين سم اللغة العربية و هو متقاعد من جامعة بكين وكان قد استكمل دراسته بجامعة الازهر في الثلاثينيات ليعود و ينكب على ترجمة هذه الرحلة مستغرقا عشرات السنين منذ ان حصل في القاهرة على طبعة مصححة وصادرة عن وزارة المعارف المصرية عام 1934م .

و أخيرا وفي عام 1985 ظهرت الى حيز الوجود الطبعة الصينية المترجمة من النص العربي لكامل الرحلة , و ذلك بعد ان قام الاستاذ ماجينبانغ باعادة التدقيق و المراجعة و ابتداءا من ذلك الحين اصبحت هذه الطبعة تشكل اهم المصادر و المراجع لدى المؤرخين الصينيين .

2009يناير 15 العدد 2057 الخميس 18 محرم 1430 , مدير النشر : مصطفى الخلفى يومية شاملة جريدة التحديد بعنوان :
صدىت مؤخرا في بكين الترجمة الصينية ل ” تحفة لأنظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار ” المساماة برحلة ابن بطوطة . و علم من الدكتور عبد الهادي التازي , عضو أكاديمية المملكة المغربية و محقق الرحلة , أنه قام بترجمة هذه الرحلة التي تعتبر من ” أغنى النصوص الترائية و أكملها في العالم , الى الصينية البروفيسور فريد لي قوانغبين العضو المراسل لمجمع اللغة العربية بالقاهرة . وأضاف التازي أن الترجمة ضمت تصديرا كتبه نائب رئيس مجلس النواب الصيني و تقديما لرئيس جمعية دراسة تاريخ المواصلات البخرية الى جانب مقدمة بقلم محقق الرحلة .

2009 يناير 17-18 الموافق 1430 السبت / الأحد الجريدة المغربية تصديرها مجموعة مارؤك سوار –صدر العدد الأول في 11 يناير 1989 بعنوان : صدور الترجمة الصينية لرحلة ابن بطوطة

صدرت أخيرا, عن ” الدار البحرية للطباعة و النشر ” في بكين الترجمة الصينية ل” تحفة الأنظار في غرائب الأمصار و عجائب لأسفار ” المسماة برحلة ابن بطوطة . وعلم من الدكتور عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة المغربية و محقق الرحلة , أنه ترجم هذه الرحلة , التي تعتبر من ” أغنى النصوص التراثية و أكملها في العالم ”, الى الصينية البروفيسور فريد لي قوانغبين ” العضو المراسل لمجمع اللغة العربية بالقاهرة .

و أضاف التازي, وفق ما ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء ” أن الترجمة ضمت تصديرا كتبه نائب رئيس مجلس النواب الصيني, وتقديما لرئيس جمعية دراسة تاريخ المواصلات البحرية , الى جانب مقدمة بقلم محقق الرحلة. و نظمت لجنة بلدية تشوان تشو ( أول مرسي دخلها ابن بطوطة في الصين و سماها الزيتون), حفلا بهذه المناسبة حضره قادة إقليم فوجيان و البلدية و سفراء عرب و أعضاء من جمعية دراسة تاريخ المواصلات البخرية . كما جرى بالمناسبة نصب تمثال للرحالة المغربي , الذي يرمز للصداقة بين الصين و البلدان الإفريقية و العربية والاسلامية , خصوصا للصداقة بين المغرب و االصين.

الأربعاء 24 من محرم 1430 الموافق 21 من يناير 2009 جريدة العلم الأخبار بعنوان :
” صدور ترجمة رحلة ابن بطوطة الى الصين و نصب تمثال للرحالة في بيكين ”
صدر النص الصيني الكامل لكتاب (تحفة الانظار في غرائب الأمطار و عجائب الأسفار المسماة برحلة ابن بطوطة) عن ” الدار البحري للطباعة و النشر في بيكين، بترجمة البروفيسور فريد لي قوانغبين , العضو المراسل لمجمع اللغة العربية بالقاهرة …….
و بهذا العمل ستنتشر رحلة ابن بطوطة في كل أنحاء الصين حيث تعتبر الرحلة المذكورة من أغنى النصوص التراثية و أكملها في العالم الى يومنا هذا .
وقد كتب نائب رئيس مجلس النواب , تصديرا لهذه الترجمة , كما قدم لها رئيس جمعية دراسة تاريخ المواصلات البحرية الى جانب مقدمة ضافية بقلم الدكتور أكاديمية المملكة المغربية و محقق الرحلة .
و يذكر أن لجنة بلدية تشوأن تشو ( أول مرسي دخلها ابن بطوطة في الصين و سماها الزيتون) نظمت اجتماعا كبيرا للاحتفال بهذه المناسبة حيث حضر قادة اقليم فوجيان و قادة بلدية تشوأنتشو كما حضر السفراء العرب وعلى رأسهم السيد فيصل الغص عميد السلك الدبلوماسي و سفير دولة الكويت في الصين , وحضر أعضاء جمعية ( دراسة تاريخ المواصلات البحري ما وراء البحار ) .
و بهذه المناسبة اقيم أيضا حفل افتتاح لوضع تمثال ابن بطوطة , مما جعل الرحالة المغربي يعيش مع رحلته في الشرق الأقصى كعلامة صداقة للود بين الصين و البلدان الإفريقية و العربية و الاسلامية بصفة عامة , و علامة الصداقة بين الصين و المغرب بصفة خاصة .

يكاد المؤرخون الصينيون يجمعون على مصداقية المعلومات ودقة الصفات و الاوصاف لابن بطوطة في رحلته الى الصين . ودليل ذلك ما جاء في وصفه للمراكب ( الجنك و الور و الككم ) وحديثه عن الزروع و الفواكة (الاعناب و الاجاص و البطيخ ) وروايته عن الذهب و الفضة . ووصفه للقري و المدن و البساتين و الاسواق و اخباره عن السلع و المواد كافخار و الحرير و دراهم الكاغد وغيرها من الصناعات و التصوير ( الرسم ) وحتي عند حديثه عن عادات أهل الصين في حصر و تسجيل محتويات وحمولات ومسافري المراكب . وكذلك اشارته الى سلطات المتابعة و التدقيق على التجار لمنع الغش و محاربة الفساد .. و كذلك فيما اخبر به حياة المسلمين الدينية و نشاطاتهم التجارية وغيرذلك .

اعتقد ان رحلة ابن بطوطة التي استمرت قرابة 30 سنة وشملت البلاد الواسعة و الدول العديدة و الاصقاع البعيدة على اختلاف صنوفها و تنوع ظروفها تحتاج دائما الر شروح و تفسيرات واضافات يقوم بها بالتضامن و التعاون مع العلماء و الخبراء في أنحاء العالم لكي يقدموا رحلة ابن بطوطة كأحد المصادر التاريخية المقنعة و كثمرة يأنعة من ثمار التراث الحضاري المشرتك للبشرية جمعاء .

اعتبر ابن بطوطة طليعة للتبادل الودي بين الشعبين الصيني و المغربي ,و العربي , حيث أنشأ أول جسر تاريخي للصداقة الصينية المغربية والعربية التقليدية , و خلال 600 سنة منذ ذلك التاريخ البعيد تطورت الصداقة التقليدية بين الجانبين باستمرار و خاصة منذ خمسينات قرننا هذا بعد تخلص بلادنا من الاستعمار الأجنبي و نيل الاستقلال الوطني و إقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية المغربية في سنة 1958 فشهدت هذه الصداقة التقليدية تطورا جديدا .

فلا الوقت ولا المكان ولا التخصص يسمح بأن أسهب في الحديث عن شخصية الرحالة المغربي ابن بطوطة . فمهما أقول , فلن أوفيه حقه . و لربما هذا ما اقتنع به
أيضا الأصدقاء المغربيون في طنجة مدينة ابن بطوطة .

في الوقت الحاضر ، هناك متحف الثقافة الإسلامسة في متحف للواصلات البحرية و تخليد ذكراه بإعطاء اسمه لإحدى قاعات المتحف الذي نضع اليوم حجره الأساسي ووضع نصب له بمدخل تلك القاعة بمدينة تشنوانتشو في مقاطعة فوجيان في الصين . كما جرى بالمناسبة نصب تمثال للرحالة المغربي , الذي يرمز للصداقة بين الصين و البلدان الإفريقية و العربية و الاسلامية , خصوصا للصداقة بين المغرب و االصين .

و المملكة المغربية إذ تعتز بهذا القرار الحكيم و تقدره حق قدره , لا يسعها إلا أن تعلن من جهتها بأنها ستساهم في هذا العمل الجليل بمنحة متواضعة , قدرها مائة ألف درهم ( حوالي عشرة آلاف دولار أمريكي ) , في شكل مساهمة نوعية تخصص لنقش وزخرفة قاعة ابن بطوطة , مع تجميع ما يتيسر من كتب حول هذه الشخصية الفذة .

من المعروف ان طريق الحرير البحري ربط بين الصين و دول كثيرة في آسيا وفي العالم , مما دفع التبادلات الاقتصادية و الثقافية الدولية بشكل لا مثيل له في العصور الوسطى . وقد كان الصينيون و العرب هم الأكثر حيوية على “طريق الحرير البحري ” . و كانت السفن التي صنعوها ذات السمات الرائعة وسيلة المواصلات على طريق الحرير البحري . و جناح الآثار الثقافية التاريخية الإسلامية الذي نحن بصدد وضع حجر الأساس له وجناح ” عالم السفن الصينية الذي تم تأسيسه يجسدان أمام أعيننا هذه الصفحة الباهرة من التاريخ . ومن هنا , نرى مظاهر إنسانية للاندماج المتناغم و التعايش السلمي بين الحضارة الإسلامية و الحضارة الصينية , ونرى فنون صناعة السفن ذات السمات التمثلية و مهارة الملاحة البارعة . كما نعرف أن الحضارة البحرية الصينية طويلة الأمد و عريقة الينبوع , ومساهمتها عظيمة في الحضارة الإنسانية و تقدمها .

يقول العرب إن “الأصدقاء هم شروق الشمس في هذه الحياة”. سنواصل العمل مع الأصدقاء المغرب والعرب على تكريس روح الصداقة الصينية المغربية و العربية وخلق مستقبل مشترك بالتضامن، بما يجعل الطريق المؤدي إلى المجتمع الصيني المغربي والعربي للمستقبل المشترك مليئا بنور الشمس !

المسافر والمستكشف المغربي ابن بطوطة و كتابه ” رحلة ابن بطوطة ” المشهورة عالميا باعتبارها نموذجا هاما من الانتصالات العالمية بين الشرق و الغرب، التي تطورات في مجالات رئيسية مثل التجارة و الثقافة . انتشار هذه السلع و الافكار و المعلومات و المعارف التي جعلت أوروبا أكثر وعيا عن البلدان البعيدة في الشرق ولاسيما الصين .
لقد “استخدم ابن بطوطة حياته الملحمية لبناء جسر بين الشرق والغرب، وقد أثر ذلك لعدة قرون على الطريقة التي ينظر بها الأوروبيون وغيرهم من الغربيين إلى آسيا، وخاصة الصين”.

“استخدم ابن بطوطة حياته الملحمية لبناء جسر بين الشرق والغرب، وقد أثر ذلك لعدة قرون على الطريقة التي ينظر بها الأوروبيون وغيرهم من الغربيين إلى آسيا، وخاصة الصين”.

إن الأهمية التارخية والرمزية لابن بطوطة هي “خروج ابن بطوطة من المغرب الى الصين و تجاوزه حدود عصره الى حدود عصرنا ” ، و أعتقد أن أفضل طريقة للاحتفال بهذه الفترة التاريخية، وهذا الحدث هو إحياء الذكرى السنوية رقم 637 لوفاة ابن بطوطة , والاحتفال بهذه الذكرى سيدعم أواصر الصداقة بيننا ، وخاصة تلك القائمة على الاحترام الثقافي المتبادل ، وهذا هو الهدف السامي الذي نطمح إليه عن طريق نشر كتابنا الجديد هذا .

ينقسم كتاب ” ابن بطوطة في الصين ” الى خمسة أقسام تهدف الى السفر بالقراء رحلة افتراضية على طول الطريق الذي سلكه ابن بطوطة تدمج فيها الخيال المستوحي من محتوى الكتاب مع التاريخ و الواقع الجغرافي للطريق التجاري التي قطعها الرحالة خلال رحلته تلك في الوقت نفسه ، منذ ما يقرب من مائة عام ، حيث ترجم ثلاثة مترجمين مشهورين في الدوائر الإنجليزية والعربية في الصين هذا الشهرة عالميا وكان معروفا لأكثر من 600 عام . لقد كان هناك جيلان من القادة الصينيين والمغاربة (رئيس الوزراء الصيني السابق تشو إنلاي والرئيس الصيني السابق هو جينتاو والرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين والرئيس الصيني شي جين بينغ). “سفر ابن بطوطة ” وقيمتها التي يشعر بها الأب والابن الملكين (الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله والملك محمد السادس حفظه الله) .

إن المغرب والصين دولتين ذات حضارتين عريقتين وتتمتعان بتاريخ ثقافي ضارب في أعماق التاريخ. والعلاقات المغربية الصينية لم تبدأ فقط بالتبادل الدبلوماسي بين الدولتين، بل بدأت قبل ذلك بكثير أيضا . ففي العشرينيات من القرن المنصرم قام البروفيسورتشانغ شينغ لانغ مؤرخ تاريخ الصين الحديث باتباع منهج “إقامة الصداقات عبر الترجمات”، وبدأت الرحلة باستخدام الترجمة الإنجليزية لترجمة أعمال الرحالة المغربى الكبيرابن بطوطة، وهكذا تم الأخذ بزمام المبادرة في تقديمها للقراء الصينيين من خلال هذه الترجمات، وبهذا ُفتحت نافذة جديدة على التبادل الثقافي والتعليمي. وفي الثمانينيات قام الاستاذ ما جين بينغ بقسم اللغة العربية بجامعة بكين بترجمة نسخة منقحة مصرية لكتاب “رحلة ابن بطوطة “, وفي عام 2008 ، قام الخبير العربي ، البروفيسور لي قوانغ بن ، بتكليف من الدكتور والمؤرخ عبد الهادي التازي، وهو عضو في أكاديمية المملكة المغربية ، بترجمة النسخة الكاملة من رحلة ابن بطوطة ، التي أشاد بها جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية. وتمثل هذه الشخصيات البارزة التي لاحت في أفق تاريخ العلاقات المغربية الصينية رمزاً للصداقة بين البلدين، وشاهداً تاريخيا عليها.

و يسجل كتاب ” رحلة ابن بطوطة في الصين ” العلامات الهامة التي خلفها تاريخ التبادل الودي بين الصين والمغرب عبر الشخصيات التاريخية البارزة في المجالات الأدبية والثقافية والتعليمية … الخ، خلال قرابة قرن مضي، ويستعرض التغيرات الكبيرة التي طرأت على دولتي الصين والمغرب خلال الـ 67عاما بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمغرب، والسيرة التاريخية للتطور الثابت في العلاقات الثنائية، كما يسرد العلاقات الودية بين الأدباء العظام في كل من الصين والمغرب خلال قرابة مائة عام ويمكن أن نطلق على الكتاب ” شجرة عائلة العلاقات الصينية المغربية “، ويعد الكتاب أول كتاب ألفه مشاهير خبراء اللغة العربية في الصين ويصدر بالطبعتين الصينية والعربية في الصين . ويتحلى بالأهمية البالغة ويستحق الثناء و الإشادة. وقد أولت دار نشر الملكية الفكرية التابعة لمكتب براءات الاختراع الصيني عناية خاصة بتحرير الكتاب وطبعه ونعمل على ذلك لأجل تحقيق هدفنا وهو” إحياء روح طريق الحرير وتوريث تقاليد الصداقة بين الشعبين ” ونقدم هذا الكتابكهدية قيمة بمناسبة الذكرى الـ 67 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمغرب آملين أن يلعب الكتاب دورا إيجابيا في تقوية علاقات التعاون الودي بين البلدين في الوضع الحالى الجديد.

ونعتبر نشر الكتب والمطبوعات حلقة وصل حيوية وإضافة جديدة للتبادل الثقافي بين الصين والمغرب لتحقيق هدف دار نشر الملكية الفكرية التابعة لمكتب براءات الاختراع الصيني وهو ” دعم التواصل الودي بين الشعبين ” ويمكن للخبراء والعلماء أن يقوموا في ما بعد بالبحث الأكاديمي للموضوع المختص بصناعة النشر والتبادل الثقافي بين الصين والمغرب بغرض تركيز الجهود على تعميق التعاون بين البلدين في مجالى الثقافة والنشر، ونتطلع أن يكون نشر الكتب والمطبوعات فرصة مواتية لرسم الصورة الرائعة ” لطريق الحرير” للتبادل الثقافي بين البلدين.

 

تعريف بالكاتب:

* د. وو فو قوي / عبد الكريم
– مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي
– عضو معهد العلوم و التقاليد الصينية للثقافية الدولي
– كاتب من الصين / واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الصيني
– كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات و التنمية
– كبير مستشاري شؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *