شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

بالحوار نصل إلى التوافق، وبالتعاون نحقق المكاسب المشتركة

بقلم : باي يوي إعلامي صيني

تعقد الصين والولايات المتحدة جولة جديدة من المحادثات الاقتصادية والتجارية في السويد. ومنذ بداية هذا العام، حافظ الجانب الصيني على تواصل وثيق مع الجانب الأمريكي بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية التي تهم الطرفين، وذلك من جنيف إلى لندن، مما أسهم تدريجياً في الوصول الي التوافق في الآراء، وأظهار صدق النوايا والجهود لتحسين العلاقات والسيطرة على الخلافات. وفي ظل الاضطرابات وحالة عدم اليقين التي يشهدها العالم، فإن سعي الصين والولايات المتحدة إلى بناء التوافق من خلال الحوار، وتحقيق المنفعة المتبادلة عبر العمل المشترك، لا يخدم مصالح البلدين فقط، بل يلبي أيضاً تطلعات المجتمع الدولي.

تهدف الصين من خلال محادثات السويد الاقتصادية والتجارية إلى العمل مع الجانب الأمريكي من أجل إيجاد حلول عملية للقضايا العالقة. ويستند تمسك الصين بالحوار والمشاورات على قدم المساواة إلى فهم عميق لطبيعة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين القائمة على المنفعة المتبادلة، وإدراك واضح للمسؤولية العالمية الخاصة التي تقع على عاتق الصين والولايات المتحدة. ومن الطبيعي أن تنشأ الخلافات بين الدول، لكن الأهم هو اختيار الطريقة المناسبة لمعالجة هذه الخلافات. إن مصالح الصين التنموية غير قابلة للتعدي، وينبغي للطرفين البحث عن حلول محتملة من خلال الحوار المتكافئ وعلي اساس الاحترام المتبادل .

منذ محادثات جنيف الاقتصادية والتجارية، خفضت الصين والولايات المتحدة بشكل كبير مستويات التعريفة الجمركية الثنائية. وبعد محادثات لندن، حافظ الجانبان علي تواصل وثيق، وأكدا تفاصيل “إطار لندن” وعززا جهود تنفيذها. وفي أوائل يوليو، ألغى الجانب الأمريكي القيود المفروضة على الصين ذات الصلة بهذه المحادثات. وقد ساهمت هذه الإشارات الإيجابية لبناء الثقة من خلال العمل الملموس في تعزيز الإنتعاش للتجارة بين الصين والولايات المتحدة.

ان النيات الطيبة لا تعني التنازل عن المبادئ. للمشاورات حدود، وللتعاون مبادئ، ويجب أن تُجرى أي محادثات أو مفاوضات على أساس الاحترام المتبادل، والتشاور المتكافئ، والمنفعة المتبادلة. إن ما تدافع عنه الصين ليس فقط حقوقها ومصالحها المشروعة، بل أيضاً العدالة والإنصاف الدوليين. إن إنجازات التنمية في الصين هي ثمرة كفاح الشعب الصيني الدؤوب، ولم تكن يوماً منة من أحد، كما لم تتحقق على حساب مصالح الدول الأخرى.

تشير البيانات الاقتصادية الصينية للنصف الأول من عام 2025، التي صدرت مؤخراً، إلى أن الاقتصاد الصيني أظهر مرونة وحيوية قوية في مواجهة التغيرات الحادة في الوضع الدولي والضغوط الخارجية المتزايدة بوضوح. فقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.3% على أساس سنوي، بزيادة قدرها 0.3 نقطة مئوية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ومجمل عام 2024، كما بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية للبضائع 21.79 تريليون يوان، بزيادة سنوية قدرها 2.9%. وهذا يدل بشكل كامل على قدرة الاقتصاد الصيني على الصمود أمام الضغوط وتحقيق نمو مستقر.

وفي المستقبل، وبغض النظر عن كيفية تغير البيئة الخارجية، فإن لدى الصين الثقة في الحفاظ على اتجاه النمو المستقر والمتزايد، كما تملك الثقة في مواصلة دفع عجلة التنمية العالية الجودة، مما سيسهم في تعزيز الاستقرار واليقين في الاقتصاد العالمي.

إن النزاعات الاقتصادية والتجارية التي أثارتها الولايات المتحدة من جانب واحد ليست مجرد خلافات مؤقتة أومحدودة على المصالح، بل تمس في جوهرها القواعد الأساسية للنظام الاقتصادي والتجاري الدولي. وتعارض الصين بحزم الأحادية والحمائية التي تقوض النظام التجاري المتعدد الأطراف، وهو موقف لا يخدم مصالحها فقط، بل يهدف أيضاً إلى حماية الأسس المؤسسية للتنمية المشتركة العالمية.

ويشير عدد متزايد من أصحاب الرؤى في المجتمع الدولي إلى أنه في مواجهة ممارسات التنمر الاقتصادي، لا يمكن لأي طرف أن يظل بمنأى. ولا يمكن الدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة في المفاوضات إلا من خلال التمسك الصارم بالمبادئ والمواقف الأساسية.

ومن خلال إبداء أقصى درجات النوايا الحسنه والتمسك بالمبادئ الضرورية، فإن الصين على استعداد للعمل مع الولايات المتحدة، واعتبار المحادثات الاقتصادية والتجارية في السويد فرصة جديدة لتعزيز التوافق، وتراكم الثقة المتبادلة، وتقليل سوء التقدير، وتعميق التعاون، بما يضخ المزيد من الزخم الإيجابي في تنمية البلدين وازدهار واستقرار الاقتصاد العالمي.

بقلم : باي يوي إعلامي صيني