انعقد المؤتمر الثاني لتبادل العلوم والتكنولوجيا في إطار مبادرة “الحزام والطريق” في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان، في الفترة من 10 إلى 12 يونيو الجاري. وفي ظلّ تشديد الأحادية والحمائية على الصعيد الدولي، يُقدّم المؤتمر دعمًا علميًا وتكنولوجيًا قويًا للبناء المشترك عالي الجودة لمبادرة “الحزام والطريق، ويُعطي زخمًا جديدًا لتعزيز التعاون الدولي في الابتكار العلمي والتكنولوجي، ودفع عجلة الإنجازات العلمية والتكنولوجية بما يعود بالنفع على شعوب جميع البلدان.
يُعدّ التعاون العلمي والتكنولوجي جزءًا هامًا من التعاون في البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”. وقد أولى الرئيس شي جين بينغ أهمية كبيرة للتعاون في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي عندما وضع خطة التعاون في البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، مما دفع جميع الأطراف إلى الانخراط معًا في طريق التنمية المبتكرة واغتنام فرص الثورة العلمية والتكنولوجية. وفي مايو 2017، أُعلن في حفل افتتاح الدورة الأولى لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي عن إطلاق خطة عمل “الحزام والطريق” للابتكار العلمي والتكنولوجي. وفي أكتوبر 2023، أعلن منتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي الثالث أن الصين تدعم ثمانية إجراءات لبناء “الحزام والطريق” بشكل مشترك بجودة عالية، وتضمنت “تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي”.
تعمل الصين مع شركائها في بناء مبادرة “الحزام والطريق” على تنفيذ خطة عمل الابتكار العلمي والتكنولوجي لمبادرة “الحزام والطريق”، ويجري تحسين التصميم رفيع المستوى وبناء منصة التعاون باستمرار. وحتى الآن، وقّعت الصين اتفاقيات حكومية دولية للتعاون العلمي والتكنولوجي مع أكثر من 80 دولة مشاركة، وبدأت بناء أكثر من 70 مختبرًا مشتركًا في إطار مبادرة “الحزام والطريق” مع الدول المعنية، وأنشأت 10 مراكز دولية لنقل التكنولوجيا للدول المشاركة.
وكجزءٍ مهم من التعاون في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، يلعب تعزيز التعاون في مجال الحد من الفقر من خلال التكنولوجيا دورًا تمكينيًا هامًا في تنمية جميع الأطراف المشاركة في البناء المشترك. ويُعد الابتكار العلمي والتكنولوجي قوةً دافعةً مهمةً للحد من الفقر في الصين، وقد قدم الحل الصيني دعمًا هامًا لجميع الأطراف في تعزيز الحد من الفقر العلمي والتكنولوجي. وقد عقد مؤتمر “الحزام والطريق” لتبادل العلوم والتكنولوجيا منتدىً حول أهداف وممارسات الحد من الفقر العلمي والتكنولوجي، لتبادل الخبرات الصينية في هذا المجال، وللتعاون في استكشاف مسارات ونماذج جديدة للابتكار العلمي والتكنولوجي للمساعدة في الحد من الفقر بشكل مُستهدف. كما أصدر المنتدى قائمةً بأهم عشرة إنجازات تكنولوجية في مجال الحد من الفقر العلمي والتكنولوجي، وأطلق عددًا من منصات البحث. وأعرب المشاركون عن تقديرهم لالتزام الصين بتعميق التعاون الدولي في مجال الحد من الفقر من خلال التكنولوجيا، وأعربوا عن اعتقادهم بضرورة تعزيز التشارك العالمي في الإنجازات العلمية والتكنولوجية، بما يعود بالنفع على جميع الدول، وخاصة دول الجنوب العالمي.
التقدم العلمي والتكنولوجي قضية عالمية معاصرة، والتعاون المفتوح وحده هو السبيل الأمثل. وفي الوقت الحاضر، تشهد جولة جديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي تطورًا معمقًا. وتُمكّن تقنيات مثل البيانات الضخمة والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل كامل، إلا أن الفجوة التكنولوجية والرقمية والذكية لا تزال تتسع، وقد خلقت سلوكيات الهيمنة والتسلط لبعض الدول عقبات هائلة أمام التنمية العالمية. ووجّه هذا المؤتمر دعوةً قويةً لتعزيز التعاون المفتوح في مجال العلوم والتكنولوجيا. وإن الالتزام بمبدأ أن “العلم ليس له حدود ويفيد البشرية جمعاء”، والدعوة إلى مفهوم التعاون العلمي والتكنولوجي الدولي المفتوح والعادل وغير التمييزي، ومعارضة الألعاب الصفرية في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي، ومعارضة تسييس وأمن التعاون العلمي والتكنولوجي، أصبحت الإجماع السائد في المجتمع الدولي.
وبالوحدة يمكننا تحقيق نتائج مربحة للجميع، وبالعمل معًا يمكننا إحراز التقدم معًا. ستعمل الصين مع جميع الأطراف على تنفيذ مبادرة التعاون العلمي والتكنولوجي الدولي بشكل معمق، وبناء مجتمع ابتكار علمي وتكنولوجي قائم على “الحزام والطريق”، مدفوع بالابتكار، منفتح وشامل، عادل ومنصف، مزدهر بشكل مشترك، شامل ومستدام، وتعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي بما يعود بالنفع على البشرية جمعاء، وبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.