انعقد مؤتمر مركزي حول العمل ذي الصلة بالدول المجاورة في بكين من 8 إلى 9 أبريل الجاري، بحضور شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، وألقى كلمة مهمة، لخص فيها بشكل منهجي إنجازات وخبرة عمل الصين في المناطق المحيطة منذ بداية العصر الجديد، وحلل الوضع بشكل علمي، وأوضح الأهداف والمهام والأفكار والتدابير للعمل في المناطق المحيطة في الفترة المستقبلية، مؤكدا على ضرورة التركيز على بناء مجتمع المستقبل المشترك مع الدول المجاورة، والسعي إلى خلق وضع جديد في العمل في المناطق المحيطة. ومع تزايد تعقيد الوضع الدولي، أصبحت الصين، كما هي عادتها، متجذرة في التعاون مع الدول المجاورة ومساهمتها فيها. وهي ملتزمة بتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك مع الدول المجاورة، والعمل معها لتحقيق التنمية المشتركة، وحقن الطاقة الإيجابية في العالم المضطرب.
تتمتع الصين بمساحة شاسعة وحدود طويلة. وتشكل الدول المجاورة لها أساسًا مهمًا لتحقيق التنمية والازدهار، ومحورًا للحفاظ على الأمن الوطني، وأولوية لتخطيط الوضع الدبلوماسي العام، ومفتاحًا لتعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، وتحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جين بينغ، طرحت الصين مفهوم الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والتكامل في دبلوماسيتها الجوارية، ودعت إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك مع الدول المجاورة، واسترشادا بدبلوماسية رؤساء الدول، تعمق التعاون الشامل مع الدول المجاورة، وتعزز التبادلات في مختلف المجالات، وتحافظ بشكل مشترك على السلام والاستقرار، وتشكل إطارا عمليا وفعالا للعمل مع الدول المجاورة، وتعزز الإنجازات التاريخية والتغييرات التاريخية في العمل مع الدول المجاورة. وقد توصلت الصين اليوم إلى توافق في الآراء بشأن بناء مجتمع ذي مصير مشترك مع 17 دولة مجاورة، ووقعت اتفاقيات تعاون بشأن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق مع 25 دولة مجاورة، وأصبحت أكبر شريك تجاري لـ 18 دولة، وتشكل مجموعتين رئيسيتين من المجتمعات ذات المصير المشترك في الهند الصينية وآسيا الوسطى. وإن الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول المجاورة لها، وتكامل المصالح بينها يتعمق باستمرار. كما أن جاذبية وإلهام وتأثير مفهوم الدبلوماسية الجوارية القائم على الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والتكامل آخذة في الازدياد، والاعتراف بالقيم الآسيوية المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والتكامل في تزايد مستمر أيضاً.
لقد ربطت الصين دائمًا تنميتها برغبة شعوب الدول المجاورة في عيش حياة أفضل وآفاق التنمية في المنطقة، حتى تتمكن التنمية عالية الجودة في الصين والبيئة المحيطة الجيدة من تعزيز وتكامل بعضهما البعض. وإن البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” طرح في الدولة المجاورة (كازاخستان)، ويفيد الدول المجاورة، ويعزز التنمية والازدهار في الصين والدول المجاورة. وتربط السكك الحديدية أكثر من 100 مدينة في 11 دولة آسيوية. كما أن الافتتاح الرسمي لخط سكة حديد الصين-لاوس، وخط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة مكّن الدول الإقليمية من تحقيق “حلم السكك الحديدية” و”حلم السكك الحديدية فائقة السرعة”. وقد ساهم عدد كبير من المشاريع مثل خط أنابيب الغاز الطبيعي بين الصين وآسيا الوسطى، والممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، و”دولتان وحديقتان” بين الصين وماليزيا في تعزيز التنمية الاقتصادية الإقليمية وتحسين معيشة الناس بشكل فعال. وتدعو الصين إلى الإقليمية المفتوحة وتقاسم فرص التنمية على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع. وباعتبارها شريكًا تجاريًا رئيسيًا ومصدرًا مهمًا للاستثمار للدول المجاورة، توصلت الصين إلى اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة مع الدول الإقليمية، ومن المتوقع توقيع بروتوكول ترقية منطقة التجارة الحرة بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا 3.0 في غضون هذا العام، وستواصل الصين تحقيق فوائد دائمة للدول المجاورة من خلال تنميتها عالية الجودة وانفتاحها رفيع المستوى، لكي تستفيد الدول المجاورة من التحديث صيني النمط.
إن علاقات الصين مع دول الجوار تمر حالياً بأفضل حالاتها منذ العصر الحديث، كما دخلت مرحلة مهمة من الارتباط العميق بين هيكل الجوار والتغيرات العالمية. وقد أصبح الصعود الجماعي للجنوب العالمي قوة مهمة في تعزيز التنمية المتعددة الأقطاب. وتعد المناطق المحيطة بالصين موطنا لتركيز كبير من بلدان الجنوب العالمي. وتعمل الصين باستمرار على ابتكار آليات التعاون الإقليمي، مما يوفر زخما جديدا للوحدة الإقليمية والانفتاح والتقدم. كما أن الصين تعمل بنشاط على تعزيز التعاون في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، وأخذ زمام المبادرة لبدء قمة الصين وآسيا الوسطى وتعاون لانتسانغ-ميكونغ، واستضافة مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية، وبناء منصات تعاون متعددة المستويات وعابرة المجالات، والعمل مع الدول المجاورة لممارسة التعددية الحقيقية. وفي القضايا العالمية مثل تغير المناخ والأمن السيبراني والتنمية المستدامة، حافظت الصين على التواصل الوثيق وعززت التعاون مع الدول المجاورة لها، مما ساهم في “القوة الآسيوية” لتعزيز إصلاح نظام الحوكمة العالمية.
“الأسرة المتناغمة تجلب الرخاء”. سترفع الصين عالياً راية مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، وتتخذ بناء منزل السلام والهدوء والازدهار والجمال والصداقة كرؤية مشتركة لها، كما تتخذ حسن الجوار والأمن المتبادل والازدهار المتبادل والصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والتكامل والمستقبل المشترك كفلسفة وسياسة لها، وتتبع القيم الآسيوية للسلام والتعاون والانفتاح والتكامل مبدأ أساسياً لها، كما تتخذ البناء المشترك عالي الجودة لـ “الحزام والطريق” منصة رئيسية لها، وتتخذ نموذج الأمن الآسيوي لتقاسم السراء والضراء، والسعي إلى أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالاختلافات، والحوار والتشاور دعماً استراتيجياً لها، وتعمل مع الدول المجاورة لخلق مستقبل أفضل، وحقن المزيد من الاستقرار في العالم وجلب المزيد من الأمل.