Wednesday 16th April 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

صدع التنين والفارس: كيف تعيد حرب الجمارك تشكيل سلاسل التوريد وتهدد استقرار الشرق الأوسط؟

منذ 4 ساعات في 16/أبريل/2025

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

صدع التنين والفارس: كيف تعيد حرب الجمارك تشكيل سلاسل التوريد وتهدد استقرار الشرق الأوسط؟

 

د. عائده المصري،

عضو الاتحاد الدولي للصحفيين الدوليين/كتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين، فرع الصين.

 

 

مع دقات أجراس التاريخ التي تشهد تحولات كبرى في موازين القوى، يجد الشرق الأوسط، القلب النابض للعالم القديم ومهد الحضارات، نفسه في مواجهة فصل جديد من التحديات والفرص. لم تكن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على الصين مجرد إجراءات اقتصادية عابرة، بل كانت بمثابة زلزال هز أركان النظام التجاري العالمي، وأطلق موجات ارتدادية وصلت إلى شواطئنا. بالنسبة لصناع القرار في بكين وعمان، يصبح الفهم العميق لهذه التحولات أمرًا بالغ الأهمية. كيف يمكن لـ “صدمة الجمارك” هذه، التي تمثل استخدامًا لسلاح قديم في حرب اقتصادية جديدة، أن تعيد تشكيل خريطة التجارة والاستثمار، وما هي الاستراتيجيات التي يجب تبنيها لضمان مصالحنا الوطنية في هذا المشهد المتغير؟ هذه المقالة تسعى لتقديم تحليل استراتيجي، من منظور متخصص في فض النزاع وإدارة سلاسل التوريد، يضيء على التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية التي تستدعي تفكيرًا عميقًا وعملاً حاسمًا من قادة اليوم.

 

صدمة الجمارك: سلاح قديم بتكتيكات “الواقعية الهجومية” يعيد رسم خرائط التجارة:

 

لم تكن الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على بكين مجرد أرقام في جداول التجارة. كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل إعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية، تلك الشرايين الحيوية التي تربط مصانع الشرق بالغرب وموانئ الجنوب بالشمال. إن أسلوب الرئيس ترامب، الذي يجمع بين الحمائية الاقتصادية والنزعة القومية، يمكن تفسيره من خلال عدسة “الواقعية الهجومية”، حيث ينظر إلى التجارة كحرب صفرية. فباستخدام الجمارك كسلاح استراتيجي، وإن كان قديمًا في ترسانة الدول، سعى إلى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية سريعة، متجاهلاً الدروس التاريخية التي تظهر أن مثل هذه الإجراءات غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية. بالنسبة للأردن، الذي يعتمد اقتصاده على التجارة الإقليمية والدولية، وللصين، القوة الاقتصادية الصاعدة التي تعتمد على سلاسل التوريد العالمية المعقدة، فإن هذا الاضطراب يحمل في طياته تحديات ملموسة، تتجلى في تباطؤ نمو التجارة العالمية وتقلبات أسعار الطاقة والمواد الخام، وتأثيرها على تدفق الاستثمارات الحيوية.

 

إعادة تشكيل سلاسل التوريد: فرص استراتيجية في قلب التحدي وسباق التكنولوجيا:

 

في قلب كل تحدٍ تكمن فرصة استراتيجية. فمع سعي الشركات العالمية لتنويع مصادرها وتقليل المخاطر الجيوسياسية، يبرز الشرق الأوسط، بموقعه الاستراتيجي الفريد، كلاعب محتمل في إعادة رسم هذه الخرائط التجارية. بالنسبة للأردن، يمكن أن يمثل ذلك فرصة لجذب استثمارات في قطاعات لوجستية وصناعية متقدمة، وتعزيز دوره كمركز ربط إقليمي. وبالنسبة للصين، فإن تنويع الشركاء التجاريين واستكشاف مسارات جديدة لسلاسل الإمداد يصبح ضرورة استراتيجية في ظل تصاعد المنافسة التكنولوجية، حيث تتحول مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس وأشباه الموصلات إلى ساحة معركة جديدة. لصناع القرار في عمان وبكين، يطرح السؤال: كيف يمكننا التعاون والاستثمار بشكل استراتيجي للاستفادة من هذه التحولات، وبناء شراكات جديدة تعزز مصالحنا المشتركة في عالم يتغير بسرعة، مع الأخذ في الاعتبار أهمية “السيادة التكنولوجية” وتأثيرها على الأمن الإقليمي؟

 

التداعيات الجيوسياسية: التنقل في عالم متعدد الأقطاب وتحديات توازن القوى:

 

إن تداعيات الحرب التجارية لا تتوقف عند حدود الاقتصاد، بل تمتد لتشمل ساحة الجيوسياسة المعقدة في الشرق الأوسط. فتصاعد التنافس بين الولايات المتحدة والصين يضع دول المنطقة في موقف دقيق، يتطلب منها موازنة علاقاتها وحماية مصالحها الوطنية في عالم يتجه نحو تعدد الأقطاب. بالنسبة للأردن، الذي يلعب دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار الإقليمي، يصبح الحفاظ على توازن في العلاقات مع القوى الكبرى أمرًا بالغ الأهمية. وبالنسبة للصين، فإن بناء علاقات قوية ومستدامة مع دول الشرق الأوسط يمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها العالمية في ظل هذا التحول. لصناع القرار في كلا البلدين، يبرز السؤال: كيف يمكننا العمل معًا لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتجنب الانزلاق إلى صراعات القوى، وبناء نظام عالمي أكثر توازنًا وعدلاً، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي تفرضها إعادة توطين بعض الصناعات وتأثيرها على التحالفات الإقليمية؟

 

في الختام، إن “صدع التنين والفارس” الذي أطلقته حرب الجمارك ليس مجرد حدث عابر، بل هو علامة فارقة في تاريخ الاقتصاد العالمي، وله تداعيات عميقة على منطقة الشرق الأوسط. بالنسبة لصناع القرار في الأردن والصين، فإن الفهم الاستراتيجي لهذه التحولات ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة حتمية. يتطلب الأمر تبني رؤى استباقية، وسياسات مرنة، وتعاونًا وثيقًا للاستفادة من الفرص وتقليل المخاطر في هذا العالم المتغير. إن مستقبل المنطقة وازدهارها يعتمد على قدرتنا على قراءة خريطة العالم الجديدة والتكيف مع تحولاتها، وبناء شراكات استراتيجية تخدم مصالح شعوبنا في عالم يسوده عدم اليقين.

 

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *