شبكة طريق الحرير الإخبارية/
CGTN العربية/
بقلم: أ. أحمد ردمان الشميري، صحفي يمني ورئيس الشبكة العربية للصحافة العلمية
يحتفل العالم في 20 أبريل من كل عام بيوم اللغة الصينية، وهي مناسبة تبرز مدى أهمية هذه اللغة وشعبها وتاريخها وثقافتها. إن اللغة الصينية التي يتحدث بها أكثر من مليار إنسان، لم تعد مجرد وسيلة تواصل بل هي جسر يربط بين ثقافات وحضارات مختلفة ونافذة على حضارة تمتد لآلاف السنين.
تعد اللغة الصينية من أطول اللغات عمرا والتي تعاود جذورها إلى آلاف السنين، وتعتبر واحدة من أكثر اللغات انتشارا وتأثيرا في العالم اليوم، ويبرز دورها كأداة حيوية في مجالات الثقافة والتجارة، خاصة في عصر العولمة التي تغير ملامح التفاعل بين الشعوب.
تتفرد اللغة الصينية بخصائص تجعلها تميزها بين بقية اللغات، أنها باقية على شكلها منذ آلالف السنين ولم تتغير، وفي معانيها يعبر كل رمز من رموزها المتعددة إلى عن فكرة أو معنى خاص، هذا العمق اللغوي يتطلب من متعلميها ليس فقط فهم اللغة بل الغوص في تاريخ في تلك الرموز ودلالاتها الثقافية، كما أن النغمة تعد عنصرًا محوريًا في اللغة الصينية، حيث يمكن لنغمة واحدة أن تغير معنى الكلمة بالكامل، مما يتطلب دقة عالية في التركيز والانتباه من المتعلمين الجدد للغة وبوجهة نظري ان التشابه الذي يجمع اللغة الصينية بالعربية هو أن اللغتين تعتمد على الدقة في النطق ومخارج الحروف والتشكيل والنقاط . هذا بحد ذاته يعطي اللغة جمالية خاصة، ويعزز من تفاعل الناطقين بها، ما يجعل الدارس للغة الصينية لا يدرس لغة فقط وإنما يدرس ثقافة وتاريخ الصين أيضا.
في عصر العولمة تسهم اللغة الصينية في تعزيز الفهم بين الشعوب. كما نرى اليوم أصبحت دروس اللغة الصينية من ضمن اللغات الأكثر شيوعًا حول العالم، ليس فقط في المدارس والجامعات، ولكن أيضًا عبر المنصات التعليمية الإلكترونية، مما يتيح للجميع فرصة استكشافها وتعلمها بطرق مختلفة ومبسطة.
تعتبر الصين اليوم واحدة ثاني أكبر الدول الاقتصادية في العالم، ما يحتم على بيئة المال والاعمال أن تكون اللغة الصينية إحدى وسائل التواصل الأساسية لتسهل التواصل بين الشركات الصينية ونظيراتها العالمية، وتُعزِّز فرص التعاون التجاري والاقتصادي والتكنولوجي وغيرها .
تقدم العولمة فرصا جديدة للتعلم والتبادل الثقافي ، حيث تقدم التكنولوجيا الحديثة إمكانية التواصل الفوري والمباشر مما يؤدي إلى تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة ، وتمثل اللغة الصينية أداة حيوية للتواصل الثقافي والتجاري في عصر العولمة. من خلال تعلم اللغة، يمكن للناس من مختلف أنحاء العالم استكشاف ثراء #الثقافة_الصينية وفهم الجوانب المهمة في البناء التجاري والاقتصادي في عالم يعتز بالتنوع، تظل اللغة الصينية جسرا يربط الثقافات ويعزز الفهم والتعاون بين الأمم.
تجربتي الشخصية مع اللغة الصينية كانت بداية مثيرة على الرغم من أنني مازلت في بداية المشوار وأفهم القليل جدا منها، إلا أن شعور تعلم لغة وثقافة وتاريخ بنفس الوقت يبدو أمر مشوق وشاق في الوقت نفسه، لعلي أعتزم خلال الأيام المقبلة مواصلة مشواري الدراسي نحو فهم عميق لثقافة غنية وحضارة قديمة تحمل في طياتها لغة استثنائية تسمى اللغة الصينية.
*(ملاحظة المحرر: يعكس هذا المقال وجهة نظر الكاتب، ولا يعكس بالضرورة رأي قناة CGTN العربية.)