شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
في السابع من أغسطس 2025، أقيم حفل اختتام “مخيم جسور إلى الشرق” في المركز الثقافي الصيني بعمّان. حضر الحفل السيد تشاو شياو تشيانغ، المستشار الثقافي بسفارة الصين في الأردن ومدير المركز، حيث سلّم شهادات التخرج للمشاركين، وحثّ الشباب الأردني على تحويل هذه التجربة إلى قوة دافعة للنمو الشخصي، وتعميق فهمهم للثقافة الصينية، وتعزيز الاحترام والتقدير لمختلف الثقافات حول العالم، والمضي قدمًا برؤية أوسع وانفتاح أكبر.
أُطلق البرنامج بالشراكة بين المركز الثقافي الصيني في عمّان والمستشارة التربوية الأردنية ريم حسين، كأول مبادرة ميدانية من نوعها تركز على التبادل الثقافي الصيني الأردني، وترتكز على أهداف التنمية المستدامة 2030. شارك فيه 25 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا، وتناول ثلاثة محاور رئيسية: “الثقافة، النمو، المسؤولية”. ومن خلال التعاون مع مؤسسات ثقافية وفنية محلية، قُدمت مناهج مصممة بعناية شملت الفنون، اللغة، التعليم، التكنولوجيا، حماية البيئة، الهوية الثقافية، النمو الشخصي، والقيادة، وشجعت على الربط بين الثقافتين الصينية والأردنية. تضمن البرنامج مرحلة أولى مكثفة من الدورات، تلتها أعمال خدمة مجتمعية وأنشطة في البيئات الريفية لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، واختُتم بتمارين اليقظة الذهنية وجلسات التأمل الجماعي لإلهام التفكير النشط.
ومن أبرز محطات المخيم التجارب الثقافية الصينية الغامرة؛ حيث تعلّم المشاركون عن مهرجان منتصف الخريف أثناء صنع كعك القمر الصيني التقليدي، وفي مدينة السلط المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو مارسوا صناعة الخزف الصيني بإشراف حرفيين خبراء وتعرفوا على تاريخ انتشار هذه الحرفة على طريق الحرير. وفي مزرعة السيدة لينا الدقاق بجلعد، قدّم خبراء الزراعة الصينيون عروضًا عن زراعة الفطر وفن تنسيق الزهور باستخدام مواد طبيعية، ما أتاح للطلبة التعرف على فلسفة “التعايش المتناغم”. وفي أحد المطاعم الصينية بعمّان، شاهدوا صنع المعكرونة التقليدية وتذوقوا أطباقًا صينية أصيلة عكست روح “لقمة من الصين”.
كما شهد البرنامج محاضرات ملهمة في مكتبة عبد الحميد شومان والمركز الثقافي الصيني، قدّمها شخصيات بارزة مثل ماهر قدورة وكادي التيني وخالد الأحمد ، ركزت على التفكير النقدي، المسؤولية، والتطوير المستقبلي. وفي مركز البنيات للتربية الخاصة، تفاعل المشاركون مع أطفال من أصحاب الهمم، وشاركوا في أنشطة وألعاب مصممة خصيصًا لهم، ما عزز إحساسهم بالمسؤولية الاجتماعية وترك لديهم ذكريات لا تُنسى.
في كلمتها بالحفل الختامي، أكدت ريم حسين أن “جسور إلى الشرق” ليس مجرد برنامج دراسة للثقافة الصينية، بل منصة تعليمية تجمع بين التعلم، النمو الشخصي، فهم الثقافات، والمسؤولية الاجتماعية، وتزرع في الطلبة قيم الحوار والتعاطف والتعاون، ليصبحوا مواطنين مستقبليين بوعي عالمي والتزام محلي، ويحملوا شعلة الأمل لمستقبل أفضل.
وقد عبّر الطلبة عن تجاربهم؛ فقال عبد الحكيم علاء الهندي: “أعجبني الربط بين الثقافة الصينية والأردنية من خلال التعرف على مواقع التراث العالمي في البلدين، مثل سور الصين العظيم في بكين ومدينة السلط في الأردن، إذ زاد وعيي بأهمية حماية الطبيعة وصون المعالم التاريخية باعتبارها إرثًا إنسانيًا للأجيال القادمة”. وقالت ياسمين العساف: “أحببت المحتوى المتعلق بالوعي الذاتي والتعلم العاطفي الاجتماعي من خلال تعبيرنا فنياً عن مشاعرنا وهويتنا، ”. وأوضحت جود الملكاوي: “نشاطي المفضل كان تصميم حقائب قماشية صديقة للبيئة بعناصر صينية، كما عززت قيادة المهام الجماعية روح التعاون لدي”
وقال آدم فراس: “أثرت فيّ جلسة بناء الهوية الرقمية والتفكير التصميمي، و استخدام الإبداع في إيجاد حلول عملية للتحديات”
قأولياء الأمور لاحظوا أيضًا تغيرات إيجابية في أبنائهم؛ إذ قالت سجا المجالي، والدة هيا جودة: “تجربة جميلة ولا تُنسى، يزداد اهتمام هيا بالثقافة الصينية يومًا بعد يوم، وتعود متحمسة تغني أغاني صينية وتحكي قصص المخيم وتحلم بتبادلات مستقبلية”. وذكرت لبنى عفانة، والدة سيرينا أبو طالب: “من خلال الرسم والخبز والتطوع، عاشت سيلينا التجربتين بعمق، وأكثر ما أثر فيّ صداقاتها الجديدة التي منحتها شعورًا بالتقدير والتقبل”. وقالت حنان أبو هولا، والدة آدم العلاونة: “كانت تجربة مليئة بالنمو والإلهام، دفعت آدم لتعلم اللغة الصينية بشغف. نحن فخورون بالمشاركة في برنامج بهذه القيمة”.
وشكّل المخيم مبادرة مبتكرة من المركز الثقافي الصيني لتعزيز الثقافة الصينية والتفاهم المتبادل. ويعتزم المركز مواصلة أنشطة هادفة تبني جسور الثقافة والصداقة، وتتيح لشباب البلدين فرص التواصل والنمو المشترك