شانغهاي (شينخوا) زار الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 29 أبريل 2025 (الثلاثاء) حاضنة نموذجية كبيرة في شانغهاي، ودعا المدينة إلى أخذ زمام المبادرة في تطوير الذكاء الاصطناعي وحوكمته، مع تسليط الضوء على الإمكانات الهائلة للصين في هذه الصناعة.
تأتي الجولة بعد أربعة أيام من جلسة دراسية مخصصة للذكاء الاصطناعي عقدتها القيادة الصينية، حيث دعا شي إلى تحقيق الأسبقية في هذا القطاع الاستراتيجي.
وخلال زيارة مركز مؤسسة شانغهاي للابتكار النموذجي، وهو حاضنة نموذجية كبيرة تضم أكثر من 100 شركة، قال شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، إن “تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة وتدخل مرحلة من النمو الهائل”.
وخلال جلسة الدراسة الجماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يوم الجمعة الماضي، أشار شي إلى أن الذكاء الاصطناعي، باعتباره تكنولوجيا استراتيجية تقود الجولة الجديدة من الثورة العلمية-التكنولوجية والتحول الصناعي، قد غير بشكل عميق طرق عمل الشعوب ومعيشتهم.
وقال شي خلال الجلسة إن اللجنة المركزية للحزب تولي أهمية بالغة لتطوير الذكاء الاصطناعي، وقد حسنت التصميم عالي المستوى وعززت جهود التنفيذ في الأعوام الأخيرة.
وفي الحاضنة، انضم شي إلى صالون حول التطور الذاتي للجيل القادم من الوكلاء الأذكياء، حيث انخرط في مناقشات مباشرة مع المبتكرين الشباب.
وقال شي إن “الذكاء الاصطناعي صناعة ناشئة، وهو أيضا صناعة تخص الشباب”.
ثم دخل متجرا لتجربة منتجات الذكاء الاصطناعي، حيث استفسر بالتفصيل عن وظائف المنتجات واتجاهات السوق، وجرب نظارة ذكية للحصول على تجربة مباشرة.
وقد أعلنت شانغهاي في ديسمبر الماضي عن خطة شاملة تهدف إلى تطوير نظام إيكولوجي لصناعة الذكاء الاصطناعي عالمي المستوى بحلول عام 2025، يتضمن تدابير لتعزيز التعاون العالمي. وفي عام 2024، تجاوز حجم صناعة الذكاء الاصطناعي في شانغهاي 400 مليار يوان (نحو 55 مليار دولار أمريكي).
من المتوقع أن تشهد سوق الذكاء الاصطناعي في الصين نموا كبيرا في الأعوام المقبلة، وفقا لشركة البيانات الدولية. وقد وضعت شركات أمريكية، من بينها ((تيسلا)) و((مايكروسوفت))، أنظارها على الآفاق التجارية لسوق الذكاء الاصطناعي في الصين.
وتعد منطقة دلتا نهر اليانغتسي، التي تتوسطها شانغهاي، في طليعة ابتكارات الذكاء الاصطناعي في الصين. وتقع شركة ((ديبسيك))، ومقرها في هانغتشو في الجزء الجنوبي من منطقة الدلتا، على بعد أقل من 200 كيلومتر من شانغهاي.
ومشيرا إلى موارد البيانات الغنية في الصين وكذا النظام الصناعي المتكامل والسوق الضخمة بها، قال شي في شانغهاي إن البلاد تتمتع بآفاق واسعة لتطوير الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أهمية تعزيز دعم السياسات وتنمية المواهب.
وقد أدرجت تنمية وتعزيز صناعة الذكاء الاصطناعي في الخطة الخمسية الـ14 للصين ورؤيتها التنموية لعام 2035، بهدف دفع القطاع نحو مسار مفيد وآمن وعادل.
وأظهر تقرير حديث لجامعة ستانفورد أن الصين تضيق الفجوة مع الولايات المتحدة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة.
ووفقا لتقرير صادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، تصدرت الصين التصنيف العالمي بأكثر من 38 ألف طلب براءة اختراع للذكاء الاصطناعي التوليدي بين عامي 2014 و2023.
وقال ليانغ تشنغ، نائب عميد معهد الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي بجامعة تسينغهوا، لوكالة أنباء ((شينخوا)) “على الرغم من الضغوط الخارجية والحصار التكنولوجي، تمتلك الصين القدرة على الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لدفع قفزات النمو الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية بشكل كبير”.
وأضاف “في ظل مشهد حوكمة الذكاء الاصطناعي المجزأ والحصري، يمكن للصين أن تلعب دورا حاسما في تعزيز التعاون العالمي”.
وقد وصفت القيادة الصينية الذكاء الاصطناعي بأنه منفعة عامة عالمية، وتعهدت بمساعدة دول الجنوب العالمي على بناء قدراتها التكنولوجية، ما يسهم في تضييق الفجوة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما حث شي شانغهاي على ترسيخ دورها التاريخي كمركز دولي رائد للابتكار العلمي والتكنولوجي، وعلى بناء نفسها لتصبح رائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا على المستوى العالمي.