من وجهة نظر لي هاي دونغ، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، هناك العديد من المخططات وراء تصعيد الولايات المتحدة للابتزاز ضد الصين: فمن منظور المطالب القصيرة الأجل، فإن الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة الأمريكية للعب ب “ورقة التعريفة”، تهدف أساسا إلى خدمة انتخابات التجديد النصفي للعام المقبل من أجل السعي لتحقيق المصلحة الذاتية السياسية. اما من منظور الأهداف طويلة المدى ، نظرا لأن الصين هي الداعم القوي للعولمة الاقتصادية ، فإن الولايات المتحدة تصعد “حرب التعريفات الجمركية” في محاولة لتخريب وإعادة تشكيل عملية العولمة في العقود القليلة الماضية ، من أجل الحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة والاستمرار في “امتصاص الدماء” من العالم.

منذ أن بدأت الولايات المتحدة حربها التجارية مع الصين في عام 2018 ،أظهر الاقتصاد الصيني مرونة مع نموه بشكل أقوى، حيث زادت صادرات الصين إلى الآسيان من 12.8٪ إلى ، 16.4٪ وزادت الصادرات إلى دول الحزام والطريق من 38.7٪ إلى .47.8٪ ، و على النقيض من ذلك ، انخفضت حصة الصين من الصادرات إلى الولايات المتحدة من ٪19.2 إلى. 14.7٪ يمكن ملاحظة أن التعريفات الجمركية المحمومة التي فرضتها الولايات المتحدة لن يكون لها تأثير مزعزع للاقتصاد الصيني بشكل عام.

وفقا لتقرير بحثي صادر عن مورغان ستانلي ، تجاوز الأداء الاقتصادي للصين في الربع الأول التوقعات ، وكان زخم الاستثمار الصناعي الجديد قويا ، لذلك تم رفع توقعات النمو الاقتصادي السنوي للصين بمقدار .0.5٪ وتعتبر العديد من الشركات متعددة الجنسيات، بما في ذلك الشركات الأمريكية، ان الصين “واحة من اليقين ومقاصد ساخنة للاستثمار والأعمال”، وأعربت عن تصميمها على توسيع الاستثمار والتعاون مع الصين بثبات وتعميق السوق الصينية.

وفي المقابل، فإن تصعيد الابتزاز الجمركي من قبل الولايات المتحدة سيؤدي إلى مزيد من نتائج عكسية.

وفقا لتحليل مختبر الميزانية بجامعة ييل ، فإن سياسة التعريفة الجمركية الأمريكية قد تسبب في ارتفاع معدل التضخم الإجمالي في الولايات المتحدة بنسبة 2.3٪ هذا العام ، وهو ما يعادل خسارة قدرها 3800 دولار لكل أسرة عادية في الولايات المتحدة. حذرت وول ستريت من الظهور الوشيك ل “شتاء نووي اقتصادي بنته الولايات المتحدة”.

بغض النظر عن مقدار الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة ، فإن الصين لديها خطة في يديها وستستمر في التركيز على إدارة شؤونها بشكل جيد وتعزيز الانفتاح على المستوى العالي باستمرار. لطالما أكدت الصين أن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة هو تحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، وأن الخلافات التجارية لابد أن تحل بشكل صحيح من خلال الحوار على قدم المساواة. ومع ذلك ، إذا صعدت الولايات المتحدة من إجراءاتها الجمركية ، فستتخذ الصين التدابير اللازمة بحزم من اجل حماية حقوقها ومصالحها المشروعة والقانونية.